23 ديسمبر، 2024 1:04 ص

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين (وإذا كانت مرات متعددة)؟؟

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين (وإذا كانت مرات متعددة)؟؟

لقد أقترب موعد الانتخابات وبدأت أساليب الكتل السياسية الكبيرة تطرح من أجل جذب الناخبين الى صناديق الانتخابات من أجل تجديد الثقة بهم كفاسدين وسراق ، فتارةً يطرح رأي مقاطعة الانتخابات وتارةً يطرح المشاركة في الانتخابات مع خداع الناخبين باليقظة من المؤامرة ضد الإسلاميين ؟؟؟ ، فكلا الإقتراحيين يؤدي الى سيطرة القيادات الفاسدة نفسها على مقاليد السلطة والثروة ، مقاطعة الانتخابات يعني مقاطعة الرافضين للفساد وقادته وأتباع هؤلاء هم الوحيدون الذين سينتخبون وهذا يعني سيطرتهم ثانيةً على نتائج الانتخابات وتبقى التركيبة نفسها شيعياً وسنياً وكردياً ولا تتداخل هذه التركيبة مع بعضهاً البعض لأن المناطق موزعة وثابتة فليس في هذا خداع فكربلاء للشيعة كما صلاح الدين للسنة ، أما طرح فكرة المؤامرة فهذا يقبله العقل الساذج فقط بعد هذه الفترة الطويلة من الفساد والسرقة والفشل بما للكلمة من معنى فإذا كانت هناك مؤامرة فبقاء هؤلاء الذين يعنونون أنفسهم بالإسلاميين (والإسلام من أعمالهم براء) في سدة الحكم والقيادة وتدمير البلاد والعباد فهو مؤامرة على هذا الشعب المظلوم الذي تفاءل بالخير وحياة أفضل بعد سقوط الطاغية بعد تلك التضحيات العظيمة التي قدمها هذا الشعب المضحي ، فلم يبقى أمام الشعب إلا خياراً واحداً وهو المشاركة بالانتخابات بقوة تظهر مدى رفض هذا الشعب للفساد والفاسدين وانتخاب الصالح الأمين الذي يريد الخير لهذا الوطن وشعبه ، وفترة خمسة عشر سنة طويلة أظهرت حقائق الأشخاص والتنظيمات والكتل ، والظروف الصعبة التي عاشها العراقيون من إرهاب وقتل ودمار وفساد أعطت هذا الشعب التصور الكامل عن هذه القيادات ، فلا يمكن لهذه التجربة القاسية أن تمسحها أو تغيرها بعض الكلمات أو الدعايات أو رشاوى الذل والمهانة التي تقدم للمواطن في هذا الوقت كبطانيات وأكياس خيار ووعود كاذبة من توزيع قطع أراضي ووظائف وإصلاحات وغيرها ، فشعار المجرب لا يجرب يجب أن بمليء الشوارع والأزقة والساحات ، لأن الخطأ يجب أن لا يكرر والشعوب الناجحة هي التي تستفاد من أخطاءها في اختيار الأفضل في بناء أوطانها ومستقبلها وخلق سعادتها ، فإذا أراد شعبنا أن يلتحق بالشعوب المتقدمة والسعيدة فعليه أن يترك كل عنوان جربه ولم ينتج منه الا الخيبة والمعانات والكذب والفساد ، ويختار الأصلح والأفضل في قيادة وطنه وثرواته وبناء مستقبل أجياله ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونحن نلدغ من نفس الجحر مرات متعددة ومن نفس العقارب المغلفة بأغلفة مقدسة يحترمها الشعب.