أشد ما يصدّع الكومبيوترات العسكرية والمخابراتية الإسرائيلية, بجانب عجزٍ كالح وفاضح للأقمار الصناعية , فيتمحور على الأقل بمعرفة عمق الخزين الستراتيجي لصواريخ ومسيّرات المقاومة اللبنانية , وكيف هذا الخزين لا ينضب فحسب وانما يزداد كمّاً ونوعاً ومديات .! كيف .؟ هل هنالك قناةُ إمدادٍ وتوصيل ” من تحت الأرض ” وتتحدى تقنيات تكنولوجيا التجسس والتصوير الجوي ” مثلاً كمثلٍ افتراضيٍ ممكن ” .!
يتوجّب تركيز التركيز , لماذا اصابة صواريخ المقاومة لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان الأسرائيلية بجانب بعض قواعدهم الجوية في هذا التوقيت تحديداً .! والمقصود بذلك مدى اجتياز لمرحلة الخسائر في القيادات العسكرية للمقاومة وتدمير بعض مقرات ومنشآت ومنصاتٍ صاروخية للمقاومة وتعويضها بفائق سرعةٍ يصعب تقديرها او تخمينها .!
بموازاةٍ تتباين درجاتها المرتفعة والساخنة , فيكمن بعض ذلك في قُدُرات مقاتلي المقاومة في صدٍ رادع وعدم تمكين نحو 4 فرقٍ عسكرية اسرائيلية من محاولة التقدّم والتغلغل عبر خط الحدود الجنوبية اللبناية لنحو 4 كيلومترات مع تكبّد خسائرٍ فادحة في الأرواح والمعدّات , وهذا ما دفع بعض قادة وجنرالات الأسرائيليين للإعلان والتصريح عبر الإعلام بأنّ جيشهم بصدد إنهاء عملياته القتالية في لبنان , مع تزامنٍ قد يغدو مقصوداً او متعمّداً لبعض تصريحاتٍ وتلميحاتٍ من ساسة كابينة نتنياهو للإيحاء المسبق بقرب التوصّل لوقف اطلاق النار مع لبنان < ودونما توجيه ايّة اسئلةٍ لهم في ذلك من قِبل وسائل الإعلام الأسرائيلية كافّة > .!
من احدى زوايا ” التكتيك الستراتيجي ” العسكري , فالقيادة العسكرية الأسرائيلية تُظهر نفسها اعلامياً ” ومن دون ان تشعر ” بأنها بحاجةٍ ماسّة للتخلّص من الحرب مع لبنان بأكثر مما تحتاجه المقاومة اللبنانية .! , وكان من متطلّبات ذلك على صعيد الإعلام الإدلاء بأيٍّ من ” الدِلال الجوفاء ” بتصريحاتٍ متضادّة وتصعيدية عبر الكلمات والعبارات وكأنهم سينتصرون بالنصر المؤزّر في هذه الحرب مع لبنان .. أمّا العناصر المساعدة في إظهار الصورة المعاكسة وما تقتضيه من مستحضرات ومساحيق التجميل والتحميل .! , فتتلخّص بتوجيه الإنذار للسكان المدنيين لإخلاء بلداتٍ وقرى تخلو من اي اعتباراتٍ ومستلزماتٍ عسكرية على الإطلاق , مع معاودة اللجوء البائس لقصف ” الضاحية الجنوبية ” في بيروت بنحوٍ شبه يوميّ وكأنها المنطقة التي تحوي المقرّ العام لقيادة المقاومة وهيأة الركن فيها والقيادات الميدانية الأخرى , بجانب مستودعات الصواريخ التي لا تنتهي اعدادها ولا تتضررّ من ديمومة القصف الصهيوني المجنونة .
لم يعد صعباً القول بأنّ مسحةً من الهستيريا السيكولوجية وسواها يتعرّضون لها جنرالات اسرائيل , وانّ الفيروس المسبب لها لا يقتصر على الضَرَبات الموجعة للمقاومة اللبنانية فحسب , وإنّما رئيس وزرائهم كذلك .!