7 أبريل، 2024 7:49 ص
Search
Close this search box.

لا يلدغ المرء من جحر ( اليمن ) مرتين  ! فكيف لدغتي يا سعودية /1

Facebook
Twitter
LinkedIn

26ايلول 1962 قام قائد الحرس الملكي المشير عبد الله السلال وهو( من السنة اعتقد من الشافعية )  بانقلاب ( والبعض  يسمونها ثورة )  ضد حكم الامام محمد البدر حميد الدين  ملك المملكة المتوكليه اليمنية وهو ( من الطائفة الزيديه ) وهرب  على اثر الانقلاب الامام الى المملكة السعوديىة طالبا مساعدتها . وقامت الحرب بين الطرفين الموالين للملكة المتوكلية  وبين الموالين لجمهورية اليمن .. وقد اعتبرت السعوديىة الانقلاب عمل عدواني موجه ضدها ( ارجو الانتباه السعودية وقفت مع الزيديه ولنقل الحوثيين ) واتهمت  السعودية مصر بدعم الانقلاب ( وقد كانت العلاقة بين السعودية ومصر على اسوء ما تكون ) على ان حقيقة الامر ان مصر كان لها يد بالانقلاب .. لقد بدأت فكرة الانقلاب في اجتماع في المانيا عام 1962 عندما اجتمع بعض الضباط اليمنيين للاعداد للانقلاب وتوجهوا بعد ذلك الى مصر والتقوا مدير المخابرات المصري صلاح نصر وفيما يبدو ان مصر قد باركت الانقلاب او اكثر من المباركة  … كتب محمد حسنين هيكل في كتابه (لمصر لا لعبد الناصر وهذا كتاب  اعتقد يجب على كل عراقي قراءته ) يقول انه قد تناقش مع عبد الناصر  في موضوع دعم الانقلاب في اليمن وكانت وجهة نظره ان وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل الى اليمن لدعم نظامه وانه من الافضل التفكير في ارسال متطوعين عرب من جميع انحاء الوطن العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية وقد ضرب هيكل مثالا الحرب الاهلية الاسبانية للتطبيق في اليمن ولكن عبد الناصر رفض وجهة النظر هذه وكان مصرا على ضرورة حماية الحركة القومية العربية وكان عبد الناصر يعتقد ان لواء من القوات الخاصة المصرية مصحوبا بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه ان يحمي الجمهوريين ( واكتشف عبد الناصر مبكرا خطأ تقديره)  اما لماذا فكر جمال عبد الناصر بارسال القوات المصرية الى اليمن ( وهو ما كان بذهنه منذ عام 1957  ) فيقول هيكل ان الاسباب لذلك هي اولا  تاثير دعمه لحرب تحرير الجزائر عام 1954 وثانيا انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 ثالثا تدهور علاقته مع بريطانيا وفرنسا بسبب دعمه للجزائرين وتقويضه حلف بغداد . نسب الى عبد الحكيم عامر قوله ان وجود مصر على ارض اليمن هو امر حيوي لضمان السيطرة على البحر الاحمر ابتداءا من قناة السويس حتى باب المندب واخيرا اعتقد عبد الناصر ان الحرب في اليمن هو وسيلة لكسب صراعه مع السعودية  ..وبدون الدخول بالتفاصيل عن الحرب ( العالمية) بين الطرفين والتي استمرت من ايلول 1962 ولغاية شباط 1968 .. الرجاء ملاحظة الدول التي اشتركت بشكل مباشر او غير مباشر بالحرب وهي (( السعودية – مصر – بريطانيا – فرنسا –  الولايات المتحدة – اسرائيل – الباكستان – ايران  – الصومال – جيبوتي – العراق – الاردن والخ… )). لقد كان للمرتزقة الاجانب دورا بهذه الحرب عندما قاد المرتزقة ضابط المخابرات الامريكية ( كومر ) ..
وشاركت بجهد واضح اسرائيل ( ضد مصر ) كتب هيكل ( ان اسرائيل قامت باعطاء شحنات من الاسلحة كما اقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الاوربيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين وقامت اسرائيل بانشاء جسر بين جيبوتي وشمال اليمن  ونجح مستشار المرتزقة باقناع اسرائيل بالاسقاط الجوي وفعلا تم الاسقاط الجوي الاسرائيلي الاول  الى الملكيين وكان 180 بندقية و34000 طلقة ماوزر و72 قذيفة مضاده للدبابات و68 كيلو متفجرات واخفت اسرائيل مصادر الاسلحة وكانت الطائرات الاسرائيلية تحلق على طول الساحل السعودي  وتلقي بالاسلحة في اليمن وتعود لتتزود بالوقود في الصومال وجيبوتي وتعود الى اسرائيل واستمرت هذه العملية على مدي سنتين .. اما باكستان فقد قامت ببيع بنادق للملكيين .. اما ايران الشاه فقد قامت بدعم الملكيين  بالمال فقد وجد الشاه ان من واجبه الشرعي  دعم الامام الشيعي الزيدي.. .. كلفت الحرب مصر اكثر من 500 مليون جنيه ( وهو مبلغ كبير في حينه ) وكانت مصر قد ارسلت 70000 جندي خسرت فيها مصر 25000 جندي ووقف جمال عبد الناصر في خطاب شهير قال ( اننا فقدنا 150  شهيد  وان جزمه كل شهيد افضل من الملك سعود !! ) وخسرت السعودية 1000 جندي وكانت خسائر الطرفين من اليمنيين 200000 يمني …. ووصلت الحرب الى طريق مسدود لا نهاية لها.. استنزفت من مصر والسعودية الكثير من الارواح والمال حتى جاء شباط 1968 بانتصار الجموريين وفكهم الحصار عن صنعاء .. فقط اريد ان اثبت بعض النقاط المهمة  من هذه السرد التاريخي حتى يساعدنا على فهم ما يحدث الان  … اولا : ان الزيديون في اليمن عددهم يصل الى 9 مليون  وهو مايشكل 45% من عدد السكان وهم ينتسبون الى الامام زيد بن علي اي يتفقون مع  الشيعة الاثنى عشرية في الائمة الخمسه الاوائل ( عليهم السلام ) ولذلك يسمون احيانا بالمخمسي في مقابل السبعي وهو المذهب الاسماعيلي الذي يتفقون مع الاثنى عشرية ب سبعة ائمة … اما الحوثيون فيمكن اعتبارهم الشق المتطرف من الزيديين .. وعددهم يصل الى نصف مليون  ( مع ملاحظة ان هذه النسب تتغير حسب مصادرها السنى يقللونها والزيدية يرفعونها وهكذا ).. ثانيا : يقال وهو مالم اتاكد منه انه علي عبد الله صالح هو من الزيديه . ثالثا :ان السعودية اصطفت مع الزيدية ( الشيعية ) في عام 1962 ضد (  السنه  ) وهو امر يدعو الى الوقوف عنده  .. نكمل في الجزء الثاني  لكن قبلها اود ان اطرح سؤال تمعنوا فيه ماالذي يحصل عندما يتحارب طرفان احدهما حفاة عراة

والطرف الآخر غني لمن الغلبة ؟؟؟

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب