19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

لتكن كل ساحات التظاهرات كربلاء وكل الجمعات عاشوراء

لتكن كل ساحات التظاهرات كربلاء وكل الجمعات عاشوراء

انتهت زيارة الأربعين و انتهى معها موسم العواطف التي انحصرت في عشرين يوما على طول الطرقات المؤدية لكربلاء موسما كان بالنسبة لقادة الفساد في بلاد ما بين القهرين (العراق) من سياسيين و رجال دين موسما للدعة والراحة و الاسترخاء و هم يرون تلك الجموع المليونية الزاحفة إلى كربلاء لا هم لها إلا وصول المرقد الشريف للإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) و الاستئناس و التلذذ بما تراه من خدمات مثالية على مستوى المأكل و المشرب و غيرها و لم يكن لمنظومة الثورة الحسينية على مستوى الربط بين الشعارات و الأهداف و وبين التطبيق أي حضور لديها رغم ما تعيشه من أقسى درجات الذل و الهوان و فقدان الأمن و العيش و السيادة و الكرامة في بلد وصل الحال فيه إن يتجرأ مواطن بلد أخر على انتهاك سيادته و رمزه الوطني المتمثل بالعلم كما فعل الإيرانيون والأفغان و غيرهم حين اقتحموا منفذ زرباطية الحدودي و قابله بنفس الوقت وفي مشهد يخدش السيادة و الكرامة حين نزلت ثلاث أفواج من القوات التركية في الموصل . تلك المشاهد التي نعيشها منذ ثلاثة عشر عاما هي نتاج تسلط تلك الجهات السياسية الفاسدة و معها المؤسسة الدينية التي مثلت و مازالت تمثل الغطاء الديني لبقائهم هي من أوصلت البلاد لهذه المرحلة و لم نجد أي تجسيد على مستوى الشعارات أو التطبيق بما ينسجم و مبادئ ثورة صاحب الذكرى أي اثر لدى تلك الملايين الزاحفة لكربلاء في رفض الفاسدين ومن امن بقائهم و هو ما دفع المرجع العراقي الصرخي الحسني لمخاطبتهم في إحدى فقرات بيانه ((الثورة الحسينية )) بتاريخ 12 صفر 1437 الموافق 25/11/2015 محاولا استنهاضهم و ربطهم مع حقيقة الثورة لا مظهرها قائلا”((…فيا أيها السائرون و الزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على أن يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة)،…. وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق…)) , نعم انتهت الزيارة الأربعينية كفعالية موسمية لن تتكرر بمظاهرها و فعالياتها الشكلية إلا بعد عام لكن الفساد و المفسدين باقون على منهجهم و بشكل يومي فهل ستكفر تلك الملايين من الزائرين عن خطيئة ثلاثة عشر عاما من الخنوع لهم و عدم الانتفاضة بوجههم وفق منهج الحسين (عليه السلام ) في عاشوراء و في الأربعين من خلال تطبيق المقولة الخالدة ((كل ارض كربلاء و كل يوم عاشوراء )) نعم مادام هناك فساد وفاسدين سيبقى ذلك الشعار قائما و لتكن ساحة التحرير في بغداد وأخواتها في المحافظات هي (كربلاء) و ليكن يوم الجمعة و باقي أيام الأسبوع هو (عاشوراء) حتى إزاحة الفاسدين و تأسيس الحكم المدني العادل بقيام دولة مدنية تحفظ كرامة الناس و حقوقها و كما أشار إلى ذلك المرجع العراقي الصرخي الحسني في تصريحه لصحيفة الشرق الأوسط الالكترونية بتاريخ 17 /3/2015 قائلا”((..زاننا ندعو إلى دولة مدنية يسودها القانون المدني و العدالة الاجتماعية للجميع دون منافاة للشرع و الأخلاق…)).