وأنا أطالع أخبار التظاهرات العراقية السلمية الحاشدة ومواصلة الإعتداء على المتظاهرين العزل وتوثيق إحراق خيام المعتصمين ووقوع ما لا يقل عن 49 حالة ومحاولة إغتيال و72 محاولة إختطاف للناشطين على يد ما يسمى بالطرف الثالث إضافة الى 50 اعتداء طاول الاعلاميين وسقوط 600قتيل وأكثر من 28 الف مصاب في عموم الساحات والميادين منذ إندلاع التظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة خلال 100يوم ،علاوة على إستمرار الاقتتال والنزوح والتهجير القسري وتردي الأوضاع الانسانية في كل من سورية، ليبيا، اليمن ،لبنان ،فلسطين واذا بترامب اللعين يفاجئنا بإحياء ما يسمى بـ”صفقة القرن “مستغلا ضعفنا وتشتتنا لتصفية القضية الفلسطينية كليا وضم المستعمرات وغور الاردن والقدس الى الصهاينة الأوباش ،هذه الصفقة المشؤومة التي يحلو للناشطين تسميتها بـ” بصقة القرن ” قد أشعرتنا بخيبتنا وذلنا وتفرقنا وهواننا على الناس،فعلا لقد بدأنا بـ”ها قد عدنا “وانتهينا -بصفقة-القرن !
وعندما نقول لا للصفقة المشؤومة فيتحتم أن يصاحب هذه – اللا – خطوات عملية كثيرة كل من موقعه اذ لم يعد مسموحا لأي كان تجاهلها أو غض الطرف عنها تحت أية ذريعة كانت وتتضمن :
– مواصلة رفض الصفقة بكل الوسائل المتاحة المرئية،المقروءة، المسموعة ليلا ونهارا بلا كلل ولا ملل .
– مواصلة كتابة المقالات،الاعمدة الصحفية،إعداد التقارير،إجراء التحقيقات والحوارات،مواصلة المقابلات،انتاج الوثائقيات،وبثها إذاعيا ، ورقيا،تلفازيا،الكترونيا لبيان خطر الصفقة ،التعريف ببنودها،بيان دورها الخطير في القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة عبر نزع سلاحها بالقوة كجزء من بنود الصفقة،التحذير من مصادرة القدس والأقصى الشريف تمهيدا لبناء ما يسمى بهيكل سليمان المزعوم ،توضيح خطرالمستوطنات الصهيونية التي تهدف -البصقة -الى ترسيخها وتوسعتها وضم بعضها الى بعض تدريجيا.
-اقامة ندوات ومؤتمرات وورش عمل تستضيف خبراء وباحثين متخصصين لبيان الدور اللئيم الذي تطلع به الصفقة في ابتلاع كامل فلسطين ومصادرة حقوق أبنائها وأولها حق العودة وضم أراضي ما يعرف بالحزام الاخضر 48 الى الابد ،ناهيك عن مصادرة أراضي ما بعد نكسة حزيران 1967وعدم السماح بالمطالبة بها مستقبلا في جميع المحافل الدولية وترسيم الحدود المصطنعة على هذا الاساس ،وترسيخ الاحتلال البغيض على الجولان والضفة الغربية وضم غور الاردن ،ودورالصفقة في إلغاء أية جيوب وفصائل مقاومة فلسطينية ومنع تشكيل أي جيش وطني فيها مهما كان بإستثناء قوات الشرطة المحلية بأسلحتها الخفيفة ومصادرة جميع أسلحة المقاومة بما فيها الأسلحة الشخصية بحسب بنودها النتنة!
-اطلاق حملة كبرى عبر منابر الجمعة كلها وفي جميع أنحاء العالم تخصص خلالها الخطبة الثانية للتنديد والتحذير وفضح – بصقة -القرن وخطرها الداهم على الأمتين العربية والاسلامية على أن لاتفترهذه الحملة بمرور الوقت لحين الغائها كليا ونهائيا .
– اطلاق حملة أناشيد “جماعية – فردية “تبث في كل مكان على أن تكون كلمات الأناشيد حماسية ومعبرة ومضيئة لبيان عظيم خطر الصفقة وكبير شؤمها .
