في البدء اذكرك انك الرقم الصعب في المعادلة السياسية الجارية في العراق اليوم .سواء شئنا أم أبينا. ( بالرغم من اننا وغيرنا نسجل في حقيقة الأمر تذبذبا في بعض المواقف الصادرة عنكم ) .الا أن مواقفكم ونهجكم في العموم , شكل مرتكزا مهما في الرفض الجماهيري لسياسات الحكومة القائمة , والبرلمان الاول المتمثل بالجمعية الوطنية والبرلمان الثاني ايضا , مما منح الأمل للجماهير العريضة الكادحة , وتيارات المثقفين بان تيار (آل الصدر) , هو التيار الشعبي الذي استطاع فرض مواقف كثيرة على الطبقة السياسية النافذة , التي تتولى الحكم في عراقنا منذ احدى عشر سنة ماضية ..كما ان سجل تياركم يضيء بمقاومته قوات الإحتلال الأمريكي الغاشم وتوابعه ..واذكرك ايضا , أن قطاعا واسعا من المثقفين الوطنيين المستقلين , يقدرون عاليا نهج التيار الاساس , ويجدون فيه الدعامة الاساسية في نضال الجماهير , من اجل وضع مجالس النواب والحكومة القائمة ومؤسسات العمل الجماهيري العام ,على الطريق الاكثر صوابا ووطنية ,في تأدية مهامها الوطنية في بناء العراق , وقد كانت اجراءاتك التأديبية بحق عدد من النواب والوزراء , ممن ارتكب جرائم وأخطاء , لازالت ماثلة أمام أعيننا ,رغم ما احتوت من عطف عليهم كما ان اصرارك على استقلالية موقفك المباشر, عن التأثير الإيراني المصلحي هو الآخر في كثير من المواقف قد حظي بتقدير الأوساط الواعية .
لكل هذا اذكرك ..انك وتيارك , قد وضعكما الله في الموقع الذي يتوجب عليكما السير بتحقيق اهدافه حتى النهاية , كما نسمع منكم لتعيدون ذلك وهو امتداد ارسالة والدكم الشهيد محمد صادق. الصدر واخويك الشهيدين .
وان كان الشعب العراقي قد ادرك اخلاصكم لقضاياه وقيم الرسالة الصدرية , فانه وجد فيكم نبضا شابا دافقا , يؤدي رسالته على طريق تصحيح المسارات الخاطئة , التي ارتكبتها عناصر استلمت الحكم في العراق , لم تراع احكام الله . مما ألحق الأضرار الكبيرة بحياة وآمال ومستقبل حياة العراقيين حيث ادى كل ذلك الى هدر الدماء وأدى الى الهدر في ثرواته المالية واعاقه سنوات عن مسارات التقدم
وانت وأن ادى بك اخلاصك لرسالتك وللشعب العراقي , ان تغضب من الاتباع ,الذين لم يدركوا جيدا ابعاد رسالة قائدهم , وهذا من حقك ويعبر عن صدقك ونجابتك وبرّك بالفقراء قاعدتك , ومن قبل قاعدة والدك الشهيد .. وكم كنت اتمنى وانا من الذين يتابعون مواقفك الوطنية ,ان تأمر بمعاقبة هؤلاء المارقين ,كما فعلت من قبل في أكثر من مرة ,ولكن أن توقف نشاط التيار بهذا الشكل المفاجيء ,فان ذلك امر لايتفق مع دورك , الذي يشكل املا للجماهير العريضة المتنورة , بالرغم من ان العديد من اتباعك قد خذلوا منهجك الفكري والسياسي .
تمنياتنا عليكم ايها السيد المحترم ,العودة عن قرار الاعتزال اكراما للشعب العراقي ,خاصة وان العراق يمر بظروف حرجة , لابد للوطنيين من امثالك ,التصدي لمعالجة القضايا العامة , كما نتمنى عليك اعادة النظر بانصارك ومواقعهم ,ودراسة التاريخ الشخصي لكل منهم , فلن يكون مشرّفا للتيار , الاعتماد على شخصيات من دون تاريخ او تجربة او تخصص ,والبلاد ملأى بالوطنيين المستقلين الخبراء في شتى مجالات التخصص , في داخل وخارج العراق ,ويمكن اهيئة استشارية مساعدتكم في تشخيص الشخصيات الوطنية المحترمة ,خاصة وان فكركم المنفتح ,سيكون عامل استقطاب لهذه الشخصيات المتطلعة للإنظمام الى تياركم , وهو يستعد للإنتخابات القادمة .
واذا ماحاولت الوقوف على استبيان لمضامين رسائل وسائل الاعلام , ومشاعر الجماهير حيال قرارك الاعتزال ,ستجد انك رقم صعب في المعادلة السياسية الجارية , في ضوء حرص العراقيين الشرفاء على استمرار دورك , وهو موضع تقدير الفئات الواعية المتعلمة , فان كان اتباعك المخالفين لمنهجك كانوا في ظل مرحلة تتميز بخصوصيتها وتناقضاتها الواضحة , فان المرحلة القادمة ينبغي ان تشهد تغييرا وتصحيحا واضحا لجميع السياسات الخاطئة , التي مارستها الحكومات السابقة والحالية ومجالسها النيابية .
رسالتي هذه لم تخضع لأساليب الانشاء , بل فضلت التوجه بها اليكم مباشرة , لعلمي وثقتي انك حامل رسالة آل الصدر الكرام , ذوي التاريخ الطويل الممتد , الذي لم تنال منه فبركات واكاذيب اعداءكم ..و(قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .