في رسالة، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن “إقامة الحكومة التي تصون الأمة وتحفظ مصالحها، والسرعة في تشكيلها، ليست واجباً وطنياً فقط؛ بل هي ضرورة ومسؤولية وطنية جامعة، تقع على عاتق كل القوى السياسية التي عليها تسهيل تشكيلها، لأن البلاد قد وصلت بالفعل إلى حافة الانهيار الشامل اقتصادياً ومالياً ومعيشياً واجتماعياً. ولذلك كله، نحن مع الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يناضل من أجل تشكيل حكومة قادرة ومنسجمة، تتصدى للمشكلات، وتنقذ ما يمكن إنقاذه، وإلا فلماذا الانتخابات والتمثيل والمحاسبة والمسؤولية؟!”.
واضاف” نحذر من كل هذا العبث والتلاعب بمصير الوطن والدولة ومؤسساتها والمجتمع، الذي لا يقبله اللبنانيون الحريصون على التوافق الوطني”.
وتمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أن يكون “تشكيل الحكومة هدية الاستقلال للبنانيين”. وذلك عند اتصاله بميشال عون رئيس الجمهورية لتهنئته على عيد الاستقلال الذي سيصادف يوم الخميس المقبل.
كما هنأ الراعي رئيس تيار المرده سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على المصالحة، قائلاً “المصالحة عمل كبير وهي من اعظم الأمور لطي الصفحة والمضي الى الأمام”، بحسب الراعي.
كما قال الراعي من مطار بيروت قبيل مغادرته الى روما “البلد لم يعد باستطاعته تحمل هذا الشكل من التسويف”. وتمنى لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل النجاح في مهمته المكلف بها من قبل رئيس الجمهورية.
وحمل رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، يوم الثلاثاء الماضي 13نوفمبر 2018م، ميليشيات “حزب الله” اللبناني مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، متهماً إياها بوضع العراقيل أمام الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف.
وأشار الحريري في مؤتمر صحافي، إلى أن “هناك من لا يغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة”، مضيفاً أن “تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير عبّر عنه “حسن” نصر الله””.
وتابع “كلما حاولنا أن نفتح باباً من أجل البلد يأتي من يقفل هذا الباب في وجه البلد”.
ورفض رئيس الوزراء المكلف “شرط تمثيل النواب السنة المتحالفين مع “حزب الله” في التشكيلة الحكومية”، مبيناً أنه “لا يمكن لأحد يحتكر طائفة أن ينتقد طرفاً آخر يحتكر طائفة أخرى. التشكيلة الحكومية جاهزة ويجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم”.
وكان أمين عام ميليشيات “حزب الله”، حسن نصر الله، قد هدد بإعادة مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى المربع الأول، وعبر عن إصراره على تمثيل حلفائه السنة بمقعد في الحكومة، وهو ما يرفضه الحريري.
و حمّل سمير جعجع إيران مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، وقال خلال كلمة مباشرة ألقاها عبر “سكايب” خلال مؤتمر حزب ”القوات اللبنانية” في أميركا الشمالية، أن مسألة تمثيل سنة 8 آذار مفتعلة، مشيرا إلى أن هؤلاء النواب لم يحضروا إلى الاستشارات النيابية كتلة واحدة وتم استجماعهم في الأشهر القليلة الماضية كورقة لاستعمالها في الوقت المناسب.
واعتبر أن طهران اليوم في وضع دفاعي على مستوى المنطقة للمرة الأولى منذ 40 عاما حيث إن المواجهة جدية وتأخذ حدودها القصوى والجميع يرى كيف تتدرج من مرحلة إلى أخرى، مشيرا إلى أن الإيرانيين أيقنوا بعد فرض العقوبات الأميركية الأخيرة، مدى جدية أميركا في هذه المواجهة وعندها قرروا استجماع ما يمكنهم من أوراق على مستوى الشرق الأوسط من أجل مواجهة الضغط الكبير الممارس عليهم، لذا فالتصعيد الذي رأيناه في غزة وما شهدناه من عرقلة للحكومة العراقية بعد تأليفها وما نشهده اليوم من تعطيل لتأليف الحكومة في لبنان، يأتي في هذا السياق وليس أي سياق آخر.
حيث ان حسن نصر الله يصر على حصوله على مقعد لسنة 8 اذار وهو ما يرفضه بشدة سعد الحريري.
غرد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عبر حسابه على “تويتر” قائلا: “من المعيب حقا الذي يحصل في البلد، قسما بالله معيب إذ أصبح يصح فينا المثل القائل “اللي استحوا ماتوا…” هجرة الشباب والفساد وانهيار المؤسسسات والأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية للدولة والشعب ألا يستحقون التضحية؟ الى متى الاستفراد والهيمنة والتسلط والارتهان وسياسة الالغاء؟”.
وتابع: “أتساءل دائما ما الذي يجمعنا؟ إلا الكذب والنفاق والدجل والمهاترات والفساد والسرقة والخنوع للإرادة الخارجية وعلى طول الحق على الطليان”.
وختم أرسلان: “والله بكفي وعيب، إن كان أحد يفهم معنى العيب، فاذا توحدنا جميعا الآن واستوعبنا جميعا بعضنا البعض، يبقى احتمال بسيط أن نتمكن من مواجهة الاستحقاقات الخطيرة التي تهدد اوضاعنا”.
الا ان السبب الحقيقي وراء عرقلة حزب الله لتشكيل الحكومة اللبنانية هو اعتراضه على توزير كل من القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش وهو احد صقور تيار المستقبل والمعروف بتشدده تجاه “حزب الله”، إضافة إلى الإعلامية مي شدياق التي تم طرح اسمها من قبل القوات اللبنانية وهي احد ابرز الوجوه الإعلامية المعادية لـ “حزب الله” والتي سبق أن تعرضت لمحاولة اغتيال في بيروت”.
وتبقى المشكلة الحقيقية والرئيسية للبنان هو الهيمنة الايرانية على لبنان بواسطة سلاح حزب الله.
وكلما تأخر تشكيل الحكومة فان ذلك ينعكس على الوضع الاقتصادي , وبالانهيار الاقتصادي في أي لحظة.
فلبنان تشهد يوميا ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والكساد الاقتصادي والتجاري، وتعطل الأعمال والإفلاسات .
ومن العوائق الاخرى التي تحول دون تشكيل الحكومة في لبنان تعود المصالح الذي يبحث عنه كل طرف او مذهب او طائفة , فمنهم من يسعى الحصول على عدد من الوزرات اكثر مما يستحقه.
ويمكن القول بان كل طرف من الاطراف الفائزة في الانتخابات اللبنانية يتبع دولة معينة , والدول تصفي حساباتها فيما بينها على الساحة اللبنانية.
وغياب لأي معيار وطني للأطراف المعنية بتشكيل الحكومة.
فالحالة الامنية في العراق او سوريا او اليمن والعقوبات المفروضة على ايران من قبل الولايات المتحدة الامريكية كلها تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة في تشكيل الحكومة في لبنان.