18 ديسمبر، 2024 8:59 م

لبنان بين مطرقة نتنياهو وسندان حسن نصر الله

لبنان بين مطرقة نتنياهو وسندان حسن نصر الله

بعد ان كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مستودعات اسلحة يخبأها حزب الله اللبناني في مناطق سكنية، وقدم ايضاحات وخرائط عن المواقع التي يعرفها الشعب اللبناني حق المعرفة، وينكرها حزب الله، ونوه نتنياهو ان هذه المواقع ربما تشكيل الإنفجار الثاني في بيروت بعد تفجير مرفأ بيروت، محذرا من خطورتها، تصوروا نتياهو حريصا على حياة الشعب اللبناني على العكس من حسن نصر الله سبحان الله!
فجأة استفاق حسن نصر من نومه العميق بعد تفجير مرفأ بيروت ليرد ردا حاسما على نتنياهوا ناكرا هذه المستودعات، وزعم انه يعرف اين يخبأ أسلحته، بالطبع لا أمان لصواريخ حسن نصر الا في المناطق المزدحمة بالسكان لكي لا تتعرض لها اسرائيل، بمعنى انه يقدم خدمة كبيرة لإسرائيل على اعتبار انها تحترم اللبنانيين المدنيين لذلك لا تتعرض الى قصف هذه المستودعات خوفا على حياتهم، في حين اثبت حسن نصر الله انه لا يحترم شعبه، ومستعيد ان يضحى بآلاف اللبنانيين من أجل عيون سيده الخامنئي، وهذا ما ذكره الرئيس الفرنسي بعد فشل مبادرته، بان الثنائي الشيعي حسن ـ بري لا تهمهم مصلحة الشعب اللبناني، وانما مصالح أحزابهم.
المهم قام حسن نصر الله بالسماح لفريق اعلامي محدد بزيارة احد المواقع التي أشارها اليها نتنياهو، في منطقة الجناح داخل العاصمة اللبنانية، واعلن انه معمل ولا يوجد فيه أسلحة، وأخذ اعلام ما يسمى بمحور المقاومة يطبل للزيارة الاعلامية، ولكن هذه الجولة الاعلامية تثير عدة طلاسم يصعب تفسيرها من قبل حزب الله وهي:
اولا: ان الجولة كانت سريعة فعلا، ولكن لماذا جرت ليلا، وليس نهارا؟ ولماذا تضمنت اعلاميين موالين لحزب الله.
ثانيا: ان البناية متكونة من سبعة طوابق ولم تتم زيارة جميع الطوابق انما طابق حدده حزب الله، وكان من المفترض ان تكون الزيارة حرة والتركيز على الطابق الذي تحت البناية (السرداب) لأن الأسلحة لا يمكن مثلا ان تخزن في الطابق الرابع او السابع، هذا اذا افترضنا عدم وجود انفاق، فالحزب سيد العارفين ببناء الأنفاق.
ثالثا: لماذا تم اصحاب اعلاميين، هل الإعلاميين خبراء في الكشف عن مستودعات الأسلحة، ولماذا لم يتم اصطحاب فريق من الأمم المتحدة (اليونيفيل) او عناصر من القوى الأمنية اللبنانية المختصة في هذا الجانب مع معدات كشف عن الأسلحة؟
رابعا: الا يفترض عند الكشف عن الأسلحة ان يصطحب الفريق الزائر وسائل تقنية معينة للكشف عن الأسلحة وليس كاميرات تصوير، كأنهم ذاهبون في رحلة سياحية.
خامسا: لماذا لم تتدخل الحكومة اللبنانية في التعليق على الموضوع، اليس الأمر يخص الأمن اللبناني الداخلي وسلامة المواطنيين؟
سادسا: وفق السياسات الدولية المتعارف عليها في العلاقات بين الدول ان يكون الرد على رئيس الوزراء الاسرائيلي من قبل رئيس الجمهورية عون او رئيس حكومة تصريف الأعمال، وليس زعيم حزب متهم اصلا بالموضوع.
سابعا. حسن نصر دجال محترف وسبق أن كذب في تفسير اسباب تفجير عين قانا ونسبة الى ذخائر قديمة تعود الى حرب تموز، ولا نعرف لماذا تم الاحتفاظ بها كل هذه السنوات بدلا من تدميرها؟ ولماذا موجود هذه الذخائر في مقر يعود لحزب الله، وليس في مستودعات الجيش؟ ولماذا لم تشكل لجنة تحقيقية عن الحادث وتم طمسه، كما جرى مع مرفأ بيروت.
ثامنا: كنا نظن ان تفجير مرفأ بيروت سيجعل حسن نصر يعيد النظر في اماكن ومستودعات صواريخه فقد كانت تكلفة مستودعاته في مرفأ بيروت كارثة على البلد والشعب اللبناني، ولكن يبدو ان العمالة عندما تقترن بالفساد والخسة والسفالة لا حلٌ لها سوى الإقتلاع من الجذور.
الشعب اللبناني أمام منعطف خطير أما أن يبقى البلد أسير حزب الله ونظام الملالي، او يفك الشعب اللبناني أسره، ويحطم قيود الولي السفيه عبر ثورة شعبية تطيح بالثلاثي عون ـ بري ـ نصر الله.
وأخيرا، أقر اللواء يحيى رحيم صفوي، المساعد والمستشار العسكري للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في 27/9/2020 بأن تدخلات إيران في دول المنطقة لم تكن مجانية، بل تمت مقابل الحصول على أموال العراق وسوريا. ووفقا لوكالة “مهر الإيرانية” فقد أكد صفوي في كلمة له في 27/9/2020 أنه ” في كل مرة كنا نساعد فيها العراقيين، حصلنا على المال بالدولارات. ووقّعنا عقودا مع السوريين وسنحصل على أشياء بالمقابل، واعطينا فنزويلا البنزين واستلمنا مقابله سبائك ذهبية وجلبناها بالطائرة لكي لا تحدث مشكلة
نحن نساعد كل بلد مسلم وغير مسلم يريد ذلك، لكننا نقبض الأموال مقابل ذلك”.
يبقى السؤال المهم: ماذا قدم حسن نصر الله لايران مقابل خدماته لحزبه، طالما انها اي ايران تقدمها مقابل ثمن وليس مجانا لعيون حسن نصر الله الوقحة؟ هذا ما سوف يكشفة نظام الملالي في المستقبل.