18 نوفمبر، 2024 12:35 ص
Search
Close this search box.

لحساب من يدس عبد الباري عطوان أنفه.. في الشأن الكوردستاني؟!

لحساب من يدس عبد الباري عطوان أنفه.. في الشأن الكوردستاني؟!

منذ أن سبقت البلدان الغربية دول العالم بالعلوم المتنوعة, صار العالم الغربي قبلة لشعوب الشرق لطلب العلم والمعرفة, لذا بدؤوا يتقاطرون عليها, لينهلوا من علومها ومعارفها وحضارتها وتراثها الغني عن التعريف. من الذين هجروا بلدانهم.. ولجئوا إلى الغرب (الكافر) لينالوا قسطاً من العلوم الحديثة بعض الشرائح شبه المتعلمة من أبناء الشعوب العربية, ومنهم المذكور اسمه في عنوان المقال, رغم أنه أكمل دراسته الجامعية في مصر, إلا أنه أمي في حقل القضية الكوردية ولا يجيد قراءة ألف بائها.
لقد كتب المشار إليه في السادس عشر من الشهر الجاري مقالاً تحت عنوان:” البارزاني يستعد لإعلان الدولة الكردية قريباً بمباركة أمريكية فهل ستكون كركوك عاصمتها؟”. حقاً كما يقول المثل “الكتاب باين من عنوانه” أن عبد الباري عطوان كأي عربي آخر, مكبل بأوهام العروبة.. فلذا يحاول أن يصطاد في الماء العكر, ويظهر الشعب الكوردي الجريح للشعوب العربية والإسلامية بمظهر مغاير لواقعه المشرف , كشعب نبيل استصرخ في جميع مراحل تاريخه المشرق شعوب المنطقة دون استثناء, لا بل حاول عبد الباري, تحت عناوين مختلفة أن يظهر الشعب الكوردي الجريح كأنه الشعب الوحيد في الشرق الأوسط له علاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية!! وتناسى, أن جميع الكيانات العربية المتهرئة منذ أن وجدت على الخارطة السياسية هي مطية لأمريكا والغرب وحتى لإسرائيل في السر والعلن وما بينهما؟ وتساءل عبد الباري عطوان بلغة مفخخة, فهل ستكون كركوك عاصمتها” لا يا هذا, أن هولير (أربيل) ستبقى عاصمة أبدية لكوردستان. دعونا نسأل هذه المرة أيضاً من عطوان ومن كل من يحاول أن يبدل وجه التاريخ حين يشكك بكوردية وكوردستانية كركوك, هل يوجد لاسم كركوك معنى في لغتكم العربية؟ ألا تعلم أن الكيان العراقي المصطنع منذ أن أوجدها عصا الساحر البريطاني عام (1920) بدأت سلطاتها العنصرية الغاشمة بدءاً من ذلك الأجنبي اللعين القادم من حجاز عميل الاستعمار البريطاني الذي غدر بوالده المدعو فيصل الأول وإلى الآن؟ بجلب الأعراب السفلة واستيطانهم في المدن الكوردية المستقطعة وعلى رأسها كركوك السليبة؟ وزعم عبد الباري في سياق العنوان المطول لمقاله أيضاً: “وهل سيضم أجزاء من الموصل إليها؟” يا هذا, سبق وقلت لك أنك لا تجيد شيئاً عن القضية الكوردية, أو تاريخ الشعب الكوردي العريق, أن جهلكم المفرط بالتاريخ الكوردي ليس بغريب علينا, أنه ديدن جميع العرب يجهلون تاريخ شعب كريم يعيشون بجانبه منذ أن هاجروا الجزيرة العربية واستوطنوا أرض كوردستان
عنوة. من هنا ندعو الأستاذ عطوان, أن يرهق نفسه قليلاً ويقرأ عدة صفحات عن تاريخ استيطان العرب في موصل, حتى يرى بأم عينه في بواطن كتب التاريخ العربي في صدر الإسلام كيف تتحدث عن وجود الشعب الكوردي في موصل قبل الغزو العربي لها في العقد الثاني من الهجرة؟؟. ثم أن هذه الأراضي يا أستاذ لا تنضم إلى كوردستان كما تزعم, بل ستعود إلى مكانها الطبيعي إلى الوطن الأم كوردستان؟ تماماً كمنطقة (جولان) التي ستعود يوماً ما إلى الكيان السوري؟. ويقتبس عطوان كلمة “البلاء” من حديث البارزاني ويضيف عليها قائلاً:” وكيف سيكون شكل “البلاء” الذي يخشى منه بعد القضاء على “الدولة الإسلامية”؟ عجبي, لماذا عودة الحق إلى أصحابه تسميه “بلاءاً”. ثم أن القضاء يا عطوان سيكون على تنظيم داعش الإرهابي, وليس على “الدولة الإسلامية” كما يحلو لك أن تسميها؟ إذا تسمونها دولة إسلامية يجب عليكم حينها أن تحملوا وزر جميع أعمال هذه “الدولة الإسلامية” إلى الإسلام؟؟. عجبي, أن عبد الباري عطوان ومعه جميع العرب الذين يتوافدون على دول الغرب, ويدرسون في جامعاتها ومعاهدها, وفي أحيان كثيرة يتفوقوا في دراساتهم ويتبوأوا مناصب رفيعة في الدول الغربية, ألا أن نوازع الشر والازدواجية لا تغادر عقولهم, فلذا يصوروا لك في الغالب الباطل في صورة الحق!! تماماً كما الكاتب عبد الباري عطوان. على سبيل المثال, يناصروا الشيشان من أجل نيل حقوقه وتأسيس دولته القومية وهذا شيء جيد, ألا أنهم يحرموا هذا الحق على (40) مليون كوردي في وطنه كوردستان!! وعلى نفس المنوال, يناصروا المسلمين في بوسنة وكوسوفو, لكن في المقابل يعادوا الشعب الكوردي المسالم, الذي لولاه لا وجود اليوم للعرب ولا للإسلام؟؟ بسبب تزاحم الأفكار في رأسي نسيت أقول لكم, أن عطوان قال في عنوان مقاله:” أن البارزاني يستعد لإعلان الدولة الكردية قريباً بمباركة أمريكية” هنا نتساءل من الكاتب المشاكس عبد الباري, أ وهل يستطيع أحد ما أن يعلن دولته ويصبح عضوا في المحافل الدولية بدون مباركة أمريكية!! فلسطينك يا عبد الباري عطوان إلى الآن من مجموع (193) دولة عدد أعضاء الأمم المتحدة, (136) دولة عضو في الأمم المتحدة معترف رسمياً بدولة فلسطين, لكن دون موافقة أمريكا, تراوحوا في مكانكم ولا تتجرؤوا على تأسيسها!! هذه هي أمريكا يا عطوان, لا يستطيع أحد على هذا الكوكب الدوار أن يتجاوزها؟ وفي سياق مقاله ذكر عطوان إقليم كوردستان بلاحقة العراق, هكذا: ” إقليم كردستان العراق” إن الوصف الذي ذكره عبد الباري لإقليم كوردستان يخالف ما جاء في الدستور الاتحادي العراقي الدائم, الذي ذكر فيه أربع مرات اسم الإقليم, بهذه الصيغة فقط “إقليم كوردستان” دون أي ذكر للعراق معه؟ هل يقبل عبد الباري منا إذا نسمي السلطة الفلسطينية, بالسلطة الفلسطينية الإسرائيلية؟ العتب ليس على عطوان, أن العتب يقع على عاتق غالبية القيادات الكوردية الغبية, التي لا تلتزم بنص الدستور العراقي!! أن قيادات وشعوب العالم تخالف الدساتير والقوانين من أجل مكاسب حزبية أو شعبية, لكن للأسف الشديد, أن القيادات الكوردية ومعها غالبية الشعب الكوردي تخالف الدستور الاتحادي العراقي من أجل أن تنتقص من حقوقها القومية!! وفي فقرة أخرى يلصق عبد الباري صفة الانفصالية برئيس الإقليم!!. دعونا نعود مجدداً إلى ذكر (جولان) هل أن سوريا تريد أن تفصلها عن إسرائيل! أم تعيدها إلى الوطن السوري؟ وهذه الحالة تنطبق على جنوب كوردستان, وأي جزء آخر من الوطن الكوردي سيتحرر بسواعد فتياته وفتيانه سيعود إلى الوطن الكوردي مرفوع الهامة, هل علمت الآن يا عطوان أنه ليس انفصالاً؟ هل أن غزة انفصلت عن إسرائيل! أم تحررت و عادت إلى فلسطين؟ ثم يتهم رئيس الإقليم (مسعود البارزاني) ووالده المرحوم ملا (مصطفى البارزاني) بمحاولة إضعاف العراق, لأن العراق القوي – كما يزعم عبد الباري- عقبة رئيسية تحول دون قيام الدولة الكوردية. هنا نتساءل, متى كان العراق قوياً؟ حين وافق على شروط تركيا
