22 ديسمبر، 2024 10:28 م

لا يصلِحُ الكذِبُ ما فسَد فكفى هذا اللغو يا رَغد

لا يصلِحُ الكذِبُ ما فسَد فكفى هذا اللغو يا رَغد

في 22.12.2016 أعربت رغد صدام حسين في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، عن أملها في أن يُعالِج الرئيس المنتخب، دونالد ترامب “الأخطاء السابقة” للإدارات الأمريكية. وقالت أن لدى ترامب مستوى عال من “الحِس السياسي”.
كان الأجد برغد، أو من كتبَ لها هذا الخطاب، الإعتراف بما ارتكبه قادة وجيش الإحتلال الأمريكي من جرائم لا تغتفر بحق العراق وشعبه. ولا يجوز لرغد، ولا لأي أحد، وصف الجرائم البشعة بـ “الأخطاء”. فهل يُعقل اعتبار قصف ملجأ العامرية، وحصار 13 عام، وتدمير البنى التحتية، واحتلال العراق، والقتل العشوائي للمواطنين الأبرياء أخطاءً ؟
لو خصصت رغد، القليل من وقتها في البحث عن تاريخ ترامب وابيه وجده، لعلِمَت بأنه على مستوى عال من العُهر الإجتماعي والغباء السياسي، وأنه الرئيس الأخرق، وفقا للإعلام الغربي، الذي وصف المجرم بوش قبلا بالرئيس الأحمق بـ Stupid president .
في 30.12.2020 بثت رغد صدام حسين تسجيلاً صوتياً في الذكرى الـ 14 لإعدام والدها، قالت فيه ما لا يقوله عاقل، ولا يصدقه غير الجاهل ” أيها العراقيون الشجعان أينما كنتم في وطننا العظيم الذي سطا عليه أعداء الحق والحرية والإنسانية في نزعة عدوانية حملت أسوأ ما في التاريخ من بشاعة وعقد وأحقاد متراكمة فاحتل العراق نتيجة ذلك من قبل الفرس وآخرين ممن سبقوهم من أشرار الأرض، فدمروا كل ما هو جميل”.
– تدلُّ هذه الكلمات على التحريف القاطع، ومُحاولة قلب الوقائع، والبُعد عن فهم الواقع، وعلى أعراض الإصابة بالنزعات العدوانية والأحقاد غير العقلانية. ولا يمكن القبول بهذا اللغو، وعلى هذا النحو. فهل تبخر دور دويلات الخليج ونظام آل سعود من ذاكرة رغد ؟ وهل نسيت، أو تناست بأن الأستعدادات والانطلاق لشن العدوان على العراق، قد تمت في دول الخليج وتركيا وليس في إيران؟. فأي عقلية مُختلة، ونفس حقودة ومعتلة، في هذا التعامي عن العلة ؟.
– مالذي تسعى اليه رغد صدام من التودد الرخيص لترامب تارة، وعدم ذكر الدور الإجرامي للولايات المتحدة في تدمير واحتلال العراق، تارة أخرى ؟.
– لم تذكر شيئا عن العدوان التركي على شمال العراق، وقصفه للقرى الكردية، واحتلاله لأراضي عراقية. ولم تتطرق الى موضوع المياه وبناء القواعد العسكرية التركية هناك.
– تقول رغد صدام في تسجيلها الصوتي الأخير”لقد قاوم والدي واخوتي وأبناء شعبنا الأبطال المحتل حتى الشهادة بإيمان راسخ بالله وببلدهم وحريتهم..”، لكن الشعب العراقي لن ينسى منظر الدبابتين الأمريكيتين، اللتين وقفتا على جسر الجمهورية، دون ان تلقيا أي مقاومة من فدائي صدام، أو الحرس الجمهوري، أو جيش القدس. ويتذكر الناس هرب ضباط وجنود القصر الجمهوري، دون معرفة مصير الرئيس الهارب، غير المقاوم .
لقد قاوم ضباطنا وجنودنا البواسل في الجنوب، مقاومة اسطورية، سجلوا فيها أروع ملاحم البطولة والفداء، دفاعا عن العراق، رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، وانقطاع الاتصال بالقيادة والتموين. ثم تجلت ملامح الخيانة والجبن بعدها باختفاء القيادات، التي لم تصمد في القاطع الأوسط أمام أندفاع قوات الغزو، رغم ثبات المدافعين عن المطار. ولم تطلق رصاصة واحدة في القاطع الشمالي، الذي تسلم قيادته النائب الخائب، الذي أسمته رغد صدام حسين “العم الغالي”، والأستاذ عزت الدوري .
كان حريا برغد صدام حسين ان توجه رسالة إعتذار الى الشعب العراقي عن الإرهاب السياسي والحروب العبثية، التي كلفت الكثير من الخسائر البشرية والمادية للشعبين العراقي والإيراني، وحققت ما سعى الى تحقيقه العدو الصهيو- أمريكي، وشكلت السبب، في التدخلات السافرة لإيران وتركيا ودول الخليج، كنتيجة حتمية لهذا السبب.
موسكو / 03.01.2021