17 نوفمبر، 2024 11:19 م
Search
Close this search box.

لا نريد الانتخابات

لا نريد الانتخابات

ونحن على اعتاب انتخابات مجالس المحافظات مطلع نيسان المقبل ، وكلما اقترب موعد الانتخابات في العراق يتخوف المواطنون من ارتفاع وتيرة التنافس السياسي والانتخابي بين الكيانات المشاركة في الانتخابات ، فلم يعد أحد يأمن علي أسرار حياته الخاصة وسمعته، سواء كان ناشطاً سياسياً أو اوكيان سياسي او حزب منافس ، فالواقع السياسي اليوم يشير بداية مثل هكذا حملات تسقيطية الهدف منها النيل من الخصوم السياسيين وبشتى الطرق والأساليب الفاسدة ، وتستغلها بعض الجهات في التشهير بهم من خلال نشر صور أو أفلام فاضحة في الصحف أو على شبكة الإنترنت، سواء كانت مفبركة او تحريك بعض الملفات المعدة سلفاً ، والأمر هنا يدفعنا إلى التساؤل: هل يحق لأي جهة أياً كانت أن تقوم باستغلال ملفات حقيقية أو ملفقة في التشهير بالخصوم السياسيين وكسرهم واغتيالهم معنوياً؟.
وهل يمكن أن يصبح التشهير توجهاً في تصفية الخصوم السياسيين ؟ وإذا انتشر هذا الأسلوب المتاح للجميع، بشكل أكبر وأصبح حرباً متبادلة فهل يمكن تحقيق إصلاح سياسي حقيقي وجاد في العراق ؟ وهل يأمن المواطن البسيط أو الناشط السياسي علي سمعته في ظل هذا المناخ المحتقن ؟ خاصة أن هذه الفضائح لا تمس المستهدف من التشهير به فقط، بل كل المحيطين به ، وأخيراً هل نحن علي أعتاب دولة الفوضى وغياب القانون؟
أن ما يحدث يدخل في إطار الاغتيال المعنوي للخصوم السياسيين ، وهو أسلوب قديم وشائع وفكرة قديمة تمارس من خلال أساليب متنوعة، ولكن لا يمكن الحكم عليها إلا في سياق طبيعة الصراع القائم بين هذه الكيانات المشاركة في التنافس الانتخابي .
إن فكرة الصراع السياسي بين الكيانات السياسية يجب أن تتم في إطار قواعد تخضع للقانون والأعراف والأخلاق السائدة في المجتمع، لأن هذا التشهير بالخصوم السياسيين هو أسلوب فاسد، وسوف ترتد أسلحته الفاسدة إلى صدر العملية السياسية ، والمشروع الوطني القائم ، مما يؤثر سلبا على الأمن وحصول الاحتقانات في الشارع العراقي .
أن الهدف من حملات التشهير ضد الخصوم السياسيين للنظام هو تضييق دائرة التعاطف معهم سعياً لاغتيالهم معنوياً ، وان استمرار مثل هذه الحملات ما هي الا معركة غير متكافئة تدار بين الحزب الحاكم ومعارضيه، وأن هذه الأساليب المستخدمة في التشهير بالخصوم السياسيين متاحة للجميع، وبالتالي لو استمرت هذه العملية سوف يتم استهداف الجميع وتصبح حرباً متبادلة، ويجب إيقافها تماماً وهي معركة غير متكافئة، فالدولة تقف بأجهزتها وبكل قوتها أمام كتل وكيانات لا يحملون أكثر من أقلامهم أو أصواتهم ، وما دام الجميع يعيشون تحت سقف واحد اسمه العراق يجب الالتزام بالضوابط الاخلاقية والوطنية والابتعاد عن حملات التشويه والتسقيط السياسي بين الخصوم ، والذي يؤثر سلباً على مد جسور الثقة بين جميع الفرقاء السياسيين ، والتأثير المباشر على احتقان الشارع العراقي .

أحدث المقالات