7 أبريل، 2024 9:43 ص
Search
Close this search box.

لبنان..البلد الذي إذا داعبته الريح ينكسر!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لبنان واحة غناء ، أحاطها الله بكل جمال الطبيعة وسحرها الخلاب، حتى راح البحر يعانق سماءها الزرقاء، في تناسق لوني وكوني عجيب، يشعرك  وانت تقطن في بيروت أنك امام جنة من جنات عدن ، وقد وهب الله شعبها ، عشق البطولة وأحب وطنه حد الهيام وربما التقديس!!وشعب لبنان ، وهو ان اتخذ من السياسة واجهة لكل انتماءاته ، الا انه ما أن يجن الليل، وتنطلق إشراقات بيروت الساحرة ،وتتمايل صبايا بيروت طربا وعشقا في شوارعها وفي حاناتها العامرة بالرقص والغناء الأصيل ، حتى ينسى اللبنانيون كل صراعاتهم، واختلافات الوانهم السياسية،ويختلط الغرماء والمتخاصمون ، ويرقصوا سوية بعد ان يملأ كل منهم كأسه ، ويتمنى الصحة للجميع ، وتجد صبابا بيروت الجميلات ، وهن يطربن الأسماع وتهيم بهن قلوب العشاق وجدا وطربا ورقصا حتى الصباح!!ومن حق اللبنانيين ان يفرحوا هذه الايام ، بيوم استقلال بلدهم ، ومن حقهم ان تكون كؤوس خمرتهم الصافية الرقراقة مترعة ، تعانق كبرياء مجدهم وصفو بهاء طبيعتهم ، وهم يحتفلون بعيد استقلالهم في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من كل عام ، ذكرى حصول بلادهم على الاستقلال عام 1946 ، وهي من اوائل البلدان العربية التي حظيت بهذا الشرف، لتحتفل به كل عام.إننا إذ نشارك اللبنانيين فرحتهم بعيد استقلالهم ، نتمنى لهم ان تبقى بيروت (باريس العرب) محط آمال الحالمين بكل تلك العذوبة الساحرة التي من الله بها على اللبنانيين ، وهم علموا العرب جميعا كيف يبنون صروحا للحرية والديمقراطية وللثقافة ،

وعلى أرضهم تعلم الكثيرون من صالونات ساستهم ، وأقاموا أحزابا وحركات ومنتديات ، لكن العرب للأسف الشديد لم يردوا (الدين) لتلك القلعة الشامخة، وبدلا من أن يوقنوا أن من علمتهم ( الرماية) فليس من الأخلاق أن يرشقوها بالحجارة!!وبالرغم من ان حال لبنان اليوم ليس حاله مثل قبل أعوام ، الا ان ساستهم حافظوا على الحد الأدنى من أخلاقيات السياسة ، وكانت ساحتهم مرتعا لأن (يتقاتل) كل ساسة العرب على أرضها ، ويصدرون لها خلافاتهم وصراعاتهم ، وهي لم تسلم من أذاهم ، حتى هذه اللحظة ، وبقيت بيروت (ساحة اصطراع) يحمى وطيسها بين الحين والآخر بين الفرقاء العرب ، واتخذ منها البعض(متاريس) لكي يتخندقوا فيها وهم من كانت لهم (الغلبة) على جميع اللبنانيين ، الذين ضاقوا ذرعا بكل تلك القوى التي راحت (تهيمن) على مقدراتهم وتزرع الرعب واليأس في نفوسهم ، وهم الذين كانوا (إخوة متحابين) حتى في أوج صراعاتهم ، يجمعهم  حب لبنان والتفاني من أجل إعلاء كلمة بلدهم وشعبهم، لكي لاتنطفيء أضواء بيروت ،

ولكي لا تنتكس راياتها الشامخة ، وهي تعانق كبرياء السماء!!تحية حب ووفاء لشعب لبنان العروبي الأصيل ، وتحية لرجالات ساستها الذين حفظوا للعروبة كلمتها ووقارها ، وتحية لشجرة الأرز التي تعطر علم بلادهم في يوم استقلالها، حتى أصبحت ( العلامة المسجلة) التي يفخر بها كل اللبنانيين على انها تمثل رمز وجودهم واستقلالهم وكرامتهم !!تحية للبحر المتوسط الذي يترامى على مقربة من سواحلها ، ويعانق كبرياء سمائها الزرقاء ، وطرابلس الإنتماء العروبي ، تحية لبيروت الشرقية والغربية ..تحية للروشة وصخرة الحب والحازمية ولشارع الحمراء ولفنادقها الباهرة وبخاصة فينيسيا الساحر.. وتحية لبعلبك وبحمدون والبقاع والمصنع ، والمزرعة واقليم التفاح وجونيه وصيدا وصور وعاليه  والشوف وبعبدا والنبطية ، وتحية للضاحية الجنوبية لبيروت وسهول الجنوب اللبناني العامر بالخضرة ورجالهم الأشاوس،يوم كانت لهم في ساحات المواجهة مع الامريكان على أرض العراق صولات وجولات، وبالرغم من اختلافهم مع نظامه السياسي أنذاك ،

الا انه ما إن غزا الامريكان العراق، حتى تدافع ابطال الضاحية والجنوب في سباق رهيب، لكي يواجهوا الامريكان على أرض العراق، ولولا ان بعض أبناء جلدتهم قد واجههوهم ، ودلوا الامريكان على معاقلهم ، ومن ثم قتلهم ، لكان العراق قد صمد في وقتها ، ولكن من يرتبطون بهم بوشائج المذهب كانوا من أوائل من حملوا (الخناجر) لطعنهم في الظهر، فكانوا صيدا سهلا للقوات الامريكية التي أوقعوا فيها خسائر فادحة وسط بغداد وفي أطرافها !!نكرر مرة أخرى تحياتنا لشعب لبنان العروبي الأصيل، ودعاؤنا ان يحفظ الله لبنان وشعبه ويمن عليهم بالخير والأمن والاستقرار في كل ربوعهم ، وهم من علموا بني جلدتهم كيف تبنى قلاع العروبة،وكيف يكون للبطولة معنى وللرجولة قيمها وأخلاقياتها، وهم إن (تحاربوا) في النهار قبل سنوات تجدهم في آخر الليل ، وهم يتراقصون طربا ، وتملأ الكأس العامرة (خمرتهم) الصهباء ، وتجد صبايا بيروت وجمالهن الفاتن يسحر بروعته كل ساحات الرقص وحانتها الغناء ،وقد أنزل الله سكينته عليهم ، جنات عدن، تزينها كل بريق الاضواء المتلألئة والفاتنة في سحر طبيعتها وبهائها العذب الخلاب، حتى تتيقن انك في إحدى عجائب الدنيا السبع ، وجناتها العامرة بكل ما لذ وطاب..فلهم منا جميعا أجمل المنى وأطيب التحيات، ولفيروز التي تصدح في صباحاتها وتداعب احلام العشاق ومن إكتتوا بنيران الحب لتردد لهم : (بيروت اذا داعبتها الريح تنكسر)!!تحية للبنان ولكل أهلها ومثقفيها وفنانيها وروادها ورجالات عوائلها الكبار ولهم من أرض العراق واهلها في يوم استقلالهم ، كل محبة وتقدير. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب