18 ديسمبر، 2024 8:06 م

لا يجعل الفوز بالانتخابات الباطل حق

لا يجعل الفوز بالانتخابات الباطل حق

للحرية قيود كبلوها بها بسياسات وتوجهات ومشتهيات طائفية وحزبية داخلية أو تحقيقاً لمشتهيات خارجية بالتدخل في الشأن العراقي وبمساعدة لاعبين بائسين من الداخل العراقي تلبيةٌ لمصالح تلك الدول ومشتهياتها التي أرادوا بها تمزيق الشعب العراقي وتلك الحرية وتشويهها بكافة الوسائل الأعلامية والسياسية والطائفية، ولكن الحرية إستمرت بجراحاتها الكثيرة وهي مقيدة بعدما تأثرت بكل ذلك.

على الواعي التفكير في تحرير الحرية وجودة التعبير عن الرأي والأنتخاب. (حرروا الحرية، والحرية تقوم بالباقي) فيكتور هوغو، كاتب وشاعر فرنسي.

ربما يوهم بعض السياسيين ورجال الدين الناس بمساوئ فتح المجال والحريات التي ربما تجلب المفاسد، والحقيقة أنهم يخافون على مواقعهم ومغانمهم ومناصبهم وفكرهم الموروث البائس لا أكثر.

أتت المفاسد على البلاد بسبب سوء فعالكم وسوء ادارتكم رغم تقييدكم للحرية. فأنتم السبب لا الحرية.

تحاصصوا في البلاد متصورين أنهم يحقون حقوق الجميع فظلموا الجميع وعذبوا الجميع وتأذى الجميع وبالرغم من ذلك لازالوا متحاصيصين في المناصب.

توزع المناصب رغماً عن أنف الجميع حسب توجهات وتبعيات حزبية وطائفية بائسة شاء من شاء وأبى من أبى.

هذه العادة العار التي ابتدعوها وجعلوها قانون مقدس يُراعي ويُتبّع سينهي البلد ويهلكه أكثر مما هو هالك أصلاً.

لا توجد دائرة من دوائر الدولة الان إن لم تكن موزعة حسب كل حزب وحسب كل توجه سياسي وطائفي. لا لكفاءة ولا لنزاهة على الأطلاق.

دائرة التربية لفلان الحزبي، لأن دائرة البلدية لفلان الحزبي. وقس على ذلك وزارات ومؤسسات ودوائر دولة وسفارات وقنصليات فكان ذلك أحد أسباب دمار البلد.

لا يجعل الفوز بالانتخابات الباطل حق.

لو أن مليون شخص إنتخبوا مرشحاً لكرسي الحكم والتشريع وهو كان باطل بكل مقاييس الحق والشرف والنزاهة والكفاءة فلا يجعله هذا المليون صوت حقاً ولا نزيهاً ولا نبيلاً ممن إنتخبوه عن جهل أو عن طريق كراهة بالغير فينتخب من يضده فقط لكراهة في نفسه أو ممن تم تلقينهم الأنتخابات وكيفيتها فينتخبون كائناً من كان لأن السيد وجههم والشيخ نصحهم والكاكا ضغط عليهم والمرشح الحزبي أو القنوات الاعلامية قد ضللتهم وتم الدفع بهم لذلك على عمى.

الحرية لدينا للأسف يتم تلقينها للناس. هاك حريتك ويسيروه وفق مشتهياتهم من كتلٍ سياسية ودينية بوسائل إغرائهم وجذبهم الديني والسياسي والأعلامي.

عليك التفكير قبل الأنتخاب، وأن تكون شخصياً مقتنعاً بمن تعطيه صوتك وبغض النظر عن توجهه الفئوي والحزبي والديني والطائفي فكل تلك الجهات (الفئوية والحزبية والدينية والطائفية) أثبتت فشلاً ذريعاً بأنتخاب أكثرهم لا لكفاءة المرشح الشخصية ولا لفكره النبيل ولا لعزمه ولا لإرادته ولا حتى لمعرفة شخصية بنزاهته وعفته وإنما فقط لأنه يتبع تيار ديني أو جهة حزبية فتم إنتخابهم لتبعيتهم تلك وليس لفكرهم وكفائتهم وإرادتهم.

لا تجعل الاخرين يفكرون بدلاً عنك ولتكن عندك إرادة، فكل من يلقنك ويجرك له هو يريد تلقينك ومن ثم يحملون على ظهرك أوزارهم ورغباتهم ومن ثم يتركوك في زريبة تقبع بينما هم يتمتعون بعوائد السلطة ويديرون ظهورهم لك.

كانت ثلاث تجارب انتخابية سابقة في العراق وعلى الواعي التعلم من بعض الخطأ الذي وقع، وليس الفخر أن لا تسقط ولكن الفخر أن تنهض من بعد السقوط.

ينبغي التعلم من المصائب التي حصلت لدى فوز أكثر المرشحين من الذين يستحقون كل إهانة في الوقت الذي بجهل الناس وسوء تقديرهم أعطوهم أصواتهم بكل تقدير.

ربما يكون شخص بذاته مستقلاً ولتاريخه الشخصي وفكره وكفائته وهو لا ينتمي لجهة دينية أو حزبية تروق لك هو أفضل بكثير من إنتخابك لشخص لا تعرف عنه سوى أنه يتبع تيارك الديني أو جهة حزبية تروق لك. جريمة لو تنتخب هذا الأخير السالف ذكره.

وتذكر أن الحرية والأنتخابات اوصلت الفاسدين والفاشلين لكراسي الحكم والأدارة والتشريع بينما يقبع في منازلهم كفاءات وأصحاب فكر وعزم ممن لم يفكر بهم الشعب ملياً أما بسبب أستقلاليتهم أو لفقرهم في الدعاية الأنتخابية، أو لم يتم الأشارة لهم من قبل جهات دينية وحزبية وإعلامية للتغطية عليهم.