لم اعد افهم سياسة ” افضل السيئين” التي تبناها الشعب العراقي مؤخرا خصوصا بعد الحديث عن الانتخابات القادمة , فعندما تدخل اي نقاش مع اي مواطن عراقي بسيط تجد اجابته كالاتي ” المالكي مالة بديل وهو افضل السيئين ” هذه الجملة بدأت تتكرر على السنة العراقيين ولو كانت بطرق وصيغ مختلفة …. جملة تجعلك امام واقع مرير لهذه المجتمع العراقي الذي ومنذ عقود طويلة لا يعرف ماذا يريد بالتحديد فمعالم هذا المجتمع غامضة جدا وقابلة للتغيير باي موقف بسيط ممكن ان يطرأ على البلد , وهذا ليس بأمر جديد وليرحم العقل افكارك يا علي الوردي حين تكلمت عن ازدواجية هذه المجتمع .
كل شيء بالعراق سيء وما زال العراقيون يفضلون افضل السيئين رغم اختلاف المجتمع على تعريف السوء فبعض المواطنين يقولون ان السوء يكمن بالتعامل بطائفية في مؤسسات الدولة والبعض الاخر يرى ان السوء في اتباع نفس ممارسات صدام حسين في بناء الدولة من حيث بناء مؤسسات سلطوية وعسكرية وتفضيل فئة على اخرى … اضافية تعاريف اخرى كثيرة للسوء بعضها فلسفي وبعضها لا ينتمي الى اي ثقافة او فكر …
بالحقيقة من الصعب جدا ولربما من المستحيل ان يقف اي شخص ليطالب بحقوق شعب مثل الشعب العراقي لان هذا الشعب وبمختصر لا يعرف ماذا يريد فتارة تراه يؤيد الدولة الاسلامية وبعدها يريد دولة مدنية دون الخوض حتى بمضمون الفكرتين … اعتقد ان هذا السبب الرئيس لتردي الوضع الامني والاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد خصوصا بظهور شخصيات انتهازية تعرف ماذا تريد فهذه الشخصيات التي تمثلت برجال الدين يحملون ثقل عمائمهم القذرة والمتسخة على ظهور الفقراء …. وشخصيات اخرى تنتمي لأيديولوجيات ولدت لمحاربة المثقفين في العراق منتصف القرن الماضي كحزب الدعوة العربي الاشتراكي وغيرهم .
حسنا لا يمكن ان نلوم الشعب العراقي على شيء ولا يمكن ان نتهم فقرائه واغنيائه بالغباء فالحقيقة هو شعب لم يعتلي المنصة ابدا بل اكتفى بالجلوس على مقاعد الجمهور والتصفيق للطغاة وهم يؤدون مسرحيات القتل والحرمان والفساد والسرقة …. ومع ضجة التصفيق والصفير للطاغي في هذا البلد ظهر صدام حسين الدموي وبعده السيد المالكي كبطل ومقاتل عن حقوق الشعب المسكين ومقتدى الصدر وحارث الضاري كرجال دين مع الاختلاف عن نوعية الدين ,وطارق الهاشمي كقاتل لأبناء شعبه وجلال الطالباني كرئيس جمهورية عراقية يعاني من ازمات صحية حادة نتيجة الاجتماعات المتكررة مع الانتهازيين السياسيين لعله يرحل ما يستطيع ان يرحل من مشاكل .. ويترك فرصة للعشب المسكين ليقرر ما يريد وهو امر مستحيل …