23 ديسمبر، 2024 1:03 ص

لا نتحمل البيانات الفضفاضة

لا نتحمل البيانات الفضفاضة

احتضنت بغداد مؤتمر البرلمانات الاسلامية في ظرف صعب تمر بالامة الاسلامية ممثلة بدول تعيش تحت ظل هجمات بربرية في المنطقة . امواج من العنف ونشاط المجموعات الارهابية في الشرق الاوسط  لا حتى في العديد من الدول الاوروبية والافريقية يزداد يوماً بعد يوم وتحتاج الى وقفة مشتركة من اجل ايقاف تمددها وإلا سوف تنتقل الى العالم اجمع ومن اهم اهداف هذه الحركات توجيه سهام التهديم والعنف لثقافة واقتصاد الشعوب ذات التاريخ والحضارة الانسانية ولولا الدعم الغير محدود من قبل بعض الانظمة داخل وخارج منظومة المنطقة لما وصلت الى هذه الدرجة من العنف والسطو والقوة . العراق بلد الحضارات الاطول عمرا والاكثر عراقة ونضوجا ..، بلد الكتابة ..، حيث السومريين والبابليين واساطير الخلق والطوفان..، نعم هذا هو العراق ..، و هو من اخترع الكتابة. ويفتخر وهو يستقبل مؤتمر البرلمانات الاسلامية رغم وجود علامات استفهام حول الزمان والمكان في هذا الوقت مع ضخامة الميزانية المخصصة والمقدرة بملياردات من الدنانير وهو يعيش في عملية تقشف صعبة يمر بها . والعراق رمز الحضارة والتاريخ ودافع ونصر الاسلام واحكامه وتشريعاته ومفاهيمه وارضه من المقدسات الاسلامية لانه موطئ الكثير من الانبياء والائمة عليهم السلام وقلب الامة النابض .ولكن لماذا اذن يحارب هذا البلد العظيم . من قبل حكومات دول الجهل ويتهم بالطائفية والتي يحاول حكامها نسف العملية السياسية من جذرها وتأكل الأخضر واليابس وقد لمس العراقيون أوليات تلك الحملات البغيضة من خلال تعرضهم لعمليات الخطف والقتل والتعذيب والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس والتهجير القسري والتطهير الطائفي والعرقي مع كل ما يترتب على ذلك من مآسي وفي هجمة ارهابية قل نظيرها في العالم .المطلوب من مثل هذه المؤتمرات العمل من اجل لملمت الجهود والابتعاد عن المواضيع الجانبية  ومناقشة الاخطار التي تحدق بالامة واهمها الارهاب وتوحيد سياقات مسار مواجهة هذه الظاهرة السلبية والمنسوبة الى الاسلام ولايمكن لاي بلد لوحده ان يجابه مثل هذه الظاهرة الخطيرة انما يستوجب تظافر الجهود وبشكل جماعي لهذا الهدف .والوقوف بوجه التقارب الخليجي – الاسرائيلي بقيادة المملكة العربية السعودية ..والتحرك من اجل احتضان القضية الفلسطينية التي وضعت على الرف ولعل التصريحات الصريحة للمدير العام لوزارة الخارجية الصهيونية ((دور جولد )) والتي كان قد افصح عن ان الدول العربية السنية في المنطقة هم (حلفاء اسرائيل افضى بوجود محادثات سرية بين الكيان ودول خليجية وفي اوقات مختلفة من اجل تطبيع العلاقات بينهم وبالرغم من عدم وجود تصريحات مشابهة من الجانب العربي. والسكوت المطبق على مايجري في الاراضي المحتلة من جرائم وتجاوزات على ابنائها من قتل والاستيلاء على الاراضي مايؤيد كل تلك الخطوات التي تجري لارضاء اسيادهم . المرحلة لاتقبل ولاتتحمل المؤتمرات الورقية والبيانات البروتوكولية الفضفاضة انما العمل الجاد دون لف ودوران .والاحساس بالمسؤولية الدينية والوطنية.

