22 ديسمبر، 2024 7:32 م

لبارزاني قرر الانتحار

لبارزاني قرر الانتحار

تمر المنطقة و العراق في انعطاف تاريخي، رسم خرائط جديدة، ومخططات، من قبل عرابي السياسية الغربية، والمراكز البحثية، بالتأكيد هذه المخططات قابلة للتطبيق، أذا توفرت بيئة صالحة لها، وتهديد السيد مسعود بالانفصال، هو ملامح تطبيق تلك المخططات، في ضل الحديث عن انتهاء مئة عام، لمخطط “سايكو سبيكو”.

كتبت مقال سابقا، عن زيارة البارزاني لبغداد، سمت الحوار كانت غالبة على القاء بجميع المسؤولين في العاصمة، و لقائه مع بعض قادة الحشد، في خندق المعركة، عندها قررالبارزاني، تحديد مصيره، و البقاء مع الحكومة الاتحادية، وهو جزء أساسي، لكن ماذا حصل اليوم ليعلن استفتاء، حول تقرير المصير؟

لو نفترض جدلا، حصول الإقليم على شهادة التخرج، والانفصال عن الجسد العراقي، كيف ستكون خارطة الإقليم، بالنسبة للخارطة العراقية، فهناك مناطق متنازع عليها، كيف سينهي السيد مسعود هذا التداخل، وكيف يتمكن من إقناع محافظات العرب السنة، حول قضم أراضيهم، وهو لحد ألان شركائه بالإقليم موقفهم مترنح، بين البقاء ضمن الحكومة الاتحادية، او الدخول في قمار الانفصال.

اليوم مكونات الإقليم باتت منقسمة على نفسها، منهم من يرى عدم شرعية البارزاني، رئيس منتهي الصلاحية، والآخر يرى انه الرأس، وشريك أساسي في قيادة الإقليم، ومنهم من يرى برؤية إستراتيجية لمستقبل الإقليم، أذا قرر مصيره وانفصل، ما هو موقف تركيا وإيران، و بعض الدول العربية والأوربية، الانفصال سيفتح أبواب لهب، لكثير من البلدان لان مشهدها أشبه بالمشهد العراقي.

استفتاء الحزب الديمقراطي، المزمع إجراءه، هل هو حل للازمة الإقليم مع المركز؟ ام انه هروب من المشاكل الداخلية، ومشاكله مع الحكومة الاتحادية؟ ربما الاستفتاء ورقة انتخابية مبكرة! ومن خلاله سيطلق رصاصه الرحمة على خصومة في الإقليم! وان كان كذلك سيكون الإقليم أمام خيارين لا ثالث، أما سيكون الإقليم تحت وطئه، الاحتلال العثماني او سيكون ساحة نزاع، بين من تدعمهم إيران وتركيا، وبين من تدعمهم بعض الدول الإقليمية.

اليوم لا يوجد أجماع دولي حول الانفصال، بل بالعكس هناك تحذيرات دولية، وهناك رفض شديد من قبل دول الجوار، ويصفون الاستفتاء بأنه نار ستصب على الزيت، في ضل عدم استقرار دول المنطقة، داخليا وخارجيا، والمؤيد لهذا هو فقط “الكيان الصهيوني” من خلال التقارير التي تبثها قنوات “اسرائيل” بالغة العربية، وان ما يقوم به البارزاني هو الانتحار، بشعب لله المختار.