13 أبريل، 2024 11:42 ص
Search
Close this search box.

لجنة شؤون المرأة  في خزانة ملابسي!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أفراح شوقي
عادتي اليومية لاختيار ملابسي قبل التوجه للعمل، هي استطلاع اجواء الطقس  عبر نافذة الغرفة، فأحواله وتقلباته التي نشهدها هذه الايام  (خصوصاً) تحدد مانرتديه، ولكن الامر اختلف منذ ان استلمت اللجنة العليا لشؤون المرأة تلك المهمة عبر مذكرتها الشهيرة مؤخراً ، والتي حددت للموظفات شكل والوان الملابس وحتى الاحذية ونوعيتها! في توجه جديد لرعاية شؤون المرأة،  وبرغم اني لااعرف وجه العلاقة بين الملابس  وبين واجبات اللجنة العليا لشؤون المرأة؟؟
وبرغم اني لم اتعرف على شخصية الوزيرة بشكل شخصي ولم التق بها قبلا،  لكني وقفت على الكيفية التي ستنفذ بها  تلك التعليمات التي حددت اشكال التنورات والملابس الممنوعة والمسموحة، ؟ اكيد انها ستولي المهمة لموظفي الاستعلامات، الذين (سيتمعنون)  حتما  بمعاينة الموظفات صباح كل يوم من الاعلى الى الاسفل، بغزرات (لحوحة وجريئة)  هذه المرة وعلى عينك ياتاجر، والحجة هي ملاحقة الزي بأمر وزاري وليس من باب التحرش والغزل، كما يظن البعض (وبعض من ظنوننا  كفر وظلالة كما تعلمون) اقول ان تلك التمعنات ستجري  كل حسب ذوقه وثقافاته، مادام هناك كتاب رسمي فكل مايأتي بعده مسموح من  طريقة التفتيش والهمزات واللمسات  ومن ثم الحكم على شكل الملابس وملائمتها للعمل ام لا.. وربما تجري بعدها (الرشوات والبقلاوات) لاجل غض الطرف عن فلانة ومحاسبة علانة حساباً شديداً !..
اتذكر اني تعرضت لاكثر من مرة الى طلب رجل الامن في المؤسسات الرسمية الى تفحص حقيبتي الشخصية، والعبث بأغراضها، لاجل التفتيش قبل دخول المكان،.. وكنت انصاع مكرهة  خشية الكلام الوقح الذي يمكن ان ارمى به ان امتنعت، والذي قد يتطور ليدرج ضمن المشمولين بفقرة 4 ارهاب، من يدري؟..
وبشأن  مذكرة تحديد ملابس الموظفات الرسمية هذه المرة، ولو ان وزارة المرأة تلاحقت للامر  وقالت انها مبالغ فيها، أقول ان تلك المذكرة حفزت مخليتي لبعض الاسئلة،  وأولها ..الم تفكر تلك اللجنة التي اصدرت تعليمات الملابس لاصدار تعليمات صارمة بشأن حصر تفتيش حقائب النساء بالمفتشات الامنيات حفاظا على كرامة وخصوصة المرأة؟ وهل خطر ببال اللجنة وهي توقع مذكرة تحديد ازياء الموظفات بأبتكار طريقة جديدة ومحترمة للعراقيات الارامل وهن ينجزن معاملة راتب  الضمان الاجتماعي بدل وقوفهن في طوابير لساعات طويلة  خارج اسوار الدائرة وبدرجات الصقيع البارد بأنتظار توقيع المدير العام في (مهرجانات شبه  يومية) تستمر من اربعة الى ستة اشهر حتى انجاز المعاملة؟
وهل  فكرت تلك اللجنة  ان تحصي عدد النساء المتسولات في الشوارع أو اللواتي يعملن بمهن مهينة لاتراعي  أبسط معاني الانسانية في بلد يقال  (والكلام ببلاش الان) انه يعوم على بحر من النفط؟
هل تعرفت لجنة شؤون المرأة وهي تبحث عن  عن شكل ازياء الموظفات،عن النساء والصغيرات منهن اللواتي تركن باحات المدرسة وانشغلن بمهن رخيصة لاعالة اسرهن الضعيفة؟
وحتى لانورد الجانب المظلم من حياتنا نقول، هل انشغلت لجنة شؤون المرأة بالمبدعة العراقية في شتى مجالات الحياة والعمل خلال عام  مضى مثلا لتثبيط عزيمتها وحثها وزميلاتها على مواصلة الحياة والعمل برغم كل الظروف؟ ام تراها عزفت عن التكريمات وقد خصصتها قبلاً للنائبات والوزيرات السابقات والحاليات، من باب المقربون اولى..
وكان الله يحب المحسنين.. واحنا بخير مادامت لجنة شؤون المرأة ترعى مصالحنا..
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب