عندما اقتحم متظاهرون سلميون غاضبون ساخطون، حصون الفساد والفشل، والتي أسموها بالمنطقة (الخضراء) احتجاجا على اداء حكومة فاسدة فاشلة، عجزت عن توفير الامن والغذاء والخدمات لشعبها، اقام سكنتها من الغرباء، على الشعب العراقي، المتنعمين بخيرات البلد، والماسكين بكراسي الحكم، بالرغم من المآسي والمحن التي سببوها للشعب، أقول ان هؤلاء الغرباء من المختبئين خلف جدران تلك المنطقة، وآخرين من أمثالهم المختبئين في حصون الجادرية، وسط الكرادة المنكوبة، لقد أقام هؤلاء الدنيا ولم يقعدوها، بسبب ذلك الاقتحام السلمي الذي اقض مضاجعهم وأعدوها اعتدءا على ( رمز من رموز الدولة )!.
لقد هدد أحد كبارهم الذي اضاع العراق هو وشلته، والمسبب الاول لما لحق ويلحق بالعراقيين من كوارث ونكبات، أقول هدد فقراء الشعب ومثقفيه وشرفائه الذين نهضوا بوجه هذه المافيات التي تمسك بزمام السلطة منذ سقوط الطاغية ولحد اليوم، التي سارت بالبلاد الى من نحن عليه. كما انه هدد بالويل والثبور كل من يمس بمشروعه (الاسلامي )!! البائس، مشروع السرقات ونهب المال العام وبث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد، وتدمير البلاد، انه يتناسى، لكن الشعب لاينسى، انه المسؤول الاول عن اجتياح ارض العراق الابي من قبل ثلة من شذاذ الآفاق وسقط المتاع، هؤلاء المجرمون السفاحون، الذين استغلوا انشغال الساسة بصراعاتهم على المغانم والمناصب، الذين نصَبوا الفاسدين والفاشلين على مقدرات البلد، تاركين ظهور ابناء الشعب العراقي مكشوفا للقتلة المجرمين الذين يحاولون الانتقام من المواطنين الابرياء، لهزائمهم على يد ابناء قواتنا المسلحة البطلة وكل الصنوف المساندة لها.
ان الكرادة التي تنزف دما واهلها الطيبين الذين كانوا يرتادون المحلات والمعارض، ليتسوقوا لأطفالهم استعدادا للاحتفال بعيد الفطر الذي سيحل بعد بضعة ايام، لقد حولها الارهابيون القتلة المجرمون الى ركام وخراب، واشلاء الشهداء ودماء الجرحى تغطي أديمها، ويلحف السواد سماؤها. هذه الكرادة المفجوعة التي كانت وما زالت حديقة غنَاء لكل ابنائها من مختلف الاطياف، الكرادة التي لم تشهد تهجيرا قسريا او قتلا على الهوية لأي انسان، يكافأ على وقفتها الكريمة تلك، بهذه المذبحة، في حين يتنعم اصحاب الحصون المحصنة بالأمن والأمان.
لكن الكرادة بصقت بوجه من جاء لا ليواسيها او ليتوعد المجرمين والمتواطئين على ذبحها بل جاء (ليتفرج) على هول الجريمة وبشاعتها، لكنه نال حقه من أهلها بأستقبالهم له بما يليق (بمكانته ) الخائبة، لو كان لهذا الشخص أي نوع من الغيرة والكرامة لقدم استقالته فورا، لكن من تأتيهم الغيرة والكرامة وعندهم المنصب اغلى بكثير من دماء الشعب.
أما المتابكون على ما اسموه بانتهاكات الحشد الشعبي في الفلوجة والتي ضخموها، لا حبا بأهلها المنكوبين على يد اصدقائهم الدواعش، انما للمزايدات السياسية، ومحاولات لأذكاء نار الفتنة بين العراقين تنفيذا لأجندات اسيادهم من خارج الحدود، لماذا نراهم ساكتين عن جريمة الكرادة ولا يطالبون بالثار من المجرمين، وهل ان دماء اهل الكرادة زهيدة برأيهم، بينما دماء ابناء الفوجة ثمينة؟ اليس كل هؤلاء عراقيون، ان كنتم عراقيين حقا؟ بل أكثر من ذلك تبذلون اقصى الجهود لتبرئة الملطخة أياديهم بدماء العراقيين تحت يافطة العفو العام؟.
ان رمز الدولة الذي تكلمتم عنه كثيرا ليس حصونكم وليس مجلسكم المزيف، وانما الرمز الحقيقي للدولة، عراقنا العزيز وبغدادنا الابية وفي مقدمتها الكرادة التي يساوي نعل أهلها الطيبين المنكوبين لعشرات المرات، كل رموزكم المزيفة وكراسيكم التي ستزول حتما على يد الشعب العراقي، لتلحقوا بالطاغية الذي سبقكم في جرائمه.
ان الماسكين بزمام السلطة ليسوا احزابا او كتلا سياسية بالمعني الحقيقي، انما هم عصابات من المافيات، الشيعية (والشيعة منهم براء) والسنية (والسنة منهم براء) والكردية (والكرد منهم براء) سوف يذكر التاريخ المرحلة التي يحكمون بها العراق بالعار والشنار وستلاحقهم لعنته مصحوبا بلعنات الاجيال على مدى الدهر كالطغاة السابقين من امثالهم.