23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

لا يزال من المستحيل إيقاف التلاميذ عن قراءة نشيد موطني!

لا يزال من المستحيل إيقاف التلاميذ عن قراءة نشيد موطني!

النشيد الوطني كان، ولا يزال رمزاً يتلوه الصغير، منذ نعومة أظافرهن ويتعلق النشئ به كثيراً، حيث يستمر بتكرار(موطني)، لإثنتي عشرة سنة على الأقل، في مراحل دراسية مختلفة، وهنا يقفز السؤال، هل يتعلق أطفالنا بنشيدنا الوطني، الذي تغير بعد سقوط الصنم، وكيف يدرك التلاميذ، مبدأ المواطنة والإنتماء لوطنهم؟ والجواب يكون بتوعيتهم لمعاني كلمات موطني، وتطبيقها على أرض الواقع، فعلياً لا نظرياً.
غالبية معلمي مادة التربية الوطنية والإجتماعيات، يتركون موضوعة حفظ النشيد الوطني، فلا يشعر التلاميذ بوجوده أصلاً، ولا يتم التطرق الى مفرداته، ومن ثم فهو مجرد نشيد يحفظ ببغاوياً، لا أكثر ولا أقل من ذلك، لأن التجمع الصباحي يبدأ به في خضم الضجيج، الذي يثيره المعلمون، لتنظيم وقوف التلاميذ في طوابير، حسب الصفوف الدراسية، فمتى ينتبه التلميذ لمعنى النشيد الوطني ومغزاه؟
قد يقع التلاميذ في أخطاء كثيرة ومستمرة، عند قراءة النشيد فترة طويلة، خاصة الصفوف الأولى، لأن صوت النشيد يصل إليهم، بضوضاء عالية، لذا من المفترض أن يتم في درس النشيد، الذي عطفت علينا وزارة التربية بإلغائه، ويقوم معلم التربية الفنية، بإسماعه للتلاميذ، بغية الحفظ واللفظ الصحيحين، وتنمية الأذن الموسيقية، ومن ثم يكمل معلم العربية دوره، في شرح معاني النشيد العراقي.
جاهلية معلمي هذه الأيام تبعث على الأسى وهي أسوأ من زمن الجاهلية الوثنية الي ظهرت هي الأخرى في زماننا المنكوب فمعلم اليوم لا يلج بحر المفردات ليغرسها في عقل التلميذ بل يترك الأمر على علاته بحجج المغريات خارج المدرسة وإلا ما يفعل المعلم بالنشيد الوطني؟ وفي كلماته تعميق لروح التعاون وإشاعة الحب والتسامح وتوظيفها ليشعر التلميذ بجمال وطنه وكبريائه وكرامته!
لكل دولة نشيدها الوطني، وتقف إحتراماً وإجلالاً عند الإستماع إليه، بيد أنه من الهام جداً، متابعة الأطفال أثناء قراءة النشيد، والتمعن بكلماته، وتدريس ألفاظه في الحصص، وبالتالي ستطبق مشاعر الحوار، والتمدن وتوجيه المواطن، صوب وطنه وعلمه ونشيده، لأنها تمثل ثقافة البناء لا الهدم، وعندها سيكون من المستحيل، إيقاف التلاميذ عن قراءة نشيد موطني، الجلال والجمال، والبهاء والسناء في رباك، موطني.