23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

لا نريد المذهبان نريد وطن

لا نريد المذهبان نريد وطن

في عام ٢٠٠٣ جاءت جيوش أقوى قوة بالتاريخ لتنقذ الشيعة من التهميش السني بناءا على طلب الاحزاب الإخوانية الشيعية ، وامس وبعد ١٧عاما من القضاء على التهميش الشيعي حذر بومبيو وزير الخارجية الامريكي محمد علاوي من العواقب الوخيمة اذا همش السنة ، مثل هذه المهزلة لم تحدث في التاريخ الإنساني . واليوم سمعت شبابا يهتفون بسذاجة في ساحة التحرير ( اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعة ) بدل ان يهتفوا ( انا عراقي لايشرفني المذهب السني و المذهب الشيعي ) ، وهذا يدل ان الكثير من المتظاهرين لايزال يعيش بعصر الدبة والسعلوة وقصص ابو زيد الهلالي عندما كان الظلام يطبق على الكرة الأرضية . والطامة الكبرى ان النظام الارهابي الذي يحكم ايران بالنار والحديد وهو من قتل مليون شاب عراقي خلال حرب تصدير الثورة ١٩٨٠-١٩٨٨ نصب نفسه وصيا على العراق والعراقيين وعين قاسم سليماني ( مندوبا ساميا ) له بالعراق وكانت الذريعة ( الأخوة المذهبية التاريخية ) . وبسبب هذا التدخل اصبح العراق أفغانستان ثانية وقتل مئات الالاف من البشر . ان راس الحربة للاحتلال الايراني للعراق هي الاحزاب الإخوانية الشيعية والسنية ومليشياتها . هذه الاحزاب الإخوانية التي جعلت من المذهب الشيعي والمراقد المقدسة حصان طروادة بيد ايران من اجل اذلال العراقيين . وهي نفسها من جعلت المذاهب الاسلامية حصان طروادة بيد الولايات المتحدة في كل مؤتمرات المعارضة العراقية قبل ٢٠٠٣ . ان الشباب المتظاهر المفروض ان يرفعوا شعار ( لانريد مذاهب – نريد وطن ) لانه من المستحيل ان يحصلوا على وطن بوجود المذهبان ( السني والشيعي ) المتصارعان اللذان احرقا الأخضر واليابس في صراع عبثي همجي مقدس ، لهذا من المستحيل ان يحصلوا الشباب المتظاهرين على الوطن الذي يحلمون به والمذهبان السني والشيعي موجودان بالعراق . لهذا اهم خطوة بتجاه الحصول على وطن يليق بالعراقيين هي تحرير عقولهم من الخوف والرعب والتخلف المذهبي ، من العار بالقرن الواحد والعشرين ان يقول العراقي انا سني او انا شيعي فكيف اذا قتل بسبب هذه المذاهب البالية مئات الالاف من الأبرياء وفي القرن الواحد والعشرين ، هذه المذاهب هي صناعة بشر يصيبون ويخطئون لهذا هي غير مقدسة وجدت بعد وفاة الرسول وانقطاع الوحي بقرابة ١٥٠-٢٠٠ عام ، واصلا وجدت للمجتمعات الأعجمية التي لاتتكلم العربية فكان كل اقليم اعجمي في الامبروطورية الاسلامية يفسر القرأن على هوى المترجم بذلك الإقليم والذي يسمى ( عالم دين- امام – مرجع ) لمجرد انه يعرف اللغة العربية وهم لايعرفون والمصيبة ان هذه الترجمة للنص القراني من لغة الى اخرى التي يقوم بها ( عالم دين – الامام ) اصبحت مهنة مقدسة تدر على صاحبها الموقع الاعتباري الرفيع والأموال الوفيرة مما جعل هؤلاء ( المترجمون- علماء الدين – الأئمة ) يورثون هذه المهنة لأولادهم وأحفادهم عن طريق تعليمهم اللغة العربية فيتعلموها الأولاد بصورة سطحية وهشة وعندما يموت والدهم ( عالم الدين ) او ( المرجع ) او ( المترجم ) يرث ابنه او حفيده هذه المهنة ليقوم بترجمة القرأن ومايريد الله ومايحبه الله ومايكره الله لابناء قومه الذين لايعرفون اللغة العربية ، فالمرجع او المترجم او الامام الذي يعيش في بلاد ( فارس – ايران ) التي تتكلم الفارسية يختلف في تفسيره للقرأن عن ( المرجع – المترجم- الامام ) الذي يعيش في بلاد ( السند – باكستان وماجاورها) التي تتكلم اللغة الاوردية ، وكذلك ( المرجع – المترجم ) في ( بلاد ماوراء النهر – اسيا الوسطى ) التي تتكلم التركية ، يختلف في تفسيره للقران عن تفسير عالم الدين ( البربري ) الذي يتكلم قومة اللغة الأمازيغية . وهذا هو تفسير لماذا ناقلي المفسرين للقرأن وناقلي الحديث ومخترعي المذاهب الاسلامية كلهم من العجم . ان العربي الذي بجيد اللغة العربية التي هي نفسها لغة القرأن لايحتاج ( لمترجم – عالم دين – مرجع – امام ) ليعلمه احكام دينه مثلما يحتاجه الفارسي او ألسندي او البربري او التركي . في عصور الانحطاط عندما سيطر المسلمين العجم على الجزء العربي من العالم الاسلامي ، اصبح تفسير (المفسر -رجل الدين – الامام – المرجع ) الأعجمي للقران هو الذي يحبذه السلاطين العجم لهذا اسبغوا علية وعلى لصحابة القدسية وفرضوه بالقوة الغاشمة على العرب وبهذه الطريقة تم القضاء على التفسير الفردي عند العرب لصالح التفسير النخبوي الأعجمي ، واصبح المترجمون او المفسرون العجم تطلق عليهم القاب الأبهة والقداسة مثل ( عالم دين – امام – مرجع ) ومن يشك من العرب بترجمتهم ( تفسيرهم ) للقران تحل عليه لعنه الله والناس اجمعين مثل ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته جاهلية ) اي كافر .