لحظة الندم عندما تمر في حياتنا تحمل في طياتها الكثير من معاني الآلم والآسى، وعندما نشعر بهذه اللحظة لا تتصوروا ان الآوان قد فات وأنتهى كل شيء بالعكس الندم بداية لتفكير من جديد في أشياء أعتقدنا في لحظة تسرع أنها جيدة لنا ولكن هي شر لنا كقوله تعالى: “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم”، ليس كوننا ناقصين عقل أو ثقافة ولكن الموقف هو الذي حتم علينا فعل الأمور بأرادتنا مع تدخل بعض الضغوط التي حتمت علينا الأمور التي ندمنا على فعلها..
فرئيس الوزراء ندم على أختيارهِ لوزراءهِ ومستشاريهِ وأزلامهِ وحاشيتهِ عندما يكونوا عكس المطلوب فتأتي هنا لحظة الندم.. وحتى رئيس الحزب أو الكتلة أو القائمة الفلانية يشعر بالندم عندما يرى الأعضاء غير مكترثين بمصلحة الجماعة ولا بالأهداف التي وضعت من أجل تحقيق غاية ما من خلال جماعة الكتلة او القائمة الفلانية.. ونرى أيضا أعضاء الكتل السياسية يندمون عندما ينتمون لهذه الكتلة أو تلك وذلك عندما يجدون أن أهداف الكتل السياسية التي ينتمون اليها لاتحقق المصلحة العامة لجميع الشركاء في البلد.
فأما لحظة ندم الشعب العراقي (مصيبة في مصيبة)! فقد ندم على أشياء عديدة فعلها بأرادتهِ عند أختيارهِ لحكامهِ ومن يمثلونهِ من البرلمانيين والوزراء في الحكومة ظناً منه أن هؤلاء سيحلون كل مشاكله العالقة في داخل وخارج العراق لكن للآسف (طلعوا كلهم مصلحجيه وكل واحد يغني على ليلاه.. يوم بهذه القائمة وغداً بتلك الكتلة.. ولا تهمه ألا مصلحته .. عمي ياشعب يابطيخ)!
وليس الندم على مستوى السياسة فقط وأنما يتعدى ذلك على مستوى العمل عندما نختار مجال عمل على أساس أنه المكان المناسب لنا فنتفاجأ بأنه كان عكس ما نريد (هذا اللي ميرضه بجزه وخروف)! وحتى على صعيد الأحبة عندما يختار أحد الشريكين الشريك الخطأ ظناً منه أنه الشخص المثالي والشخص المناسب ولكن بعد أن يمحو الضباب جمال الصورة ترى قُبح المضمون وأن الأختيار ليس بمكانهِ برغم نصائح الأصدقاء والمقربون لك بأن هذا الشريك غير مناسباً لك، المهم لحظات الندم كثرت وعلينا الأتعاض من هذه الأمور ومعرفة مصلحتنا ومصلحة الشعب، فالى كل السياسيين من الشركاء والفرقاء في العملية السياسية لا.. تندموا على مافاتكم، فأن الندم بداية لتفكير بمهنية وهيكلية عالية ولتنظيم الأوراق وأعادة الحسابات سواءً على الصعيد السياسي أم العملي أو الاجتماعي لتلافي الوقوع بالخطاء مستقبلاً، لذا فاذا أردتم التغيير فلنبدأ معنا من أجل المصلحة العامة أولاً والمصلحة الشخصية ثانيا.
أودعانكم أغاتي
[email protected]