– مواصلة المسيرات الاحتجاجية وتنظيم الوقفات التضامنية وتوقيع العرائض التنديدية الجماعية وارسالها الى السفارات والقنصليات والملحقيات في كل مكان تنديدا بـ” صفعة الفرن ” .
-اطلاق حملة كبرى لرسوم الكاريكاتير المنددة والفاضحة للصفقة ولبنودها ولشخوصها وتحميلها تبعات كل ما سيحدث مستقبلا في حال إتمامها .
– إطلاق الهاشتاجات المتصدرة للترند يوميا وطباعة البوسترات وتوزيع المطويات والملصقات وتعليقها في وسائط النقل كافة والمدارس والمعاهد والجامعات والأسواق والمولات والمراكز الاجتماعية والثقافية والأندية الرياضية والمؤسسات والاتحادات والنقابات لتوعية المسلمين والعرب بعظيم الخطر المحدق بهم في حال إقرار الصفقة وتوقيع بنودها .
– تثقيف المجتمعين العربي والاسلامي كله بأن – خرقة – القرن هي الطامة إن لم تتحرك الأمة كما ينبغي لها أن تتحرك وفي جميع الاتجاهات وعلى كافة المستويات بلا توان ولا تخاذل ولا تخذيل لكبح جماحها إطلاقا قبل فوات الأوان .
– إطلاق حملة كبرى لمقاطعة بضائع أية دولة تتورط في الصفقة أو تدعمها ، أجنبية كانت أم عربية .
– على الشعراء شحذ هممهم واطلاق قرائحهم لنظم قصائد معبرة ” شعبية ، عمودية ، تفعيلة ” واقامة المهرجانات والمسابقات الشعرية لهذا الغرض .
– على الروائيين والقصاص والكتاب والأدباء إمتطاء صهوة أقلامهم لكتابة وتأليف كل ما من شأنه إجهاض الصفقة والحط من قدر المخططين لها والمتورطين بها مع إعلاء شأن فلسطين الحبيبة ومقدساتها والتذكير بحقوق شعبها المظلوم مجددا وإستذكار جرائم العدوان الصهيوني على مدار 80 عاما بعد أن غاب التذكير عن الساحة لإنشغال كل بلد عربي بحروبه وفتنه التي أججها الكيان الصهيوني المسخ وشجع عليها وخطط لها كلها وإن قام بها غيره وتحت أي إسم وعنوان كان .
لقد بدأنا أزمتنا بـ عبارة (هاقد عدنا يا صلاح الدين ) في دمشق على لسان الجنرال الفرنسي غورو عام 1917، وعبارة (اليوم انتهت الحروب الصليبية ) في القدس على لسان القائد البريطاني إدموند اللنبي عام 1917 ايضا ، ليبدأ المسلسل المشؤوم متعدد الأوجه تجسدهما المقولتان المدويتان الخبيثتان،الأول تمثل بسلخنا عن تراثنا وتأريخنا كليا وإضعاف إعتدادنا بهويتنا، والثاني بتشويه صور أعلامنا وقادتنا على لسان – امعات – إستشراقية وشعوبية وتغريبية خبيثة حاقدة من بني جلدتنا لنصبح بلا جذور وقد كان ،والثالث من خلال سلبنا وطنيتنا وانتمائنا لأرضنا وإخضاعنا لسياسة الأمر الواقع عبر سيل جارف من الفتن والحروب والكروب والهزائم والمظالم المتتابعة – تناوب المحتلون والطغاة والطابور الخامس إغراقنا في بركها الاسنة – حتى أصبحنا ريشة في مهب الريح فلا نحن تمسكنا بديننا وعروبتنا كما يجب ولا بوطنيتنا كما ينبغي ولا بتراثنا كما يفترض ولا بأخلاقنا ولا بأخوتنا ولا بوحدتنا ولا بألفتنا كما يتحتم وأضعنا كل شيء حتى وصلنا الى – بصقة القرن – ولكن هيهات فإنما هي صولات للباطل ستتبعها صولات للحق ولو بعد حين وعلى الجميع نبذ خلافاتهم فورا وطي صفحة أحقاد الماضي للتفرغ لعدونا الأوحد الحقيقي والكف عن تشتيت جهود الامة وتبديد ثرواتها وتمزيق وحدتها وسرقة خيراتها ولنبدأ من الآن قبل فوات الأوان .أودعناكم اغاتي