20 مايو، 2024 11:43 م
Search
Close this search box.

“لبيك يا حسين” بين مكافحة داعش وتعزيز مخاوف اخرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

ملاحظة: المقال يمثل قراءة للواقع، بتجرد وحيادية، عبر تسمية الاشياء بمسمياتها دون خدش لاحد.
في البدء نحن نتفق على ان عمليات “لبيك يا حسين” الجارية في محافظتي صلاح الدين والانبار حاليا، تمثل مرحلة تحول مفصلية نحو عراق خال من تنظيم داعش، وأن مشاركة الحشد الشعبي فيها بكافة فصائله الى جانب القوات الامنية امر ايجابي ايضا، الا ان تسمية العمليات بـ”لبيك يا حسين” يحمل الكثير من المعاني والمخاوف.
من المسلم ان الامام الحسين بن علي (عليه السلام) يمثل قيمة معنوية عليا بالنسبة للمسلمين،  ويعدونه مثالا للقائد المضحي، الا ان بعض من ينظر الى ثورة الحسين (ع) من جانبها السياسي يرى فيها تمردا على الحكم السائد آنذاك، وما جرى عليه من ويلات ، جزاء على محاولته شق عصا المسلمين، بالخروج على من يرونه ولي الامر في تلك المرحلة يزيد بن معاوية، الذي يحمل “في نظرهم” شرعية الحكم حينها، وهذا ما تركز عليه الجماعات المتطرفة لكسب مزيد من المقاتلين.
توارث ثقافة قدسية ولي الامر، وعدم شرعية انتقاده، الذي تبنته بعض انظمة المنطقة السياسية،ولد اثرا كبيرا في نفوس معتنقي بعض الطوائف الاسلامية، التي ماتزال تنظر الى الحسين (ع) خارجا عن ولي الامر في زمانه، هنا تكمن الماهية من كتابة المقال.
ان ترويج البعض للاعتقاد بأن  الشيعة الامامية تنظرون الى اخوتهم السنة من اتباع المذاهب الاربعة المعروفين، على انهم قتلة للامام الحسين (ع)، يمثل نقطة جوهرية في التصريحات التي يطلقها سياسيون عراقيون سنة بين الفينة والاخرى ، بأن شعارات “يا حسين، يا عباس، يازينب …الخ” من الكلمات ذات القدسية العقائدية للشيعة، تمثل استفزازا لابناء السنة في البلاد، الامر الذي ولد ردة فعل رافضة لاستخدام تلك الشعارات في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، خوفا من تحول المعركة الى الثأر للحسين (ع) بدلا من تنظيم داعش.
هذه الفكرة وان كانت محدودة الانتشار، ولا تستند الى ارضية صلبة، الا ان تسمية عمليات تحرير الانبار وصلاح الدين بـ”لبيك يا حسين” ،ولو كان ذلك تيمنا بتزامنها مع مولد الامام المذكور، الا انها تعيد فكرة الثأثر المذكورة اعلاه الى الاذهان، سيما وانها اطلقت من قبل قوات الحشد الشعبي، التي تصورها “اطراف دولية ومحلية” على انها قوات طائفية جاءت للنيل من سنة العراق، وتتهمها بارتكاب مجازر ضدهم، حسب ادعاءات تلك الاطراف، والتي تمنح داعش فرصة الترويج لفكره المتطرف واستقطاب المزيد من المقاتلين الى صفوفه، استنادا الى التسميات المشابهة لـ لبيك يا حسين” التي يراها البعض ذات بعد طائفي.
لابد من وضع ستراتيجية عسكرية، وانشاء مؤسسات خاصة سواء في القوات الامنية او هيئة الحشد الشعبي لتحليل الاسباب التي تدعو ابناء “المحافظات السنية” الى التخوف من تحرير اراضيها بقوات “عقائدية شيعية”، والتعامل معها من خلال تقييم تسميات العمليات العسكرية الرئيسة، فضلا عن التركيز على حقيقة وجود مقاتلين سنة في صفوف الحشد الشعبي، الذي حظي باسناد عشائري في صلاح الدين وحاليا في الانبار.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب