8 سبتمبر، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

لا للمحاصصة الطائفية .. نريد منكم ثلاثـــة؟

لا للمحاصصة الطائفية .. نريد منكم ثلاثـــة؟

الـى متـــى رئيسنا كردي؟
الـى متـــى رئيس حكومتنا شيعي؟
الـى متـــى رئيس برلماننا سني؟
الى متـــى حكومتنا حكومة محاصصة طائفية؟
من كتب الدستور العراقي هم أنفسهم الذين شكلوا مجلس الحكم ثم الجمعية الوطنية ثم البرلمان ثم الحكومة الاولى والثانية والثالثة، وقد صوّت الشعب العراقي على هذا الدستور رغم هفواته الكثيرة. لكن من يقرأه لا يجد فيه تفرقة طائفية او عرقية او دينية بل يؤكد على المساواة والعدالة في تطبيق الحقوق والواجبات على كل العراقيين. وهنا نسأل السياسيين اذن لماذا تركتم مضمون وروح الدستور الذي كتبتموه وجعلتم المحاصصة الطائفية دستوركم وميزان عدالتكم فأسستم شريعة عجيبة غريبة لتشكيل البرلمان والحكومة؟ رئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزراء شيعي ورئيس البرلمان سني فلا يحق لمسيحي ان يكون رئيساً للعراق حتى لو كان قديساً ولا يحلم أي سني ان يكون يوماً رئيساً للحكومة حتى لو كان خريج هارفارد في العلوم السياسية ولا يمكن لأي يزيدي ان يكون وزير خارجية حتى لو كان خريج اوكسفورد ويعرف سبع لغات. لمــــاذا؟
لماذا يجب ان تمثل الطوائف والأقليات في البرلمان والا ضاعت حقوقها؟ الا يفترض ان كل البرلمان يدافع عن كل العراقيين؟ الا يفترض بممثل محافظة نينوى ان يراعي حقوق العربي والكردي والشبكي واليزيدي من ابناء المحافظة؟ الا يفترض بممثل محافظة أربيل ان يراعي حقوق مسيحيي عين كاوة فيها؟ الا يفترض بممثل بغداد ان يطالب ببناء مدرسة او مستشفى في الاعظمية ومدينة الصدر معاً؟ شرعكم غريب يا سادة ومنحرف عن منطق العقل والحكمة والعدالة ومخالف للدستور الذي تتشدقون به كل يوم.
لقد قادتكم امريكا الى المحاصصة عندما قررت نسبة تمثيل الأعضاء في مجلس الحكم حسب التقسيم العرقي والطائفي في العراق لانها خططت لما نحن عليه الان وزرعت بذور الفتنة منذ ذلك الوقت. فقد استغلت لهفتكم على الاستيلاء على السلطة بعد سقوط النظام السابق واحساسكم بالدفاع عن مظلومية قومياتكم وطوائفكم الذي تفوق على انتمائكم الوطني، مما دفعكم للمطالبة بأكبر نصيب ممكن من السلطة باسم الطائفة او المذهب ففرحتم بعدالة امريكا الشيطانية ونسيتم مفهوم المواطنة وروح العدالة وتكافؤ الفرص التي نص عليها الدستور. ولم تضعوا أية معايير او شروط لمن يتصدى للبرلمان او الحكومة فلا مواصفات ولا خبرة ولا حدود تعليمية ولا اختبارات ولا لغة ولا كفاءة ولا نزاهة ولا ضمير ولاشيء سوى الولاء للحزب او الطائفة. فهل أنصفتم طوائفكم؟
ماذا جنينا بعد عشر سنوات من المحاصصة الطائفية؟ لاشيء سوى التخلف والتراجع الحضاري والتدهور الاقتصادي والفشل الامني. كما ضاعت المواطنة وضاعت الحقوق لكل الطوائف، ولم يحصل الشيعي على بيت يأويه ولا السني حصل على وظيفة ولا المسيحي حصل على الامان في بلده. برلمان معطل مشلول لا يستطيع محاسبة المقصرين، رئيس كردي غائب منذ عام ولا أحد يعترض، رئيس برلمان يتغاضى عن فساد الحكومة ومخالفة الدستور وظلم الابرياء، رئيس وزراء فاشل مهنياً وسياسياً، يتستر على الفاسدين ويقرب الفاشلين، يؤسس لجيش طائفي غير مهني يعتدي على المواطنين بدلاً من ان يحميهم من الارهاب، حائر بولاية ثالثة ويؤسس للدكتاتورية والقاعدة بدأت تحتل المباني الحكومية في وضح النهار. ثروات البلد اهدرت لمدة عشر سنوات، وقصة الفساد وانهيار استقلالية القضاء والتردي الخدمي والزراعي والصناعي للبلد كلها امور واضحة لا تحتاج الى شرح.
اذن شرعكم هذا لم ينجح وبدأتم تعترفون بأنفسكم. فعليكم العودة الى المعايير الانسانية والمهنية والاخلاقية في اختيار المرشحين للبرلمان والحكومة والوزارات، معايير تسير عليها كل الامم والبلدان التي تريد بناء دولة حديثة متطورة وهي المواطنة والضمير المخلص والكفاءة المهنية.
عليكم ان تعلموا ان الشعب العراقي لا يريد المحاصصة فهو متعب ومثقل بالهموم ولم يعد يثق بادعاءاتكم ولم يعد يهمه من يمسك بالمنصب ومن اي طائفة مادام يؤدي واجبه بجدارة وضمير وعدالة. فلتتلون قوائمكم بكل الوان الطيف العراقي ولتشمل كل القاب العشائر العراقية مع شرط اختيار الوطني والكفوء والنزيه.
وللحديث بقية
[email protected]

أحدث المقالات