18 ديسمبر، 2024 9:49 م

قبل غزو فايروس كورونا لبلادنا انتشر فيديو لحفلة عرس في احدى قرى العراق ، وكما يعرف الجميع ان عادات وتقاليد القرى والارياف في مناطق وسط وشمال العراق رائعة مع اضافة للحداثة الممزوجه بالطابع الفلكلوري
كانت الاغنية التي تغنت بها النسوة العراقيات هي اغنية (( دلعونة )) الشهيرة والتي يتغنى بها سكان وسط وشمال العراق وبلاد الشام لما لهذة المناطق من تداخل جغرافي وثقافي واجتماعي،
ملخص القصة ان العروس احتجت على الاغنية واعتبرتها اغنية من الماضي ويبدو انها كانت تريد ان تواكب الموضه باغنية من الاغاني السريعه ، فنعتت المتغنيات بدلعونه ب(( همج)) وهي كلمة تقال لمن لايمتلك ثقافه
مع الاعتذار لاهالي تلك القرية ، حاولت بعض النسوة اسكات العروسه ولكنها اجابت بعبارة مدويه(( لا مااسكت)) وكررتها عدة مرات
الفيديو اخذ اهتمام واسع وانتشار كبير بين متصفحي الشبكة العنكبوتيه ، هذة القصة تاخذنا الى منحى اخر ربما يتشابه ببعض الاوجه مع ماجرى في احدى مناطق العراق قبل ايام ، العراق والعالم باسره مشغول بازمة فايروس كورونا ومختبرات العالم تبحث عن مصل وترياق الشفاء وخلايا الازمات في دول العالم تعمل جاهدة على تطبيق منع تجول وفي اغلب دول العالم حتى ان مدن عالميه خلت من ساكنيها كنيويورك وباريس وروما ومكه المكرمة ودبي ومدن كانت مكتضة بسكانها والسياح من اغلب دول العالم.
خلية الازمة في محافظة صلاح الدين في العراق والتي يرأسها المحافظ ، اصدرت اوامر بمنع التجول واغلقت طرقات ومحال ومدن المحافظه وفرضت غرامة مالية على من يخرق القانون وذلك للحد من انتشار المرض.
ولكن ان نرى اعضاء بخلية الازمه ونواب ووزير بالدولة العراقية وقيادات من الشرطة ومدير صحة المحافظة ورجال اعمال يتراقصون على انغام دلعونه وكل الهلا بحبيبي الجان ازعلان والميمر عيني الميمر وسط جمع من ٥٠٠ انسان فهذا الذي لايمكن ان نسكت عنه ونقول لمن يحاول اسكاتنا ( لا مااسكت) لن اسكت عن التراجع بالواقع الصحي في محافظتنا لن اسكت عن التردي الخدمي والاقتصادي والذي اوصلنا لهذة الحال ،
كيف سمحت لكم انفسكم ان تلعبوا الچوبي والمجتمع يمر باعتى ازمة والمركب يسير وسط امواج عاتية وربما يغرق في اي لحظة وتفنى البشرية اليس الاجدر ان تصرف اموال هكذا ملذات دنيويه لشراء اجهزة كشف سريعة لفيروس كورونا والعمل على تامين الاغذية والادوية للعوائل التي لاتملك قوت يومها.
لا مااسكت عن الفشل الذريع الذي لحق بنا والمصيبه التي تنتظرنا جراء الانجراف وراء الدنيا ولهوها.
وختاما
على دلعونه جتنه كورونا
وبرگص الچوبي راح يداوونا
حظر التجول ليش يخرقونا
وبس الفقير ببيته يسجنونه