اختلاف الآراء نعمة ونقطة انطلاق لديمقراطية حقيقية في تقبلنا لجميع الطروحات سواء كانت في جانبنا أم لم تكن كذلك، ومن المستحيل أن تكون بوصلة أفكارنا في حالة تطابق تام فهناك مؤثرات وميول نحن في غنى عن تعدادها لأنها كثيرة جداً وقد فندها أهل السياسة والفلسفة وعلمي الاجتماع والنفس.
منذ أيام اختير الدكتور عقيل مفتن رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية أفضل شخصية رياضية بعد حصوله على الجائزة لعام 2024 بتصويت الجمهور في الاستفتاء الذي أجرته نقابة الرياضيين العراقيين، وهي نتيجة لم تكن مستغربة وفقاً لآراء عديدة استطلعناها من الجمهور الرياضي وصبت بمجملها في مصلحة الدكتور مفتن وتفاعله مع الحدث الرياضي واعتماده الشفافية المطلقة وقربه من الجميع وفاعليته في العمل بجميع الجوانب بإضافات كبيرة جداً على الرغم من قصر فترة توليه المنصب، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أبداً عدم وجود شخصيات منافسة وعملت بحرص ونكران ذات أيضاً نكن لها كل التقدير والاحترام، ولكن للجمهور كلمته والجهة التي تشرف على الاستفتاء هي جهة مهنية لها باعها الطويل في العملين الرياضي والإعلامي، مع ذلك كان هناك من يحاول فرض الإرادة بالكلمة وتعميم رايه نظراً لوجوده في جهة إعلامية وهذه إحدى أكبر السقطات التي تجعل من الإعلامي عبداً لميوله ومصلحته الآنية التي تبتعد به عن المهنية المطلوبة في الإعلام.
عموماً أرى أن في الاستفتاءات فائدة لا يستهان بها إطلاقاً وهي كما قال الدكتور مفتن تضاعف من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه ليكون دائماً عند حسن ظن الجمهور بأمانة وعمل كبير مهما كان شاقاً، ونشاركه هذا التوجه أيضاً بعين ثاقبة تشخص وتتابع وترصد النجاحات وتشيد بها وتنتقد الخفاقات وتنتظر العلاجات، ولأجل ذلك وجدت الاستفتاءات أصلاً.
همسة …
يتنافس الرياضيون عادة ليحققوا الفوز وينالوا التكريم الذي يستحقونه ويطمحون إليه، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمفاضلة بين الرياضيين المتفوقين في ألعاب مختلفة، أو في إطار لعبة جماعية واحدة او شخصيات رياضية مؤثرة، تظهر الحاجة لضوابط ومعايير خاصة يتم من خلالها تحديد الأفضل بهدف وضعه في المكان الذي يستحقه او الإشارة إليه، وهذا بالضبط ما تفعله الاستفتاءات الرياضية التي تنظمها سنوياً العديد من المؤسسات الإعلامية والرياضية على المستويين العربي والعالمي، لتحديد الأجدر بلقب الأفضل.