22 ديسمبر، 2024 11:03 م

لحظة الأنفجار الوطني…

لحظة الأنفجار الوطني…

1 ـــ هكذا ينحرفون بمواقف العراق الوطنية, في العلاقات الدولية الأقليمية, الرياح الأمريكية وأخواتها في الخليج تضغط, تركيا وإسرائيل تلوي رياحها عنق الشمال العراقي, العواصف الإيرانية تثقب جدار السيادة الوطنية, وتكسر الأرادة الشعبية, اختراقات العمالة, تجري في شرايين أغلب الأحزاب التي تشكلت منها حكومة التزوير, العراقيون اذا اصاب الأحباط بسيطهم يصبر, على قمة التسلية في أكاذيب الدين السياسي, اما اذا اصيب المثقف والسياسي بذات الأحباط, ينهار وينقلب على ذاته, في تسويق التخريف السلطوي على وعي الجماهير, تلك الأشكالية اجابت عليها, انتفاضة الجنوب العراقي “رغم العثرات والأنتكاسات والضغوط الدموية لمليشيات السلطة, واجهزتها القمعية, فلا بديل لمن يحترم الحياة, إلا مواصلة الطريق حتى لحظة الأنفجار الوطني”.

2 ـــ الأحزاب المشاركة في حكومة التزوير والفساد, تحاول الإحتيال على وعي الجماهير الرافضة, تمارس جميع الوسائل الشريرة, بما فيها استمالة المراجع الدينية, لتتذوق معها طعم الثروات والوجاهة, المعسلة بشهد الدنائة, ثم توريطها كأجهزة اعلامية, تنطلق بأسماء الله ومقدسات العراقيين, من عقر بيوت العبادة, تلك الوظيفة تبدأ من نقطة خذلان الله, ثم تجنيد المذاهب للأطاحة بعقل الأنسان, واستعباده واذلاله, تحت ثقل الفقر والجهل, فاقداً آدميته واولويات حياته, هكذا نرى العراقي المنهك, لا يملك مبادرة الأستجابة لإستغاثة الوطن, وهو يساق للجهاد نيابة عن مصالح واطماع الأخرين, في جغرافيته وثرواته وارثه الحضاري, لكن النفس الوطني الأخير, تصرخه الأنتفاضة الشعبية, دعوة للنهوض والسير على الطريق, حتى لحظة الأنفجار الوطني.

3 ـــ العراق ما مات يوماً, ولن يموت, والحق فيه يصرخ غضب الله, وصمت العراقيين يهتف بأنتفاضة جنوبهم, بدفيء الأشتعال, سيذوب ثلج الوهم عن ابناء الشمال, ورواسب الفتنة عن أبنا المحافظات الغربية, وتخلع حجابها بغداد, والمدن (المقدسة) نقابها, فلا علو فوق قدسية الوطن, وحرية وكرامة المواطن, في العراق ستدق الأبواب ابوابها, فلا مكان لدخيل خلفها, الدين للفرد وليس حكراً للجماعة, والوطن للمواطن وليس حكراً للدولة, والله والعراق للجميع, وسيضع العراقيون نقطة, خلف سطر الأكثريات والأقليات, والعراق سوف لم يعد بحاجة لزوائد الوسطاء, بعد لحظة الأنفجار الوطني.

4 ـــ لماذا لا نحلم ايها الأحبة, الميت وحده لا امل له, العراق لا زال العراق, والأنتفاضة لم تكتب وصيتها, بغداد لم ــ ولن ــ ترتدي الحداد, وانت ايها المثقف الوطني لا تخذل دورك, والسياسي الشريف لا تخذل واجبك, ورجل الدين العراقي لا تخذل ربك ودينك, واعتصموا بحبل الله والعراق, واقطعوا لسان شيطان الوسيط ان نطق, حتى ولو “بالنهي عن المنكر” فهو مقلوب الضمير والوجدان, هكذا ولد محتالاً من رحم التاريخ, قولوها لأمريكا الباغية, عراقنا لا يقاتل نيابة عن مصالحكم, قولوها لأيران الأكثر بغياً, العراق ــ لا ولن ــ يكون مجاهداً, انه وطن ودولة وشعب وليس مذهب, عليهم ان يتفقوا على ميدان آخر للمبارزة, وينسحبوا من ارضنا وعقلنا ووعينا ورغيف خبزنا, ليأخذوا معهم عملائهم احزابهم مراجعهم شرائعهم مخدراتهم شعوذاتهم وينصرفوا, نريد ان نعيش لنصل, لحظة الأنفجار والتغيير الوطني.