الطورانية باجتياز حدوده والتوغل بعمق عشرات الكيلومترات في (أراضيه) أم حين ابتزته إيران الشاه حين تنازل صدام حسين لها عن غالبية ما يسمى بشط العرب وبطول (90) كيلومتر من الأراضي اليابسة التي تحتوي على كميات هائلة من النفط! الخ. لعلمك أن بارزاني الأب حين اتهمه عبد الكريم قاسم بالعمالة, قال له البارزاني: امنح الشعب الكوردي حقوقه القومية سأترك كوردستان واختار لي أنت أي بلد أعيش فيه لاجئاً, لكن عبد الكريم قاسم كأي حاكم فردي بلع لسانه وسكت. دعنا من كل هذا, أليس العراق منذ عام (1925) محتلاً لجنوب كوردستان؟ هل أن قائداً ما احتل بلده من قبل بلد آخر غاشم يريده أن يكون قوياً؟ أم ضعيفاً مفككاً؟ هل أنتم الفلسطينيون تريدون إسرائيل قوية أم ضعيفة!! أي نعم يا عطوان أن أمريكا وحلفائها أسقطوا الحكم المركزي الديكتاتوري العفن وجاؤوا بنظام اتحادي ديمقراطي بصيغة من الصيغ يشارك الجميع بإدارة البلد, رغم أن هناك نصف مساحة جنوب كوردستان لا زال محتلاً من قبل العراق. أين الخطورة في تصريحات السيد البارزاني؟ هل المطالبة بالحقوق القومية خطورة, ممكن تشكل خطورة على المحتل البغيض. لاحظ عزيزي القارئ, رغم أن عطوان منذ عقود طويلة يعيش في دولة تعتبر إحدى أهم مراكز الديمقراطية في العالم ولها باع طويل في نشر حقوق الإنسان ألا أنه لا يستطيع أن ينسلخ عن ذاته العدوانية الذي ورثه من تلك الثقافة البدوية حين زعم:” من غير المستبعد أن يتم توحيد العرب, سنة وشيعة, في جبهة واحدة ضد القومية الكردية التوسعية الجديدة”!. لا شك فيه أنكم دائماً تتوحدون من أجل نشر الشر والتخلف على الأرض, إذا لم تجدوا أحداً تأكلوا بعضكم بعضاً, أليس شاعركم يقول:” وأحياناً على بكر أخينا … إذا لم نجد إلا أخانا!!!” هذه هي ثقافتكم!!.ثم من هو التوسعي يا عطوان, ذلك الذي جاء من شبه جزيرة العرب على ظهر الجمال والبغال واحتل أراضي الغير وعبث ولا زال يعبث بمقدرات الآخرين؟ أم المتواجد على أرضه منذ آلاف السنين وتعرض بعد نشر الإسلام على أسنة الرماح العربية للاحتلال الاستيطاني على أيدي العرب القادمون من الربع الخالي؟ نحن يا عطوان شعب جريح ومهضوم الحقوق من قبل العرب والفرس والأتراك الأوباش من حقنا أن نتعاون ونتعامل مع كائن من كان من أجل تحرير أراضينا من براثن المحتلين الأوباش. عزيزي القارئ اللبيب, تمعن أدناه في كلمات عطوان التي تنقط سماً زعافاً, يزعم عطوان:” الأمريكان يتحدثون هذه الأيام عن خطأ كبير ارتكبوه عندما تخلوا عن “معاهدة سيفر” (1920), التي أعطت الأكراد دولة مستقلة, لمصلحة معاهدة لوزان (1923) وبضغوط من أتاتورك, التي وضعت حدود تركيا الحالية, ونقضت التعهد بقيام الدولة الكردية شمال العراق وسورية وإيران وجنوب شرق تركية, وهم الآن يحاولون, بدعم من حلفائهم الأوروبيين, إصلاح هذا الخطأ, وهذا ما يفسر اختيارهم الأكراد ودعمهم لهم عندما خيرهم الرئيس رجب طيب أردوغان بين تركيا والأكراد في ذروة غضبه من وقوفهم إلى جانب قوات سورية الديمقراطية, وتقدمها في شمال سورية”. توضيحي لهذه الجزئية التي قالها عطوان. أين تحدث الأمريكان عن خطأ كبير ارتكبوه بحق الكورد حين تخلوا عن معاهدة “سيفر”!! وهل كانت أمريكا في ذلك التاريخ دولة عظمى؟؟ وهل كان لها دور أيام “سيفر” و “لوزان” كما هو اليوم؟؟ لماذا هذا التلفيق الرخيص!! ألم تقرأ أو تسمع في وسائل الإعلام الرسالة التي وجهتها (28) دولة أوروبية إلى القيادة الكوردية لا تقبل فيها بإعلان دولة كوردستان؟؟ لماذا التحدث بهذه اللغة المفخخة! ثم أن الدولة الكوردية يا عطوان- رغم أن وصفك لجغرافية كوردستان بين الكيانات الأربعة خطأ معيب- لن تقام في شمال العراق وسوريا وإيران وجنوب شرق تركيا كما تزعم, بل أن الدولة الكوردية تقام على كامل التراب الكوردستاني المحتل من قبل تلك الكيانات الأربعة المصطنعة التي ذكرتها؟ وهي في شمال وشرق العراق, وشمال وشمال شرق سوريا, وغرب وشمال غرب إيران, وجنوب وجنوب شرق تركيا
