كل يوم يزداد عناء هذا الشعب وكانه دوما على موعد مع من هو فاشل وفاسد ومخادع، وبعد عام 2003، استبشرنا خيرا من ان الحال ستكون على غير مأل ، فالحكام الجدد كانوا معارضين لكل ماهو بعيد عن الحقيقة والمنطق ، وهم اليوم سياخذون بيد هذا المواطن مسلوب المال ومسلوب الخدمات اومسلوب الامال الى مستقبل مختلف تماما عما لاهو قائم قبل هذا التاريخ ، الى مواضع تاخذه الى مصاف الشعوب الغنية والمرفهة كون بلادهم غنية بالثروات والايدي العاملة الرخيصة، ، غير ان ما حصل هو عكس ماهو محتمل ، فالجدد وكأنهم وحوش انطلقت نحو فريسة كانهم عارضوا كي يستولوا على السلطة من اجل اذلال هذا الشعب وسرقة امواله ، انهم زادوا على سوابقهم اساليب جديدة لوضع هذا البلد على طريق التخلف ، انهم امنوا بان لا رقيب عليهم وان الشعب سيظل مخدوعا فيهم وباساليبهم ، لقد تقاسموا البلد وفق محاصصة بالية ، واتفقوا على انهم مختلفون ولكنهم في الحقيقة متضامنون ضد ارادة الناس ، لقد تركوا الاقتصاد وتكلموا في السياسة ، وياليتهم يعرفون ماهية السياسة ، السياسة علم ادارة الدولة وفن ايجاد الممكنات ، فهل اوجد اي منهم ممكنا واحدا ، بالطبع لا ، ظلوا يخادعون ويسرقون ، وظلوا عارفين ام غير عارفين ، بان البطالة بلغت نسبتها ،40% ، وان نسبة الفقر في المدن 35% وان نسبتها في الريف بلغت 39% ، فهل من تخريب للبلد بعد هذا التخريب وهل يوجد مواطن واحد يريد اعادة تكرار الصورة . لا يحك جلدك الا اظفرك.
ان معالجة الفقر وتوفير الخدمات لا يمكن ان تتم بوجود اؤلئك القابضون على السلطة منذ السقوط ، انما يتم كل ذلك عندما يتحول صوت المواطن صوب المرشح النزيه المؤمن بالعلم والمعبأ بمبادئ الدولة المعاصرة ، المقامة على القوانين المدنية التي تاخذ بموضوعية تامة حاجات الناس وتطلعاتهم ، فالفرصة امامك اخي الناخب ولا عتب على الحظ او الظروف، انك مدعو للتغيير والتغيير لا يتاتى بالابقاء على القديم ، بل تجاوزه الى الفضاء الارحب القائم على الكفاءة وحب الوطن …