17 نوفمبر، 2024 10:19 م
Search
Close this search box.

لا للتحالف الدولي

لا للتحالف الدولي

مرة أخرى ولن تكون الأخيرة ، يقوم ما يسمى بالتحالف الدولي ، بقصف قطعاتنا على حدود التماس مع داعش ، وقد اسفر ذلك عن استشهاد 10 عناصر من قواتنا وجرح 10 أخرين ، سبقها عشرات الضربات ضد الحشد الشعبي والجيش ، وقبلها العشرات من الحالات الموثّقة ، لدعم هذا التحالف لداعش اما مباشرة من خلال انزال الطائرات ، او من خلال المظلات ، التي طالما وثقها الحشد الشعبي ، حيث يشمل ذلك العتاد والمؤن ، وحتى لفك الحصار !.
لم نسمع بتقدم لقواتنا النظامية أو الحشد قد تحقق تحت اسناد هذا التحالف ، ولكننا سمعنا الكثير عن تقدم قوات (البيشمركة) ولمساحات واسعة ، ووقت قياسي ، تحت غطاء هذا التحالف ، لتستأثر قوات البيشمركة بالأرضي التي مسكتها ، رغم كونها أراضٍ غير كردية !، اذ يبدو أن كل هَم هذا التحالف ، هو شحذ السكين المغمدة في البدن العراقي دوريّا ، وأعادة غرزها مرة أخرى ! ، ثم مطالبتنا بتسديد فواتير باهظة جدا !.
التحالف الدولي الذي ببركة صمتَه وعماه ، دخل سرطان داعش واحتل ثلث مساحة العراق ، وهم يسلكون طرقا مكشوفة ومفتوحة وسهلة ، كونهم مطمئنون لأنهم جزء من اللعبة القذرة التي ينتهجها المجتمع الدولي .
التحالف الدولي الذي شُكّل بارادة المحتل ، والذي يضم قائمة غير معروفة من القوى ، أحدها تركيا التي لولاها لأنهار داعش ، فهي من أدام شرايين اقتصاده وحققت معه صفقات (البزنس) للنفط المسروق على حساب خراب البلد .
التحالف الدولي الذي جعل من نفسه خط رجعة وتبرير مطاط وفضفاض لأي تدخّل وانتهاك ، بل ولمنع (قصدي لضرب) أي تحرك لأدارة المعركة من قبل قواتنا ، والتي قد تشكل مفاجأة ، تعيد ترتيب أوراق السقف الزمني الذي وضعوه هم ، والبالغ أكثر من 10 سنوات ، والتبرير جاهز أيضا ، من قبيل (ضبابية المعارك ) أو لعدم تبيينهم العدو من الصديق بسبب الألتحام ، حسبما أعلنوا هم بذلك جهارا ! ، لكن الضحية عادة ما تكون قواتنا !.
بالأمس تدخّلت تركيا ، واليوم يدخل الأيطاليون على نفس الخط ، رغم أن هدفهم المعلن هو تقييم وحماية سد الموصل ، فهل دخل الأيطاليون بموافقة الحكومة العراقية ، التي صار بفضلها المواطن العراقي آخرمن يعلم !؟ .
وبغض النظر عن المعارضة أو التأييد للتدخل الروسي ، لكنه كشف المستور ، ليس أمامنا ، بل أمام العالم الذي يخضع لأعلام غير محايد ، وصار يرى بنفسه المشهد الحقيقي لما يدور خلف كواليس مسرحية التحالف الدولي ، وكيف أغمض هذا التحالف عيونه عن مئات الكيلومترات من حشوده العسكرية في العراء ، أو أرتال تهريب النفط .
كل هذه التصرفات المريبة ، مرّت تحت أنف حكومتنا ، بل رغم أنفها ، وهي لا تمتلك اي نوع من الأرادة أو القرار المستقل المنبعث من واقع البلد وحاجته ، فهي لم تطلب التدخل الروسي ، رغم كونه مطلبا شعبيا ، فكيف بمقدورها ، فك الأرتباط مع هذا التحالف ، لعدم جدواه ولكوارثه المتكررة بحق البلد ، تلك الكوارث التي جعلت من البلد على أضعف ما يكون ، وفي مهب الريح ، تحالف بفعاليات ليست ذات نتيجة ملموسة على الأرض ، هل لدينا دبلوماسية لها الكثير جدا من المبررات ، لنقض المعاهدة الأمنية التي لم تفدنا في شيء مع أمريكا ؟ أشك في ذلك كثيرا !.

أحدث المقالات