سادت الشارع العراقي هذه الايام حالات رعب وهستيريا وذهول من إجراءات اتخذتها بعض الوزارات بفرض ضرائب باهضة على كثير من المعاملات والمراجعات اليومية ، قضت على أي مسعى بأن يكون هناك أمل بأصلاح الحال وتردي الأحوال.حتى المستشار الاقتصادي للعبادي مظهر محمد صالح اعرب عن استيائه مما يتم فرضه من رسوم جباية شكلت حالات من الرعب والقلق على ماوصل اليه أحوال البلد ، داعيا الى ايقاف تلك الاجراءات التي لم يشهد لها تأريخ الازمات مثيلا!!لا يعقل ان تتحول وزارات الدولة الى جهات لتسليب المواطنين العراقيين ونهب بقية أموالهم التي لاتكاد تكفي للعيش الا في أبسط صورها، ورواتب العامة تم تخفيضها بدرجات مرعبة تحت تبريرات شتى ما أنزل الله بها من سلطان!!لقد غاب القانون وبقايا النظام عن كل مؤسسات مابقي من هياكل الدولة العراقية الخربة ، والناس في أسوأ حالات التفكير السوداوي عن مصير ما سيؤول اليه مستقبل البلد الاقتصادي وحتى السياسي ، اذ ان ما يجري من حلول ترقيعية ، لن تزيد مواطني البلد الا خراب بيوتهم ، وهم في أشد حالات الضيق واليأس والتذمر وما يجري التعامل معهم ، وما يشاع من اجراءات ضريبية يشيب لها الولدان من شدة هولها وفجاعة المصائب والنكبات التي حلت على العراقيين,ولا خلاص منها في وقت قريب!!والأكثر إيلاما ان حكومة العبادي منشغلة هذه الايام بتغييرات وزارية شكلية سوف لن يجني منها العراقيون الا مزيدا من المرارات وخيبات الأمل ، لأن علاج اوضاع البلد اذا بقيت على هذا المنوال فيعني أن نقرأ على مصير البلد السلام!!والعراقيون يصرخون بأعلى صواتهم : رفقا يا عبادي..رفقا بالعباد..فإجراءاتكم ومشاوراتكم واجراءات دوائركم الضريبية واتساع نطاق الجريمة وحرية حركة عصاباتها ، هزت الضمير العراقي وأصابته بحالات رعب وخوف وقلق على حياة الملايين منهم، وراحوا يلعنون أقدارهم التي أوصلتهم الى هذا المصير!!البلد ياسادتي ياكرام..وصل الى هاوية ومنحدر خطير : أما ان يهلك العراقيون وتغرق سفينتهم هذه المرة ، أو أن يأتي عراقي شريف يقود سفينتها الى حيث شواطيء الأمان، شرط ان يزيل كل الوجوه التي أغرقت البلد في فوضى الرعب والطوفان منذ اكثر من عقد من الزمان ، ويقيم حكومة يشترك فيها كل العراقيين الوطنيين الاصلاء ، ممن لم يتلوث تأريخهم بأي فساد!!والطامة الكبرى الاكثر ايلاما ان يصرح مسؤول عسكري امريكي كبير : انه لن يكون هناك بلد إسمه العراق على وجه الخارطة..فتأملوا المصيبة الأكبر!!