18 ديسمبر، 2024 3:25 م

لبشمركة ابو عبدالرحمن مثال اعلى

لبشمركة ابو عبدالرحمن مثال اعلى

البشمركة كلمة ومصطلح متداول في اوساط الشعب الكردي بكل وقار و اعتزاز , والاصل اللغوي والادبي لكلمة البيشمركة من الادب واللغة الفارسية وتعني الفداء والتضحية ونكران الذات , وقد استخدمت لدى الشعب الكردي منذ بدايات الحركات التحررية للشعب الكردي وانتفاضاته وثوراته ولا تزال متداولة , وبعد عام 1991 اصبح البشمركة لا يحمل صفة المتطوع والمنضوي الى صفوف البشمركة ضمن المجموعات والمفارز المتشكلة طوعيا , بل اصبحت ضمن افواج وبتاليونات والوية وفرق على غرار الجيوش النظامية بعد الانتفاضة الشعبية في العراق وطرد القوات العراقية من الكويت و انهاء الغزو العراقي لهذا البلد ورسم ملامح وضع جديد في العراق ومن اهمها فرض منطقة حماية دولية شمال خط العرض36 والتي هي مناطق كردية في غالبيتها وعندها اصبحت الجبهة الكردستانية سلطة الامر الواقع في ادارة شؤون المنطقة والتي ادارتها بحنكة وقدرة , وأجرت انتخابات عامة ديمقراطية لبرلمان وانبثقت عنه حكومة متوازنة الى حد ما , واتخذ قرار ان تكون المنطقة اقليما ضمن عراق نظامة ديمقراطي اتحادي مستقبلا , وهذه القرارات والاجراءات المنطقية والعقلانية حولت البشمركة الى مؤسسة عسكرية نظامية وجيش ليس مبنيا على اساس الخدمة الالزامية الاجبارية , وبهذا احتفظ البشمركة بجوهر الروح المعنوية لهذا لمصطلح رغم تحوله الى جيش نظامي وامتيازات مهمة من الرواتب العالية والحصول على امتيازات اخرى عديدة من قطع الاراضي والسلف المالية وغيرها تضمن مستقبل عوائل البشمركة مما يحفزها للانخراط والتطوع في صفوف البشمركة في جوهر مختلف عن اسباب ودوافع الانضمام الى صفوف البشمركة في مراحل النضال والثورات .

ولهذا وجدنا في المرحلة الراهنة كيف انسحبت قوات البشمركة من مناطق القتال مع داعش في الكثير من المناطق لا سيما مناطق الاقليات في سنجار وسهل نينوى رغم عددها وعتادها وتجهيزاتها الكبيرة , وربما الدوافع كانت سياسية بامتياز وفق تخطيطات قياداتها لا سيما في سهل نينوى حيث انسحبت منها وابلغت سكانها بترك قراها ومناطقها قبل اي تهديد او اطلالة ولو من بعيد لمجموعات داعش , وهذا يضع علامة استفهام كبيرة امام موقف البشمركة وتصرفهم وانسحابهم

علامة الاستفهام الاكبر بخصوص البشمركة , تاتي من تاريخهم المشرف وايضا من الواقع الحالي كونهم متطوعون ولا يؤدون خدمة الزامية , وانه من غير المعقول ابدا ان تؤشر ولو بشمركة واحدا يقبل ان ينهزم من ساحة المعركة قبل نشوب المعركة

ان البشمركة ابو عبدالرحمن الكردي هو مثال اعلى , يمثل هذا التراث والتقاليد العريقة للبشمركة , وان اختلفت العقائد , لكن الاسلوب كان حاضرا عندما ضحى بنفسه في عملية انتحارية وتفجير سيارته امام مبنى محافظة اربيل قرب قلعة اربيل التاريخية وسط مدينة اربيل , ليوصل رسالته وفق معتقداته وقناعاته واستعداده للتضحية والايثار حسب تراث البشمركة الذي يمتد الى عقود طويلة من الزمن , رغم اختلاف الرؤى والقناعات سواء اقتنع البعض بالاختلاف ام لم يقتنع , فبالنسبة لي شخصيا كمسيحي أشوري غير مقتنع بهذا التغيير ولكنني احترم الخيار الحالي للبشمركة , فقد كان البشمركة في المراحل السابقة يضحي من اجل قوميته وحاليا التحق المئات من الشبان الاكراد حسب تقارير المخابرات الامريكية الرسمية بالدولة الاسلامية داعش للتضحية بانفسهم من اجل عقيدتهم الدينية ومنهم البشمركة ابو عبدالرحمن منفذ عملية مبنى محافظة اربيل , والتغيير الاخر يتوضح في انتسابه الى ولاية كركوك والعملية تمت في اربيل يتضح ان اربيل اصبحت تابعة الى ولاية كركوك وليس العكس اي ان كركوك تابعة الى الاقليم وعاصمتها اربيل.