22 ديسمبر، 2024 10:52 م

لحد الان جريمتان تلاحقان طهران

لحد الان جريمتان تلاحقان طهران

کان يمکن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يتنفس الصعداء لو إنه تمکن فعلا من أن يلعب دورا ضد التحرکات والنشاطات المستمرة والمتواصلة لزعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، ويتمکن من تحديدها وجعلها غير ذات تأثير عليه، لکن يبدو أن القلق والتوجس وحالة الترقب ستبقى من نصيب هذا النظام خصوصا مع تمکن السيدة رجوي ليس من تحريك جرائم سابقة للنظام بحق أعضاء وقياديين في منظمة مجاهدي خلق بل وحتى العمل على تدويلها وإحتمال جعلها قضية قانونية ضد قادة ومسٶولين في النظام الايراني، هو مايجري لمجزرة صيف عام 1988 التي إرتکبتها السلطات الايرانية بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق کانوا يقضون فترات محکوميتهم وکذلك بالنسبة لجريمة إغتيال المعارض والناشط السياسي الايراني البارز الدکتور کاظم رجوي في سويسرا في عام 1990، فقد تبين في النهاية بأن کل جهود طهران التي بذلتها على مختلف الاصعدة من أجل التکتم على هذه الجريمتين، قد ذهبت سدى فصارتا في طريقهما لتصبحا قضية رأي عام ليس على مستوى إيران والمنطقة فحسب وإنما على مستوى العالم.
مجزرة صيف عام 1988، التي صارت أشبه مايکون بکابوس مرعب يخيم على رٶوس کل القادة والمسٶولين الايرانيين الذي شارکوا في إرتکابها، تبدو من حيث تأثيراتها المحتملة على النظام الايراني وکأنها العاصفة العاتية التي أقلعت بقوة بوجه سفينة خرقاء في وسط المحيط، ولذلك فإن هناك حالة غير إعتيادية في طهران بين القادة والمسٶولين الايرانيين الذين صاروا مقتنعين بأن حملة المقاضاة التي قادتها زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، ماضية تأثيراتها وتداعياتها قدما للأمام بإتجاه طهران کالاعصار الجارف خصوصا بعد الاعتراف الرسمي للولايات المتحدة الامريکية بکونها جريمة ضد الانسانية والمطالبة بتشکيل لجنة تحقيق دولية مستقلة بعد أن صار واضحا بأن النظام لم يقم بإجراء محاکمة عادلة لضحايا هذه المجزرة، کما إن قرار المدعي العام السويسري بإعادة التحقيق بقضية إغتيال الدکتور کاظم رجوي بعد أن کان النظام يعتقد بأنها قد تم إغلاقها بفعل التقادم الزمني، وهذا يعني بأن خريفا وشتاءا قاسيا على التوالي بإنتظار النظام الايراني.
هذا التطوران من شأنهما أن يفتحا الابواب على مصاريعها أمام تطورات وأمور أخرى ستباغت النظام الايراني وتجعل موقف صعبا أمام المجتمع الدولي خصوصا وإن زعيمة المعارضة الايرانية يبدو واضحا من إنها تعرف کيف تستفيد من الظروف والاوضاع الصعبة الحالية التي يواجهها النظام لصالح نضال الشعب والمعارضة الايرانية من أجل الحرية وتوالي تسديد الضربة تلو الاخرى له ولاريب من إن النظام الايراني يتخوف کثيرا من الايام القادمة لأنها من المٶکد ستحمل مفاجئات جديدة غير سارة له والمشکلة إن النظام يعلم جيدا بأن المطلوب منه دوليا ليس مجرد مطالب جزئية محددة بل مطالب جوهرية تمس بنيته وکيانه هذا إذ ماوضعنا جانبا المطلوب منه داخليا والذي يعرف النظام بأنه مطلب ليس هناك من أي مجال للمساومة والمناورة عليه!