23 ديسمبر، 2024 9:24 ص

لا يليق بالعراق يوما وطنيا إلا يوم 14 تموز

لا يليق بالعراق يوما وطنيا إلا يوم 14 تموز

تظهر بين فترة وأخرى دعوة هنا وأخرى هناك لاستبدال يوم العراق الوطني ، وخاصة من اؤلئك الذين لم يشاهدوا ذلك اليوم الذي تلاقت فيه عفوية الشعب مع إرادة الجيش وتصميم احزاب ملأت الساحة نضالا ضد الاستعمار الاستيطاني البريطاني الذي تولى إدارة العراق تحت لافتة انتهاء الانتداب ليكبل هذا البلد بمعاهدات جائرة تحطمت كل بنودها صبيحة يوم الرابع عشر من تموز عام 1958 ، وهو اليوم الذي كان فيه الفقر على أشده وان 80 بالمئة من الاراضي الصالحة للزراعة بيد افراد من الاقطاعيين الذين لم يكن ليتجاوز عددهم ال 100 اقطاعي ، واني هنا لست في معرض الدفاع عن ثورة تموز ، ولكن أقول بكل تجرد لم يقم للعراقيين اجماع على مناسبة مثل اجماعهم على اعتبار مناسبة الثورة مناسبة وطنية.

كما اعتبر الفرنسيون ثورة الرابع عشر من تموز عام 1789 ثورة ضد الملكية وسجن الباستيل ، وأن من يرى سجن نقرة السلمان الذي كان أسوأ سجن في العالم من حيث الانقطاع عن البشرية او وحشة الزنزانة والذي كان مصمما للابادة التلقائية للشيوعيين العراقيين أعداء الاستعمار آنذاك.
ان ثورة تموز لم تك محض انقلاب على السلطة الملكية وامتدادها الاستعماري، إنما كانت نقلة نوعية في حياة المواطن من خلال منجزاتها السيادية المتعلقة بفك الاتحاد الهاشمي او الخروج من حلف السينتو أو الخروج من المظلة الاسترلينية ، او منجزاتها الاقتصادية التي لا زالت آثارها واضحة لحد هذه اللحظة، كما وانها قارعت الصهيونية من خلال المساعدة في انشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، او مساعدة ثورة الجزائر ضد الوجود الفرنسي، او انها كانت الثورة السباقة لمعاداة الكارتل النفطي العالمي من خلال انشاء منظمة اوبك ،OPEC . وأن هناك الكثير من المنجزات الوطنية .

مما يستدعي احترام هذه الثورة وقائدها المعروف بوطنيته ونزاهته، وللحق وأمام التأريخ لم يشهد العراق يوما وطنيا أجمع عليه الشعب واجتمع الا يوم الرابع عشر من تموز الذي لا يليق الا ان يكون يوما وطنيا للعراق ، ولتكف قوى الظلام عن معاداة نهج تموز ويومه الخالد…