23 ديسمبر، 2024 11:54 ص

لتسلب ارضنا وليحيا السلطان !

لتسلب ارضنا وليحيا السلطان !

لن اتحدث هنا عن الوضع القانوني لقرار رئيس الولايات المتحدة الاميركية بشأن هضبة الجولان المحتلة ولا عن موقف الامم المتحدة او دول اوربية رفضت القرار كونه سابقة تؤسس لشرعنة احتلال ارض عربية ..  فمقالي هذا قد يكون اقرب لقصة عن محنة امة منه الى التحليل فاستميح الصحيفة ( الزمان ) وقرائها العذر فالجرح عميق .

فهاهو ترامب يوجه صفعة اخرى بمحاولته اسباغ شرعية على احتلال الكيان الصهيوني للجولان .. صفعة قاسية لانظمتنا الصديقة ان لم نقل التابعة  لهم والحليفة ولنا كأمة استمرأت النكسات وتعايشت مع المصائب ولم تعد تعرف غير البكاء والنواح على ما سلب من حقوق وضاع .. صفعة لم تكن الاولى وليست الاخيرة فقد سبقها اعترافه بالقدس عاصمة لهذا الكيان المغتصب من دون ان تتحرك انظمتنا ولا جامعتنا  العربية باي رد فعل يتناسب وحجم المهانة والاستهانة للنظام العربي باجمعه من دون استثناء .. نظام ثقفنا على ان ننردد معه اناشيد واشعار البطولة والنصر ونحن نعيش اتعس هزائمنا .. وان نسبح بحمده ونشكره وهو يقمعنا و يكمم اصواتنا ويتفنن بقتلنا .. فصرنا لا نجيد غير التصفيق لجلادنا وقاتل ابنائنا وسارق قوتنا !

تصفيق حار لترامب فهو يعرف ان انظمتنا تشتري السلاح وهي اعجز من ان توجهه الى عدونا ، ولكي لايصدأ  فانها توجهه الى صدورنا وتصطنع الفتن ليقتل بعضنا بعضا .. يرفع زعماؤنا سكاكين الغدر فنقبلها صائعين راضين فقد افتى علماؤنا بالطاعة العمياء لاولي الامر فهم سادتنا !

يا امتي من اين يأتينا النصر ونحن ساكتون عن ابسط حقوقنا فعذرا ياقدسنا وياجولاننا ويا كل ارض ضاعت  ومرشحة لان تضيع فصمتنا عن كلمة حق لم نقلها بوجه اي سلطان جائرعار واي عار !ما نفع خيولنا ياسادتي وقد خلت اراضينا من الفرسان ..حقوقنا  وارضنا المغتصبة يا امتي لا تعيدها شتيمة ترامب والصهاينة ، بل وقفة مع انفسنا ننفض عنها غبار الذل والهوان .. ما نحتاجه اكبر من ماض نتغنى به ولا نتعلم من دروسه العميقة واولها ان نصنع حاضرنا بالعلم والمعرفة ورفض الجهل والتضليل وان نفكر بالمستقبل بعيدا عن ثقافة الاتكال والكسل والمظاهر الشكلية وليكن شعارنا الاعمال قبل الاقوال لم يعد مقبولا ان نرضى سلب اراضينا ليحيا السلطان !.

عقود ونحن نطرب لاغاني النصرمن دون ان نراه وشعارات فارغة تخدرنا على قبول الامر الواقع وتبريرات  واهيةعن اسباب الهزائم منذ ما قبل 1948 والى الان صدقناها، فجاءت 1967 وبعدها 1973 ومرة اخرى عشنا الوهم فصدقنا ما يقوله وعاظ السلاطين ..

اليوم نحن نعيش اسوأ ما مرت به امتنا ، ليس بسبب ما قاله ترامب او سواه ، بل لاننا ما زلنا ندور حول اسباب هزائمنا ولا نسبر اغوارها ونغوص في اعماقها علها تهز وجداننا وتعيد لنا رشدنا وكأننا نخاف مواجهة الحقيقة ونهرب منها .. آن الاوان لصحوة شعبية نرفض فيها كل اشكال العبودية وتعلو اصواتنا من اجل حريات حقيقية واحترام راينا بلا وصاية سلطان اعتاد ان يعيش على فراش من نعيم ومواطنيه يقتلهم الجوع والمرض وهم يهتفون  له عاش عاش !اين نحن من قول عنترة بن شداد : لا تسقني ماء الحياة بذلة بل اسقني بالعزكأس الحنظل برغم اننا نتحسر حتى على ماء الحياة في زماننا هذا !!