23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

“لبيك يا حسين” في الفكر الحسيني

“لبيك يا حسين” في الفكر الحسيني

يقول الفيلسوف والعبقري السيد محمد باقر الصدر : ((الإمام الحسين ليس إنسانا محدوداً عاش من سنة كذا و مات في سنة كذا، الإمام الحسين هو الإسلام ككل، هو كل هذه الأهداف التي ضحى من أجلها هذا الإمام العظيم، و هذه الأهداف هي الإمام الحسين، لأنها هي روحه، وهي فكره، وهي قلبه، وهي عواطفه، كل مضمون الإمام الحسين هي هذه الأهداف هي هذه القيم المتمثلة في الإسلام)).
لبيك يا حسين عبارة وشعار يُرفع ، وحروف تنطلق من الأفواه يرددها الملايين ، فكيف نقرأ هذه العبارة ، وكيف نفسرها ؟، وكيف نترجمها إلى واقع عملي ؟ ، وليس مجرد شعار ، وتجارة ، ولقلقة لسان أو عاطفة مجردة عن أي تأثير على السلوك والمواقف ، ولكي تكون قراءتنا دقيقة وتفسيرنا تام لا بد لنا من عرض هذه العبارة على من تشرفت باسمه ، ونفسرها وفقا لقاموسه ومعانيه التي خطها بدمه ودماء أبناءه وإخوته وأصحابه الذين صدقوا عندما هتفوا “لبيك يا حسين” ، نقرأها من سِفره الخالد الذي يستضيء بنوره الأحرار، وعندئذ سنجد التفسير الحقيقي ، سنجده في شعاره وهدفه ، أعلنه بلا خوف ولا وجل ، انه ثورة الإصلاح ، ورفض الفساد قال “عليه السلام”: ((..إني لم اخرج أشرا ولا بطرا، وإنما خرجت من أجل الإصلاح في امة جدي رسول الله لآمر بالمعروف وانهي عن المنكر…)
فــ “لبيك يا حسين” في الفكر الحسيني تعني الثورة من اجل الإصلاح ورفض الظلم والفساد… ، تعني : كلا للظلم والفساد والسرقة ، لبيك يا حسين تعني… إحياء أهداف الحسين بالقول والعمل ، تعني… كلا لعبودية الأشخاص والأموال والمناصب والكراسي ، لبيك يا حسين تعني … كلا للمليشيات بكل أنواعها وانتماءاتها ، لبيك يا حسين تعني… كلا للفتاوى الطائفية والتكفيرية ، وكلا للتمييز الديني أو الطائفي أو العنصري أو غيره ، لبيك يا حسين تعني… كلا للطائفيين والانتهازيين والنفعيين…وكلا للطائفية والتقسيم والفرقة والتهميش والتقتيل والتهجير .
لبيك يا حسين تعني… كلا للجهل والتخلف والظلام والرذيلة ، تعني …كلا لقمع العلم والمنهج العلمي …وكلا لقمع الأصوات وذبح الحريات ومصادرة الحقوق ، وكلا للإعلام المزيف المُضَلِل وتغييب الحقيقة…
لبيك يا حسين تعني …كلا لانتهاك الأعراض وتدنيس المقدسات ، وكلا لاستهداف الرموز الدينية والوطنية الصادقة.
لبيك يا حسين تعني …كلا لاعتقال الأبرياء والتعذيب وحرق الجثث وسحلها بالشوارع ، وكلا لتغييب القضاء العادل المهني ، وكلا للقضاء المُسيَّس الإزدواجي ….
لبيك يا حسين تعني …كلا لجرائم “سبايكر” و”الصقلاوية” ومجزرة “جامع مصعب بن عمير” وغيرها.
لبيك يا حسين تعني …كلا للتبعية والانبطاح والاستكانة والعمالة ،
وكلا للنفاق والازدواجية والكيل بمكيالين.
لبيك يا حسين تعني… كلا للمتاجرة بالدين والمذهب ، وكلا للمتاجرة بنهضة الحسين ودمائه ، وكلا للمتاجرة بدماء العراقيين وأرواحهم ومقدساتهم…
لبيك يا حسين تعني…كلا للنفاق الديني والسياسي والاجتماعي.
لبيك يا حسين تعني…كلا للمساومات والمزايدات على حساب العراق وشعبه ، وكلا لصناعة الأزمات وتصديرها…
لبيك يا حسين تعني…كلا للشر …نعم للخير …نعم للسلام …نعم للوئام …نعم لحسين الحرية والإباء والصلاح …
لبيك يا حسين تعني… العِبرة والعَبرة
لبيك يا حسين تعني… كلا لأعداء العراق وشعب العراق …
فنهضة أبي الأحرار وكما يصفها المرجع الصرخي بقوله : (( ثورة الحسين “عليه السلام” هي النبض والحياة لكل ثورة حق ، ولكل كلمة حق تصدر من مظلوم ومستضعف …، وهي سيف بوجه كل طاغي وظالم …، وهي الأنيس لكل محزون ومكروب …، وهي الأسوة لكل معذب ومضطهد ومظلوم …))