عدنان عزيز دفارالشاعر والأديب المفجوع بفلذة كبده ..والقابض على جمرة التمرد والانعتاق على الأعيب إبليس ولحمة . الذي يباع ويشترى ويأكل على موائد عياري السياسة وشطار العالم الجديد. عدنان الذي كان يريد الحقيقة العارية كما هو الإنسان الذي تتقد تحت جوانحه أتون نار على من باع أولادنا وقدمهم على طبق السياسة الرعناء فكانوا ضحايا وشهداء خالدين في سفر الوطن وشهود على مافعلة إبليس في وطن سياسيوه يتأبطون سجاجيد صلواتهم ليل نهار.
كان عدنان.. يكره الأقنعة التي تزور من حقيقة ذلك الجبار المسمى إنسانا .متمردا على كل شيء بعد أن حرم من طيف (أكثم ) ولده البكر,وهو الساهر المناجي صورته في مقابرالالم والذكرى . لذا فان من الطبيعي أن يكون ندا للشيطان وعدوا للأبالسة نافثا أوجاعه ومعانتة في مقطوعاته الخمسة والستون في مجموعته الشعرية راسما بريشة الموجوع ملامح الصورة الشيطانية في شعره. نافثا نار البكاء والوجع الممتزج بالألم الحزين لابسا ثوب المارد الجبار في كل حرف وكل كلمة في مجموعته الشعرية (لحم إبليس ).والتي صدرت من دار تموز للطباعة والنشر مؤخرا .
إنّ سمة الإبداع في شعراء الناصرية والق الانتماء للمجتمع السفلي والتمازج مع شخوص الفقراء والكادحين أباء وأمهات الشهداء الذين لاخيار أمامهم إلا إن يكونوا مشاريع استشهاد دائمة للوطن . منحت أشعار عدنان منحى إنساني تجسد ذلك في الكثير من أشعاره ففي أخر مقطوعاته يقول :
احتضن القبر كاحتضان إلام للرضيع
الدموع تنهمر بغزارة
وقلبه كاد يفر من صدره
رفع راسة إلى السماء وصرخ:
أيها الرب أرسل أولادك إلى الحرب
لنرى مدى شجاعتك
وإنا أقرا (لحم إبليس ) أشعر اليوم بمدية تفتحُ جرحاً عميقاً في أضلعي. الوقوف بوجه إبليس وتحديه هو الموت بحد ذاته. نركضُ دائماً نحو الهوية وننسى الجوهر لرسالتنا كبشر فأستغواء إبليس والاعيبة يجمد حركتنا اليوم ونتغنّى بالماضي كأفضل زمن ونرفضُ التجديد كوننا نخافُ من الحاضر والمستقبل .وإبليس اله الخطيئة والذنب لازال يعبد ويبتهل إلية .وربما يكون عونا لظاهرة الإبداع الشعري حيث تتحكم هذه الشياطين بالذات المبدعة فتفعل فعلها وهي في ذلك تذكرنا بنظرية أفلاطون في الإلهام الذي تنزله ربات الفنون على من تختار من المبدعين ومنهم (عدنان عزيز دفار ).