ان الكثير من المؤتمرات التي تعقد تشم منها رائحة التسابق المارثوني للوصول الى اهداف ومكاسب حمقاء وتشترك بها الدول وفق استراتيجيات وسيناريوهات مسرحية وانتقائية لمكافحة الإرهاب وحتى في إطار الصراعات الإقتصادية والمنافسات السياسية ومحاولات مد النفوذ من أجل الحصول على المصادر والمصالح وتشكيل الدول والحكومات التابعة والذيلية وتأمين منافذ وممرات لفرض الارادات والسيطرة على خيرات الشعوب المهظومة والمحرومة التي تعيش على كنوز من الذهب والمعادن .
دول العالم رحبت بالمساعي الدولية للقضاء على الارهاب وتجفيف منابعه على شرط ان تخرج المؤتمرات بنتائح عملية ملموسة تستشعر حجم الخطر الذي يتهدد السلم العالمي وبما انه لم يبق احد بعيداً عن شظايا ونيران حقد وقسوة الارهاب لذلك اصبح الامر واضحاً للجميع ، ولكن يجب ان تكون النوايا صادقة لا ان تكون على حساب نفوذ وفرض مشاريع جديدة توسعية تحت ظل تحالفات دولية ويجب تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي تحت غطاء استراتيجيات موحدة لا مؤتمرات متفرقة وغزو الشبكات الاعلامية بسيل الاعلام والتطبيل لها … ويبدو إن الدين تحول عند بعض االدول الى طريق سهل للوصول الى الإستبداد المخيف الذي يسبب شكلا من أشكال الرعب لايفهمه هولاء إلا بالدم والقتل والسلب وطمس الحضارات الدينية والانسانية لأنهم ببساطة جهلاء يريدون فرض مفاهيمهم التي لا يعرفون معانيها يكتبونها بأقلام حبرها دم المظلومين لابفرشة الحب والوان السعادة كما تريده الاديان السماوية السمحاء وامرت بها، ويتسترون بغطاء داعش لان شعارهم القتل والنهب والاغتصاب تحت ذريعة احكام جهاد النكاح المشؤومة لاطفاء غرائزهم الحيوانية ويسيحوا في الارض مفسدين وليرهبوا البشرية ويبعدونهم عن مفاهيم الدين والمقدسات بحماية دول الإستبداد الديني المصدرة والمنتجة للالحاد والافكار الهدامة والناشرة لقوى الظلال والالحاد مثل المذهب الوهابي البعيد عن قيم السماء والارض. ان قوى الشر و الموت القادم من كل بقاع العالم ومن جوف الصحراء,والتي باتت تعبث فساداً في الارض و تخرب الممتلكات والشواخص التاريخية والحضارية وحرق الحرث والنسل دون النظرالى قدسية اراضيها المباركة والتي لا يمكن قبولها وتصنيفها بالعفوية، بل على العكس تبدو أنها مدروسة ومخطط لها، بعقول تعشق الخراب والعبث وتتقن فنها، للوصول لغايات آنية قذرة ,والتي باتت تعيث فساداً في أرض الرافدين وتزرع الحقد الطائفي وهي بعيدة عن القيم الربانية والانسانية . واليوم تتجدد تلك الافكار تحت تسميات جديدة (دولة الخلافة الاسلامية) فداعش هو واحد من المجموعات و التنظيمات والحركات التي تمارس أشكالا مختلفة من العنف والتطرف وانتهاك المقدسات الاسلامية والتي طالت الاماكن العبادية السنية والشيعية والمسيحية وغيرها من الاديان والمجاهرة بالفظائع التي ترتكبها .فهذه التنظيمات مهما تباعدت أجندتها وطروحاتها وانتمائاتها ولكن تستقي من منبع واحد.
ان تعامل بعض الدول مع آفة الإرهاب، لم يكن تعاملا أخلاقيا، بل ورقة سياسية تستخدمها القوى الغربية حيث ما شاءت، بالتعاون مع بعض الدول الاقليمية ، متى ما خدمت مصالحها الأنية، وأولوياتها السياسية في حين أن هذه الدول نفسها لم تتورع أن تكون راعية لبعض التنظيمات الإرهابية وممولة لها وحاضنة لنشاطها إذ وجدت في هذه التنظيمات وفي نشاطها ما يخدم مصالحها ورؤيتها والسير وفق ما يخدم اسيادهم. وهم ماضون جميعا الى نهاية واحدة وهو تجزئة الدول العربية إلى دويلات متناحرة تتصارع فيما بينها, وبذلك تحكم قبضتها على الشرق الأوسط ( الجديد ) ويسهل تقسيم ميراثها تحت غطاء الديمقراطية العرجاء  ، والى مرحلة تشابك قد تؤدي الى الدمار الشامل البعيد عن روح القانون والعرف الإنساني المتزن والسوي ..داعش يهدد العالم اجمع لايستهدف دولة دون اخرى اومجموعة دون اخرى انما الانسانية في خطر وعلى الجميع ان يقف لمواجهة هذا الشر البغيض .بالعمل الجاد لا بالمزايدات السياسية الغير مجدية