16 سبتمبر، 2024 10:08 م
Search
Close this search box.

لا نستطيع تغيير الظروف!

لا نستطيع تغيير الظروف!

يحكى أن عجوزاً كانت تبكي طوال الوقت، فإبنتها الكبرى متزوجة من رجل يبيع المظلات، والصغرى متزوجة من رجل يصنع المعكرونة ويبيعها، فكانت كلما كان الجو صحواً، تبدأ بالبكاء خوفا على كساد تجارة إبنتها الكبرى، وإذا كان الجو ممطراً، تواصل البكاء خوفا على إبنتها الصغرى، بأن لا تستطيع تجفيف المعكرونة التي تصنعها، ومن ثم لن يكون هناك ما تبيعه، هكذا عاشت بطلة قصتنا تبكي طوال العام،وتندب حظ إبنتيها وسوء الأحوال الجوية.
في أحد الأيام التقى بها رجل حكيم، وسألها عن سبب البكاء، وحينما أخبرته بقصتها، إبتسم الحكيم وقال: عليك أن تقومي بتغيير نظرتك إلى الأمور من الآن، فلا طاقة لديك كي تغيري الطقس، حينما تسطع الشمس، عليك التفكير بإبنتك الصغرى ومدى سعادتها، وهي تقوم بتجفيف المعكرونة التي أعدتها للبيع، وحينما يهطل المطر فكري بإبنتك الكبرى وفرحتها برواج تجارة المظلات، فرحت العجوز بهذه النصيحة، وقامت بتطبيقها ولم تعد بعدها مجدداً إلى البكاء.
قصة أكثر من رائعة والحكمة منها:إذا كنت لا تستطيع تغيير الظروف، غير من موقفك تجاهها، إنظر بطريقة مختلفة للأمور، والحياة سوف تتدفق في الإتجاه الاخر، فهناك كثير من الشباب تعترضهم المصاعب، وعلينا تذليلها تارة بالثقة، والإرادة، والتصميم، وتارة أخرى بمساعدة الآخرين، وبما أن المنطقة العربية تعيش حالة الغليان السياسي والطائفي، فلابد من أن متغيرات جديدة، ستطرأ على الساحة العراقية، لأنه يعيش في قلب الأوضاع، ويعد محوراً هاماً لإستقرار المنطقة برمتها.
لا شيء مستحيل عندما يكون الباريء عز وجل بجانبك، ومن المؤكد أن النظرة الى الأمور الراهنة في العراق، ستتغير طالما نؤمن بأن التغيير يحدث من خلالنا، وبعناوين مختلفة تتقدمها الثقة بالعلي القدير، وخير دليل على ذلك الفتوى الربانية، التي أصدرتها المرجعية الدينية الرشيدة، بعد إجتياح ثلث أراضينا من قبل عصابت داعش الإرهابية، فما أحدثته فتوى الجهاد الكفائي، كان مسدداً بعناية إلهية فائقة، ألهمت مقاتلي الحشد المقدس الهمة والشجاعة لتحقيق النصر.
يستطيع بعض الساسة إعادة النظر، حول مشاركة الحشد الشعبي في معارك التحرير، إذا توسع تفكيرهم بالأعمال البطولية، والجهادية، والإنسانية، من خلال إغاثة الأبرياء، وفتح الممرات الأمنة لخروجهم، ونسجوا مآثر خالدة، إمتزج فيها الدم العربي بشيعته وسنته، مع الكردي، والمسيحي، والصابئي، والإيزيدي، فسطر رجال الفتوى المباركة سفراً مضيئاً، أدهش القاصي والداني، لذا أيها الساسة: غيروا نظرتكم حول الأوضاع الراهنة، فما قبل 10/6/2014 يختلف عن اليوم كثيراً، فلا تحرموا شعبكم فرحة الإنتصار.
قد لانستطيع تغيير الظروف، التي عاشتها المحافظات المغتصبة أيام داعش الإرهابي، لأنها ولَّت الى غير رجعة، لكننا بالإمكان إعادة إعمار مدن النازحين، والمهجرين، بضمان الإستقرار الأمني في ديارهم، وتوفير الخدمات، وإشاعة أجواء التسامح والتعايش من جديد، ومحاربة الأفكار التكفيرية، بتعميق الزارع الديني في قلوبهم، وزيادة وشائج اللحمة الوطنية بين مكونات العراق، ونبدأ مرحلة بناء النفوس والمدن، ونفكر بمصلحة الأجيال القادمة، عليه دعونا نغير نظرتنا للأمور، ولنكن إيجابيين فالعراق يستحق المزيد.

أحدث المقالات