؟. ثم أين قالوا يريدون إصلاح هذا الخطأ! رغم أنه ليس خطأ بل جريمة العصر ارتكبت ضد الشعب الكوردي الجريح. لا يا عزيزي لا تلعب بالكلمات؟ أردوغان تهستر وخير أمريكا والغرب بين تركيا وحزب سياسي, تصور أن الهستيريا وصل بالأتراك ورئيسهم الأرعن أردوغان إلى حد لا يطاق حتى صار يقارن دولته تركيا الطورانية مع حزب سياسي فتي تأسس قبل عقد ونيف!! لا يا هذا, الأوروبيون ليسوا حلفاء للكورد؟ بل هم حلفاء العرب منذ زمن ليس بقريب؟, لو كانوا حلفاءاً للكورد لأسسوا لهم دولة قومية على أرض وطنهم كوردستان, كتلك الدول التي أسسوها للعرب بعد الحرب العالمية الأولى؟؟. عزيزي القارئ, إن ملا عبد الباري عطوان ضرب لنا الودع وتوقع للمنطقة, أن الحرب التي ستنشب بعد إنجاز هدف البارزاني – كما سماها – قد تطول سنوات أو عدة عقود.يا هذا, لو عندكم حكام عقلاء وشعب متحضر لا تنشب أية حرب حين تُعلن دولة كوردستان أسوة بدول العالم, لأن إعلانها حق طبيعي للشعب الكوردي المناضل, الذي سبق وجوده الجميع في هذه المنطقة بتاريخ يصعب تحديده بالأرقام؟؟. في الجزئية الأخيرة, تكلم عن البارزاني بطريقة كيدية, كأن رئيس الإقليم يحمل في جعبته خططاً جهنمية للمنطقة!! مع أن الرجل تحدث عن عودة الحق إلى نصابه عن طريق المفاوضات مع دولة الاحتلال العراق, أو من خلال استفتاء شعبي يقول الشعب الكوردي رأيه فيه بحرية مطلقة؟. ثم استدعى عطوان كل نوازع الشر حين تحدث عن تفتيت الدول القطرية الحالية. لا أدري عن أية دول قطرية يتحدث! أنه يتناسى أن العراق ومصر وسوريا ولبنان وبلدان شمال إفريقيا جميعها دول ناطقة بالعربية, ليسوا عرباً, كدول لاتين أمريكا التي تتكلم الإسبانية, وليسوا بإسبان؟؟. أما إمارات البترول الست التي تتواجد في شبه الجزيرة العربية هي عربية 100% وهي وجدت منذ البدء على الأرض العربية بهذه الهيكلية القبلية, فلا تذهب بخيالك بعيداً وتتحدث عن الدول القطرية كأن هذه الدول عربية منذ أن وجدت على الأرض!! مما لا شك فيه, أن شعوب هذه الدول ستراجع نفسها في قادم الأيام وتضع جانباً عقال العروبة.. الذي وضعه على رأسها عنوة السيف العربي البتار. لا حظ عزيزي القارئ كمية السم والحقد الذي يجيش في داخل هذا الكائن الصحراوي, عندما يزعم:” لم نستغرب إذا ما ترحم البعض على أيام “الدولة الإسلامية” تصور أن عطوان العاشق لجرائم داعش يرجم بالغيب ويتوقع إحداث الأسوأ للمنطقة إذا نال الشعب الكوردي المسالم حقوقه القومية المشروعة!!! ويترحم البعض؟ على أيام “الدولة الإسلامية” ألم يفكر هذا..؟ لبرهة ماذا سيأتي بعد كل ما فعله داعش من ذبح الأبرياء بالسكاكين الصدئة, وغرق المعارضين تحت الماء, ووضع الآخرين في الأقفاص الحديدية وحرقهم بالنار, وسحق البعض تحت مجنزرات الدبابات الخ الخ الخ يا ترى أي شيء سيكون أسوأ من هذه الأعمال الشنيعة!!! أم كل هذه المغالطات والتلفيق الرخيص من أجل إرعاب الناس من تطلعات شعب مسالم يحمل في جنباته رصيداً حضارياً إنسانياً, ينشد اليوم الحرية والانعتاق من قيود الاحتلال الغاشم كي يعيش أسوة بشعوب العالم الحرة حراً طليقاً في وطنه كوردستان.

أحدث المقالات