7 أبريل، 2024 11:26 م
Search
Close this search box.

لا نرد من نفس موردكم ,, يا حكومة (الغفلة)

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل الشعوب التي تشعر بان حكوماتها تمثلها وتتحسس معاناتها وتعمل على تبسيط الحياة لها بكل الطرق ترد من نفس موردها وتتسق معها في مواقف واحداث وازمات بل وتدافع عنها وتعتبرها الرمز الذي يجب عدم المساس به او التجاوز عليه ووينسحب هذا التلازم والتعاون بالانصياع لقوانين الحكومة ولوائحها وقراراتها والالتزام باقصى ما يمكن من درجات ضبط النفس امام مغريات كثيرة كالمسؤول الذي يجري تحت تصرفه ادارة اموال او تصريف اعمال او مسائل تتعلق بمصير ومستقبل , فالموظف المسؤول عن تمشية معاملات الناس تجده يحرص ويبذل جهده في تسهيل واجراء معاملات الناس ويتشرف بانجازها ويمتن كثيرا حين يرى الرضا والتشكر له من قبل المواطن , ويسعى المسؤول الذي تناط به مهمة تخطيط واعمار وتوسيع مدينة ما او حتى قرية يسعى الى وضع البصمة الواضحة لجهوده وفريقه الذي يعمل معه لتخرج النتيجة قمة في الاداء الحسن ويخلد ذكره وقد يصنع له تمثال تكريما له ولجهوده وكذا بالنسبة لبقية المسؤولين والموظفين , الا في بلدنا العراق فترى الموظف (واصغر) موظف في اصغر دائرة يشعر بان هذا المنصب غنيمة ويجب تحقيق عوائد نفعية خاصة منه لتكافىء جهوده هذا اذا فعلا قدم جهدا او خدمة ويمنن على المراجع ويعامله بمنتهى الفظاظة وقلة الادب , ذلك ان مسؤوله يرى نفس رؤاه ويفكر نفس تفكيره ويعمل على نفس ما يعمل عليه هذا الموظف الصغير , وانتهاءً باعلى سلطة او منصب , تراهم يمنون على الشعب بمناصبهم وتصريف امور الناس وعلى الناس ان تشكرهم وتقدم لهم كل انواع الامتنان والتشكرات ( ولد العفطية) في حين انهم وفي زمن ندرة الرجال لا يساوون ثمن ( نعال ابو الاصبع) )وينبري لنا بين حين احدهم ويتشدق يتبجح ويكذب ويحسدنا على عيشتنا ويقول انكم في احسن حال ابتداءً من ابو الكيزرات ومرورا بابو التانكيات الى ابو النستلات وتنتهي الى ابو ( البعض , وهناك منْ) )مما يثبت ان هؤلاء يردون من مورد ونحن الشعب نرد من مورد آخر ومختلف تماما عنهم , اما الاحداث الاخيرة والتي تخص التظاهرات والاحتجاجات والقتل والتضييق ومواجهات القوات الامنية مع المحتجين وقطع الاتصال مع العالم الخارجي منعا لايصال صوتنا ورفع معاناتنا للمجتمع الدولي والامم المتحدة فقد ابتكروا بدعة جديدة وكذبة اخرى ضد المحتجين بحيث افقدوهم قيمة ومساندة ومؤازرة العالم لهم وهي ان الشعب العراقي ينتفض ضد الشركات الاجنبية العاملة في المجال النفطي وليس ضد الحكومة واداؤها او صرخة من معاناة الجوع والفقر والتنكيل والتكميم وانقطاع الكهرباء في هذا الجو القاتل والعطش , صوروا للعالم ان الشعب العراقي اقام تظاهراته واحتجاجاته بناءً على تحريض البعثية والدواعش وانه يرفض تواجد الشركات الاجنبية وعملها في مجال التنقيب والاستخراج ومما الى ذلك ومن الطبيعي ان تنكمش هذه الحكومات الاجنبية وان ترفع يدها عن المساندة للشعب العراقي ولا توجه اللوم والتقريع للحكومة العراقية المبتذلة بل وتشجعها على قمع التظاهرات , والاّ فهي حاضرة وموجودة في كل حدث في العالم وفي كل ازمة وطارىء وتعلن مواقفها ومساندتها لكل من يطالب بحقوقه او يرفع صوت الاحتجاج حتى على زيارة وفد او مسؤول من دولة اخرى له موقف مرفوض من قضية معينة , كفى كذبا ايتها الحكومة الضالّة وعليك ان تقرري من اي مورد تردين , اما مورد الشعب الذي لو لا ه لما سميتِ بحكومة واما ان يرد الشعب من موردك والا فلن تبقي حكومة ,

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب