كبريات الأكاديميات العسكرية في عددٍ من الدول المتطورة , وبجانب مراكز البحوث في قيادات الأركان في الجيوش تنكبّ ومنهمكة في دراسة وتحليل وتوثيق مجريات الحرب المندلعة بين المقاومة اللبنانية ” حزب الله ” وبين الجيش الأسرائيلي , وبما لم يسبق ذلك ايّ سابقة في حروب القرن العشرين والواحد عشرين ” على الأقل ” بين ميليشيا شديدة التسليح وشديدة التحصينات الدفاعية , وبين ما تتمتّع به القوات الإسرائيلية من تقنيات وتكنولوجيا الأسلحة وبأقصى درجات الدعم الأمريكي والبريطاني وسواهما … ما تصطدم به هذه هيئات الركن المتابعة هوالماهية والكيفية التي تتمكّن بها هذه الميليشيا من المحافظة على خزينها الصاروخي ومن الدرونز ” الى غاية الآن ” وبزيادةٍ ملحوظة في ارتفاع نسبة اعداد المسيرات والصواريخ الموجهة والمسددة نحو اهدافٍ عسكريةٍ واستخباريةٍ منتخبة بعناية في العمق الأسرائيلي وفي مناطقٍ مختلفة منه , وكيف امتلكت هذه الأحداثيات , ومَن الجهة التي زوّدتها بها , ولعلّ الأنكى أنْ كلّما قصف الطيران الأسرائيلي بعضاً من منصّات وقواعد الصواريخ وطائرات الدرونز , فتليها وتعقبها موجةٌ اوسع من ضربات المقاومة هذه , وبما يكاد ان يغدو اقرب الى مسحةٍ من الأحجية العسكرية التي لم يجرِ فكّ رموزها آنيّاً .! , وذلك يوحي فيما يوحي ليس بالخزين الهائل لهذه الأسلحة المتوزّعة في امكنة ومناطقٍ متباينة من او في الجنوب اللبناني فحسب < وبما عجزت عن رصدها واستمكانها الأقمار التجسسية الأمريكية والبريطانية قبل الأسرائيلية , مع وسائل المراقبة والإستطلاع والتصوير الجوي على مدار الساعة وحتى الدقيقة الواحدة > بل وكأنَّ هنالك تعويضٌ فوري – Immediate Compensationعن كلّ مايجري اطلاقه على اهدافٍ اسرائيليةٍ او على ما يجري تدميره ( برغم المبالغة الدعائية الأسرائيلية – المسرفة حول تدمير هذه المراصد ومنصات الصواريخ وكأنّها مستودعات لجيشٍ جرّار ) .! , ودونما ان نستثني ايضاً مديات دقّة اصابات الأهداف التي يعلنها حزب الله في العمق الأسرائيلي … ما يجري على الساحة اللبنانية وعلى الرغم من غزارة القصف الأسرائيلي التي غدت وكأنها غزارة امطارٍ من القذائف ” وحتى عشوائياً ” واستهدافٍ متعمّدٍ للمدنيين والعوائل اللبنانية وتهجير الآلاف المؤلفة منهم , فَلَم يُمكّن القيادات العسكرية الأسرائيلية من بلوغ اهدافها التعبوية والستراتيجية الخاصة , بالرغم من تدميرٍ مهووس لمنطقة ” الضاحية ” في جنوب وبيروت والمناطق القريبة منه كَ ” حارة حريك ” وسواها وبض مناطقٍ متفرقةٍ من مساحة لبنان ” بعلبك انموذجاً وهي ليست الوحيدة – الفريدة ” , والذي ما انفكّ يتكرر بنحوٍ شبه يومي < والتي من المحال أن يُبقي حزب الله اسلحته وذخائره وقياداته الفرعية الى حد الآن فيها .! , والمسألة متشعّبة في شعابِها الطبوغرافية وفي الجيوبوليتيك والأمن الوقائي والإستباقي
من المحتّم أنّ من اولويّات ما تركّز عليه الأكاديميات العسكرية وخبراء الحرب , هو مديات التوسّع في استخدام الطائرات المسيّرة كميّاً ونوعياً في الحروب القادمة او اللاحقة ! ( ولعلّ اقرب الأمثلة لذلك هي بعض الدرونز التي اطلقوها الحوثييون ” في مراتٍ قليلة ” على تل ابيب واجتيازها لمسافاتٍ بعيدة ٍ للغاية , وتمكينها من اجتياز الدفاعات الجوية الأسرائيلية والأفرنجية الأخرى .!
هذه الأسطر المحدودة والمختزلة هنا تتطلّب المزيد والمزيد من معلوماتٍ اضافية لم يحن وقت التعرّض لها وبما تحمله من اسرارٍ والغازٍ لا يمكن كشف رموزها إلاّ بعد انتهاء الحرب , ولكن بعد اوقاتٍ طِوال .!