-1-
من أبرز سمات المجتمع العربي عموماً ، والمجتمع العراقي خصوصاً ، أنه مجتمع ذكوري ، لاتحتل فيه (المرأة) ما يحتلهُ (الرجل) من مكانةٍ، وإنْ ادّعي ذلك على المستوى النظري ..!!
ان الرجل يتفوق على الجنس الناعم ، وكأنَّ الفوارق العضوية بين الجنسين –الرجل والمرأة- توجب هذا التفوق ..!!
مع أنَّ (النساء شقائق الرجال)، وفي ذلك ما يُلغي تلك الفوقية المقيتة .
-2-
ويَهُونُ الخطب لو كانت تلك النظرة الفوقية للمرأة ، شائعة في أوساط البعيدين عن رحاب العلم والذين والثقافة ….
ولكنها للأسف ، موجودة حتى في أوساط مَنْ تُخلع عليهم الألقاب الفخمة والعناوين الضخمة ..!!
فهذا الألوسي ، (علي علاء الدين) – أحد قضاة بغداد ، بعد الاحتلال البريطاني للعراق – يقول :
لعمرك إنَّ الناس ساءتْ فعالهُم
وقد طلّقوا المجد الأثيل ثلاثا
تراهم رجالاً إن نظرتَ جسومَهُم
وتحسبهم عند الفعال اناثا
انه يمارس عملية النقد الاجتماعي للناس، ويُظهرُ سُخْطَهُ على الرجال، حيث أنهم بزعمه، لايملكون من الرجولة الاّ مظهرها الخارجي ، أما أفعالهم فهي (الإناث) وكأنَّ الاناث ممن لايُحسنن فعلاً على الاطلاق ..!!
وهذا ما لا نوافقه عليه …
-2-
وفي (العراق الجديد) اسندت للمرأة العراقية الوزارة ، والسفارة ، ودخلت المجلس النيابي ، ومجالس المحافظات ،وأصبحت رقماً صعباً في المعادلة السياسية ….
ومع ذلك ، فقد يجتمع الساسة ورؤساء الكتل والأحزاب دون ان يكون لها بينهم حضور …!!!
أليس هذا ظلماً للمرأة العراقية ؟
ان العراق الجديد لم يَتَخَلَ حتى الآن، عن كل الرواسب التاريخية التي نحّت المرأة عن الكثير من المواقع المهمة .
-3-
وحين استعرضتُ أسماء الكيانات السياسية المصادق عليها من مفوضية الانتخابات، والبالغ عددها (277) كيانا سياسياً ، وجدتُ ان هناك كيانات سياسيّة، سُجّلتْ بأسماءِ نساءٍ عراقيات، عازمات على خوض الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في نهاية نيسان من العام القادم (2014) .
ولكنها ليست كثيرة
انها خمسةُ كيانات حصراً :
(النهوض للمرأة) – وداد كريم عبد الرحمن مصطفى و (كتلة التعاون والنهضة) – كريمة داود سلمان عباس الجواري .
و(كتلة عراقيات للتغيير) – حنان خضير منصور حبيب .
و(المستقلة) نديمة كجان خدر
و(قائمة السلام والمحبة لمسيحي العرق ) – فادية سيده الياس دنحا
-4-
وقد لاحظ المتابعون للشأن الانتخابي في العراق ظاهرة غريبة ، وهي :
إنَّ نسبة المقترعات من النساء، لصالح المرشحات من النساء،ضئيلةٌ للغاية
والسؤال الآن :
اذا لم تبادر المرأة العراقية ، لاختيار مثيلتِها وممثلتِها ، فهل من المتوقع ان يبادر الرجال الى ذلك ، ليكونوا أكثر حماساً منهن ؟!
ولعّل في هذه الاشارة، ما يوجب تخفيف لهجة العتب النسائي على الرجال..!
ولولا الإلتزام القانوني بان تكون نسبة النساء في المجلس النيابي الربع لما فاق عددهن الثمانين يقيناً .
-5-
ولقد شهدنا أدوراً فاعلة لبعض الأخوات اللواتي دخلن المجلس النيابي في دورته الحالية ، فاقت في جرأتها ووطنيتها ، مواقف العديد من زملائهن ، الذين استهلكتهم همومهم الذاتية، وقضوا أيامهم في صمت مريب، وغياب غريب ..!!
[email protected]