7 أبريل، 2024 5:29 م
Search
Close this search box.

لتكن شريعة حمورابي بين العرب والكورد … العين بالعين والسن بالسن

Facebook
Twitter
LinkedIn

حدثني صديق عزيز على قلبي من سكنة محافظة بغداد بعد أن زار كردستان العراق في سفرة استجماميه مع عائلته الصغيرة جدا ( طفل واحد ) وكيف شعر بالإهانة في حدود مملكة برزان العراق وشاهد كيف هو التمعن بإذلال العراقيين ( العرب ) قبل دخولهم إلى هذه المملكة الجبلية وتكلم عن احساس الإنسان بالإهانة وهو يدفع الدولارات للحصول على كذا يوم لتبديل الجو ومشاهدة الجبال الشاهقة والمناطق الجميلة ويتنعم بجو فيه نوع من البرودة التي أفتقدها العراقيون في وسط وجنوب العراق .

يقول هذا الصديق الصدوق بأنه شعر بمرارة الإهانة وهو ينتظر في طابور الانتظار حتى يأتي دوره وما أن وصل إلى شباك ( جنة برزان ) حتى تفاجئ من الأسلوب المقيت والنظرات التي تقول في سردها ( إنكم العرب لا تستحقون دخول مملكتنا ولكن نحن نريد دولاراتكم فحسب ) وبعد ساعتين سمح له ولعائلته الصغيرة من خول هذه المملكة التي هي تنتمي ولا تنتمي للعراق، انتمائها ظاهريا ، بحيث يصف هذا الصديق أن العلم العراقي لا وجود له مطلقا حتى في مخيلة الاخوة الأكراد ولا قيمة لقومية أسمها العرب في لسان وعقول أجهزة الدولة الكردية ، عاد بعد أيام من شمال ما يسمى العراق القديم وأحس بالإهانة وهو يقود عجلته من أربيل إلى بغداد وفكر هذا الصديق كيف لو قلبنا المعادلة ، وأخبرني قائلا لماذا لا نعاملهم بالمثل فهم يدخلون وقتما يشاؤون ويخرجون في أي وقت وليس هناك رقيب ولا حسيب ولا استمارة معلومات أمنية ونحن متهمون عندما ندخل باننا غرباء روحا وقلبا وكرامة وهم يشعرون إنهم من حملة الدم الراقي ( شعوب آريه ) ونحن من العبيد وهم السادة ، اجابتي له بأن ساستنا من العرب يخشون سطوة ملك المملكة لأنهم بلا وطنية وهم بوطنية ونحن بلا ولاء وهم بولاء ونحن لا نخاف على ما تبقى من أرض العراق وهم يقضمون كل يوم عشرات الأمتار من أراضينا ونحن فرحون ، ولكن الحق يقال لهم الحق لأنهم أولى من الكويت وإيران والأردن حين يقضمون أراضي عراقية والحكمة الربانية تقول ( الأقربون أولى بالمعروف ) نعم هم أفضل من أن يحصل كويتي أو إيراني أو أردني على مئات الكيلومترات من أراضي العراق وعلى أقل تقدير ، ولكن لماذا لا نتعامل معهم كما ينبغي ( العين بالعين ) ونضع في السيطرات رجال يسمحون لكل كردي أن يزور الوسط والجنوب بعد أن يحصل على موافقة أمنية وفترة محددة كما هي فترة سماحهم للعرب وعلى أقل تقدير نضمن عدم دخول الإرهاب من الشمال ، هناك من يقول أن للأكراد حصة كبيرة في إثارة النعرات الطائفية بين المذهبين في وسط وجنوب العراق وأنا شخصيا من مؤيدي هذه الفكرة لأني لا أتعامل مع الناس إلا من مبدأ ( إن سوء الظن من حسن الفطن ) ومع الأكراد لا تصلح الفكرة  التي تقول ( إن بعض الظن أثم ) فلا مجال للتعامل معهم بحسن النيات لان حسن النيات عندما تتجاوز حدودها تدخل صاحبها في مركب الغباء المطبق ولا نريد أن نكون من رواد هذا المركب ، هل يفهم المسؤولون هذه الفكرة ويتعاملون معهم وفق شريعة حمورابي ( العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم ) وبهذه الفكرة نترجم حبنا وولاءنا للجد الأعظم الملك حمورابي ، أو لنتعامل معهم كما ورد في الآية الكريمة )  وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ))  [المائدة:45

للأسف لا نجد من يقدر أن يتعامل معهم كما يريد الشعب لان الشعب يريد والحكومة تريد وشتان بين ما نريد وما يريدون وهذه الـ ( شتان ) سر اختلاف الشعب مع الحكومة  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب