لصناعة مجتمع إسلامي متكامل، يجدر بالقادة المتصدين لكرسي الحكم الذين يدعون الإسلام، أن يخرجوا من مواقف المتفرج الساذج، الى مواقع المشاركة الفاعلة المؤثرة، لتشهد المجتمعات الإسلامية نقطة الإنطلاق الحقيقي، صوب التماسك والوحدة، وإلا فهي مجرد شعارات زائفة، لتعامل البعض بمكيالين، فتارة يقصفون الأبرياء بحجة الشرعية في اليمن، وتارة يحاربون الإرهاب الحوثي كما يقولون! فأي مجتمع يمكنه التصرف بهذه الإزوداجية؟ وأي إسلام وشريعة وشرعية يتحدثون عنها؟ إنها مجرد وخزة ليس إلا!
الموقف نفسه يطبق على ما يتعرض له، الشعب الصابر في الجمهورية الإسلامية في إيران، من عقوبات إقتصادية يتعرض فيها الى التجويع، والإجحاف، والأعمال العدائية والإستفزازية، وتصعيد الخلافات الإقليمية، مع أن إيران حكومة وشعباً لم تنقض إتفاقها النووي، بل إن أمريكا هي التي نقضت الإتفاق، بسبب مواقف إيران المعادية للإرهاب، وضد ما يرتكب ضد الشعوب المقهورة في المنطقة، وعليه فالمدخل الصحيح إن يكون المسلمون أقوياء في بيتهم، والكلام موجه للحكومة العراقية.
مسيرة العشق الولائي في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، هي سيل هادر بوجه الطواغيت، والجبابرة، والمستكبرين، ولما كان الشعب الإيراني أحد أكبر الوفود المليونية، الزاحفة الى كعبة الأحرار (كربلاء المقدسة)، لإحياء الشعيرة المباركة، وبسبب الحصار والظرف الإقتصادي المفروض عليه قسراً، يفترض بالحكومة العراقية الوقوف بوفاء وإكرام مع هذا الشعب المسلم في محنته، فهو الجار الصديق الذي طالما وقف معنا، في مصائبنا الجمة منذ عقود طويلة، ومدخل الوفاء هو نصرة لكربلاء.
يفترض بالحكومة أن تقلل من معاناة الشعب الإيراني المسلم، فيكون دخولهم عبر المنافذ الحدودية بأسعار رمزية جداً، بدلاً من تحديد تأشيرة الدخول لكافة الجنسيات بمبلغ (40) دولار، ويجب أن يستثنى الشعب الصديق من التأشيرة، لأنهم لايأتون للزيارة فقط، بل حتى لمواكب الخدمة في الإطعام والخدمات البلدية، وتذكروا أن النهضة الحسينية موقف وسلوك، ومنهج وفعل مؤثر، فهل ستُقدِم الحكومة العراقية على هكذا موقف مشرف نصرة للإسلام، ولداعي الله الإمام الحسين (عليه السلام).
مسيرة الأربعين وخدمة الحسين، شوكة في عيون أعداء الإسلام، تلكم الزمر المتعطشة للدماء، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابها من الإرهابيين، فلماذا لا نتخذ موقفاً يترك الأثر الحسيني، المطلوب بأعماق الناس ويوجه رسالة للعالم، بأن معركة الحسين لا تنحصر بكربلاء، بل في كل بقعة من الأرض، فيجب أن يتاح للعراقيين موقفاً كهذا وكما، أننا نثق بمسيرتنا، فهناك سببان لعدم ثقتنا بأمريكا الأول: أننا نعرفهم جيداً، والآخر أنهم لا يعرفوننا جيداً.