22 ديسمبر، 2024 9:57 م

لبنان وايران وابن سلمان

لبنان وايران وابن سلمان

منذ ان نجحت الثورة في ايران وال سعود شدوا العزم على معاداتها تلبية لاوامر امريكية صهيونية ، ومنذ ان نجحت الثورة في ايران والى الان لم تواجه السعودية ايران مباشرة ، بل تجدها تارة تحرض المغفلين والطواغيت امثال طاغية العراق ، وتارة تتدخل في شؤون الدول الفقيرة اقتصاديا فقط ومن خلال بترولها التي لها علاقات طيبة مع ايران، وهي بين هذا وذاك قامت بتاسيس حركات ارهابية وبمباركة امريكية صهيونية ( القاعدة والتوحيد والنصرة وداعش وغيرها ) اختلفت المسميات والهدف المنشود واحد ، كل التسميات تؤدي الى الارهاب ، اقوى سلاح عند ال سعود هو النفط تتلاعب بامواله حسب اهوائها لترسم لنفسها سياسة تعتقد انها مؤثرة في المنطقة او انها مركز صنع القرار في المنطقة .

لم تمر مرحلة سيئة على السعودية مثل هذه المرحلة التي تربع على زمام امورها ابن سلمان ، هذا الرجل شن حربا على اليمن وخسرها ، تدخل في الشان اللبناني بمسرحية لم تكن فصولها سعيدة بالنسبة له الا وهي مسرحية استقالة الحريري ، والتي جاءت بنتائج عكس ما خطط لها وكان السبهان له تخطيط فاشل في ارغام لبنان على الركوع للمطالب السعودية بل العكس وحدت لبنان واثبتت ان السياسة اللبنانية متزنة وسليمة وجاءت بنتائج ايجابية جعلت للبنان مكانة مرموقة في المجتمع الدولي وهذا لا يعني ان المعنين من الساسة في لبنان والمجتمع الدولي لم تكن في حساباتهم ابناء الحريري المحتجزين من قبل ابن سلمان كرهائن حيث سيكون لهم دور في التاثير على السياسة اللبنانية واعتقد بان هذا الدور سوف لا يكون من مصلحة السعودية التي لم تحسن سياستها في المنطقة بل والاسوء ما فيها اعلامها المبتذل الذي يطلق صواريخ بالستية اعلامية لا تؤدي حتى الى تفجير بالونة طفل .

ماهي الازمة التي تدخلت بها السعودية وانهتها ؟ لا يوجد بل زادت من تأزيمها هذا اذا لم يكن لها يد في اختلاقها ، وها هي اليوم اصبحت السوق الممول والمستورد للسياسة الامريكية والصهيونية ، وان ذكرت بعض الصحف العالمية تواطؤ السعودية مع الكيان الصهيوني فهذا لاعجب فيه ولا غرابة بل الغرابة من يعلن الغرابة على هكذا اخبار .

الابتزاز سيد الموقف بالنسبة لابن سلمان ظنا منه انه سيحسم الملف الاقتصادي لصالحه من اجل تحقيق خدعة رؤية السعودية في 2030 ، وهو يعلم ان هذا لا يمكن ان يكون لان شغله الشاغل ايران والذي فشل في كل صولاته وجولاته وعلى مختلف الاصعدة بل التفاهة عندما يصرح ابن سلمان ان سبب الخلاف هو ايمان ايران بالقائم المنتظر ، بل الاسوء عندما يتهجم على السيد الخامنئي وهذا هو الفالح به مجرد تصريحات فارغة وتحريك بعض الدمى الخليجية لمهاجمة ايران ، واخيرا انتهى به المطاف لان يكون منبوذ من كل دول المنطقة باستثناء الامارات التي لها غاية في تقسيم السعودية وليس مؤازرة السعودية وهاهي خسرت قطر التي كانت شريكتها في كل شيء باعتراف حمد بن جاسم وحتى علاقتها مع مصر متارجحة بين الحين والاخر ومن المؤسف ما اعلنه كيري ان صح تصريحه هو الموقف المصري من ايران ولا اعلم ماذا فعلت له ايران؟

وخلاصة الكلام ان الافكار التي تؤمن بها السعودية ومن يسير بركبها ومن يحرضها كلها افكار لا تصمد امام الفكر الذي تحمله ايران ومما زاد في الطين بلة عندما يحكم العراق واليمن ممن يحمل نفس الافكار وحتى سوريا ولبنان ستكون افكارها وسياستها معتدلة مع الفكر الايراني بعد ما اقدمت عليه السعودية من انتكاسات سياسية واقتصادية وفكرية .

وكل الدول التي ترفض سياسة السعودية مقتنعة قناعة تامة بانها لاتحتاج لان تتامر على السعودية لان ما ستصل اليه السعودية بسبب سياسة ال سعود سيكون له اثارا سلبية اكثر ممن يريد ان يتامر عليها من الخارج .