استبشر العراقيون خيرا بانسحاب اخر جندي امريكي من العراق باعتباره نهاية لعهد مأساوي عاشه العراق وشعبه، ولكن يبدو ان الجندي رحل وترك قبضته تمسك بيد من حديد على الكثير من المنجزات والقرارات التي يرغب العراقيون بتحقيقها بانفسهم. هاهي عضوة البرلمان العراقي في حديثها على قناة السلام بتاريخ 12/ك2/2013 تذكر ان صفقة الاسلحة الروسية لا يريد لها الامريكيون ان تعقد، ولهذا السبب عمدوا الى كشف ملابسات قضية الفساد التي اكتنفتها. السؤال الذي يتبادر الى ذهني….؟ لماذا ياسيدتي النائبة عمد الامريكيون الى فضح عملية الفساد التي احاطت بمجمل عملية العقد والبيع والشراء، هل انهم انتبهوا الى اهمية هذه الصفقة متأخرا، وقالوا نحن اولى بسرقة الاموال العراقية، ام ان ما سرقوه لم يكفيهم، ام انهم لا يريدون لروسيا موقع قدم في اية صفقة تعقد مع العراق. هل لو كانت الصفقة امريكية ستكون نزيهة… ام ماذا….؟
بصراحة يا سيدتي النائبة انت تجيدين تبرير الاخطاء، ربما لكونك قد درست القانون، وهذا ما ذكرته في اللقاء. سأقول لك ما تسرب الى الشارع العراقي وما سمعته في حافلات نقل الركاب، فالناس يتحدثون ليفرغوا ما في جعبتهم من الم ومعاناة وعدم قدرة على تقبل الاكاذيب والافتراءات، فاحدهم ذكر ان سعر البندقية المسماة بالقناصة في بغداد لا تتجاوز المليون دينار وسعر شرائها ضمن الصفقة واحد وثلاثون دينارا… هذه المعلومة كيف خرجت للشارع… وكيف يتداولها العامة من الناس…؟ بصراحة هناك داخل اروقة البرلمان من يجيد تسريب المعلومات. فلا يوجد سر في بلد الرافدين يمكن ان يبقى سرا اكثر من اسبوع، تصوري حتى الامور الشخصية الشعب مطلع عليها بالتفصيل الممل لنواب البرلمان. هذا ما ذكرني بمسلسل عربي لعادل امام يقول فيه” اذا كان النفق سري، فكيف بسيارات الاجرة يصيح سائقها “النفق السري… النفق السري” اذن لم يعد هناك لا نفق سري ولا اسرار داخل قبة البرلمان او الحكومة… والحكيم يتعظ.