إحتشد مئات المتظاهرين من أهالي مخيم رفحاء أمام القنصلية العراقية في تظاهرة مطالبين الحكومة العراقية بحقوقهم ، من خلال تشريع القوانين التي تحفظ حقوقهم بوصفهم ثلة من ابناء العراق من أولئك الذين ثاروا بوجه النظام البائد في العام 1991 فيما عرف آنذاك ( الانتفاضة الشعبانية ) وتحملوا عبأ ملاحقات النظام السابق وأهوال مخيم رفحاء في السعودية وما رافقه من مشقة ظرف اللجوء ومقارعة مظاهر الصحراء القاسية والمعاناة الناجمة عن تلك البيئة الصحراوية والتي تحملتها الكثير من العائلات العراقية في الوقت التي كانت تبحث عن ملاذ آمن يحميها من بطش نظام صدام الديكتاتوري، والآن وفي ظل ظروف الأزمات الاقتصادية والسياسية التي باتت تعيش على وقعها معظم بلاد اللجوء التي تؤي هؤلاء من ابناء رفحاء الأبطال الذي قارعوا أعتى دكتاتوريات القرن العشرين ، الأمر الذي إنعكس على أحوالهم العامة لأنهم جزء من تلك المجتمعات التي إندمجوا فيها ، وليس منة من الحكومة العراقية أو البرلمان العراقي فيما لو إلتفت كلاهما لهذه الشريحة المظلومة من أبناء العراق التي عانت الأمرين بين مطرقة النظام السابق آنذاك والآن الحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ 2003 حتى يومنا هذا ، الأمر الذي يجعل الحاجة ماسة لتشريع قوانين خاصة لهؤلاء لحفظ حقوقهم وصيانة كرامتهم التي خرجوا من أجلها ، وشهدت التظاهرة رفع العديد من اليافطات التي تحمل شعارات مختلفة منها ( لا للتريث ، ولا للتأجيل ) (أبناء الإنتفاضة من ظلم إلى ظلم ) ، ( لا هجرة ولا مهجرين ، أبناء رفحاء سياسيين يا صفاء الدين )
( أين حقي ، نحن أبناء رفحاء ، إخواننا في المقابر الجماعية ، أين حقي ) كل هذه الشعارات رفعت خلال التظاهرة فضلا ً عن التنديد بأداء الحكومة العراقية محاولين إستصراخ ضمائرهم الميتة التي ما عادت تميز الحق عن الباطل . ومثلما خرجت المرأة العراقية منتفضة في الزمن الصعب معلنة عن رفضها لسياسات النظام السابق ، إنتفضت الآن وعبر هذه التظاهرة المرأة العراقية بعباءتها السوداء بلون قلوب الساسة الجدد الذين لم يلتفتوا لأي شريحة من شرائح المجتمع العراقي التي تضررت من قبل ومن بعد ، وكذلك بالنسبة للرجال فقد تعالت أصواتهم ملوحين (بعقالهم وكوفيتهم )التي عبر عنها بأبلغ تعبير السيد ( مكوطر ) بوصفه عميد الثائرين فهو يقترب عمره من العقد التاسع ، وكان قد خرج في الانتفاضة الشعبانية مع جموع الثائرين لمقارعة نظام البعث الصدامي ، واليوم يخرج منتفضا ً ليقول (لا لتمييع حق أبناء رفحاء وأبناء العراق) لاسيما أن بلدنا العراق ليس فقيرا ً وتشير معدلات الدخل الاقتصادي فيه بعد إرتفاع معدل تصدير النفط إلى 33 بالمئة فهل يعقل أن التشريعات البرلمانية تتركز فقط في سن القوانين التي تحفظ فقط حقوق أعضاء مجلس النواب والداخلين في العملية السياسية من قطع أراضي ومخصصات تقاعدية وراتب شهري أعلى من راتب الرئيس الأمريكي ، أين إدعاءا تهم إبان فترة عملهم في المعارضة السياسية إيام نظام صدام لقد أثبت هؤلاء وخلال عقد من الزمن أنهم طلاب مناصب وثروات ولم يهمهم أبدا ً أوضاع المواطن العراقي المكتوي بناء الإرهاب وشظف العيش وكاتم الصوت وتلوث البيئة والسجون السرية ، فقط همهم إنصب على تغيير جنبات الشوارع بالمقرنص لترضية أطراف سياسية لها مناقصات مع شركات ( الكاشي المقرنص ) وإستيراد ( سيارات الصفراء السايبة ) والقمامة تملأ شوارع بغداد وسواها من مدن العراق حتى صنفت بغداد في آخر تقرير دولي عن المدن بأنها الأسوا والعراق في صدارة الدول التي تمارس الفساد الإداري علما ً أن ميزانية العراق للعام 2013 ستكون 118 مليار دولار في بلد نصف أهله يعانون الفقر والفاقة ونقص الوحدات السكنية والخدمات وآخر ما أسبغته الحكومة على المواطن من قطع مواد البطاقة التموينية وتعويضهم بمبلغ متواضع لا يتجاوز 12 دولارا ً ، ومن المؤسف أن هناك بعض الأصوات تحاول إسكات الأصوات التي تطالب بحقوقها المشروعة والإصلاح فقط دون التعرض لأي مسألة تتعلق بنسف العملية السياسية ، ومن المطالبات التي وجهها أبناء الإنتفاضة من مدير مكتب قناة الفضائية العراقية الشبه حكومية هو رصد كل مايحدث هنا ونقله بشكل موضوعي للرأي العام . وفي نهاية التظاهرة أجبر المتظاهرون القنصل العراقي العام في ديترويت على الخروج من مكتبه وإستلام مطالبهم التي كتبت على شكل رسالة للحكومة العراقية وبدرورنا مإعلاميين نشكر القائمين على هذه التظاهرة لما قدموه من جهود لإيصال صوت المظلومين لصناع القرار في العراق .