صباحاً يرتدون بزاتهم الأنيقة, ويدخلون بسياراتهم المصفحة, ليمارسوا أعمالهم في أروقة القصور, فهم جزء من, العملية السياسية, التي لم نعرف, لها وجه من ظهر, وحين يحل المساء, يرتدون رداءاً آخر, ويظهرون بوجوه أخرى, ويتقافزون على الفضائيات كأنهم بهلوانات, لا يجيدون السير على الحبل, ورغم ذلك يصرون على السير عليه!
تلك الأزدواجية التي ألقت البلاد, في أحضان الشيطان, جعلت بهلوانات السياسية, تبدوا عليهم علامات ,الإصابة بمرض,أنفصام الشخصية, فلم نعد نعرف, هل هم مع العراق أم عليه؟
لكن الصورة تبدوا أكثر وضوحاً, هناك في الزوايا المظلمة, حيث تحاك الدسائس وتطبخ الوجبات, المسمومة على نار هادئة, فتظهر الوجوه, الحقيقية للمهرجين, مشوهة تغطيها الدماء, فأصحابها هم أقرب, للكائنات الممسوخة.
صراع على المناصب, يجعل رحى الساسة تدور, دون توقف لتطحن كل شيء, فبين ليلة وضحاها, تُسلم مقاليد الموصل, إلى غرباء لا يرقبون, في عراقي إلاً ولا ذمة, فسرقوا ونهبوا وذبحوا, وباعوا وسَبوا, فقط لأن رياح السلطة لم تجر, كما تشتهي سفن قراصنة السياسة, نعم هي المصالح التي, تسيطر على الرؤوس الفارغة, والنفوس المريضة, اللاهثة وراء السلطة, والقوة والمال, تلك المغريات التي جعلت, عمر أبن سعد, يضع يده بيد يزيد, ويقتل الأمام الحسين (عليه السلام), طمعاً, بولاية الري وجورجان, لكنه لم يهنأ بها ,فلا خير في سلطة, تبنى على الدم.
بعد أن سلم الخونة, مفاتيح البلاد, نهضت تلك الثلة المؤمنة, من غيارى العراق, لتصون الأرض والعرض, وتنصر الدين والمذهب, وتحصد رؤوساً عفنة, كانت تحلم, بهدم المراقد المقدسة, لآل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام), فهو حلم قديم طالما راود ,أذهان أجدادهم , فهم فروع لشجرة خبيثة, تعود إلى يزيد الملعون وبني أمية.
اليوم بعد أن حقق الشرفاء, من أبناء العراق, أنتصارات تلو الأخرى, في آمرلي, وجرف الصخر, والسعدية, نسمع أصوات نشاز, تعلو هناك وهناك, وغربان تنعق, على بعض,الفضائيات الداعشية , تنعت أبناء الحشد الشعبي, بنعوت طائفية, بسبب تصرفات فردية, تُحسب على أصحابها.
بعد أن خان من خان, وقبض ساسة البغاء, ثمن بيعهم البلاد بمن فيها, يكمل اليوم بعض المحسوبين, على العملية السياسية, من دواعش الخضراء ,مسيرة الخيانة, أملاً في ذر الرماد في العيون, ليقللوا من قيمة, تضحيات أبناء العراق, الذين لو لاهم لما بقي مسؤول, في منصبه, ولا عراقي آمن في بيته, ولأصبحت البلاد بمن فيها, سوقاً كبيراً للنخاسة!.
بدل أن يشكر دواعش الخضراء, ومن لف لفهم, صنيع الحشد الشعبي, نجدهم ينبحون على قوافل الزحف, التي حطمت, الرؤوس الفارغة, وقضت على آمال الطامحين والطامعين, فالطامحين من صناع, الدكتاتورية أفلسوا, تماما من حلم السلطة, والطامعين من الدواعش, سُحقت رؤوسهم, وأزُهت نفوسهم, وبذلك عاد كل متصيد بالماء العكر, خالي الوفاض, لذا فل ينبح كل الدواعش, في العلن والخفاء, فلا يضر السحاب نبح الكلاب.