13 أبريل، 2024 6:08 ص
Search
Close this search box.

لا.. للاصلاح !! 

Facebook
Twitter
LinkedIn

وبالفم الملأن اقولها وبقوة : لا للاصلاح .لان الاصلاح هو ترميم او تعديل او اعادة تشكيل ما هو موجود وقائم فعلا ليصبح مقبولا اكثر .. وذلك يعني ان هذا القائم المُعاش فيه نسبة من الصحيح او المقبول .ولو تصفحنا واقع العراق الحالي فاننا لا نجد شيئاً صحيحاً وناصعاً واحداً ؛ الا معاناة شعب يرزح منذ ثلاثة عقود ونصف تحت طائلة وتبعات الحروب والحصارات والاحتلال وضربات الارهاب وفساد السياسيين وسرقاتهم ولصوصيتهم ومحاصصاهم المقيتة .. وجوه كالحة تحكم وتتحكم منذ ثلاثة عشر عاما .. وفساد هو الاعلى في العالم وخزائن خاوية وبلد خرب بلا خدمات ولا حقوق ولا مواطنة .. الفقر مدقع والانسانية تهان كل لحظة وقوى امنية عاجزة عن حماية شعبها ..اعطوني فاسداً او سارقاً واحدا تمت ملاحقته واعدامه بامر القضاء ليكون للاخرين عبرة .اخبروني عن دولار واحد من المليارات التي سرقها اللصوص في وضح النهار واودعوها في بنوك ودهاليز الغرب والشرق .. وهم شامتون بالشعب مبذرون لثرواته .دلوني على صرحٍ او مَعلَم واحد ( مهما كان بسيط ا)  لنقول انه من انجازات حكومات المحاصصة والتوافق السياسي والمنطقة الخضراء .اشيروا علي باجراء واحد اتخذته الدولة لكي يخفف من معاناة المواطن البسيط المغلوب على امره في كل المجالات .قولوا لي اياً من المهجّرين او المهاجرين او المغتربين او المرحلّين عن ديارهم عنوة عاد الى وطنه او بيته لينعم بخيراته . اعلموني عن يوم في الاسبوع او الشهر او السنة لم يشهد دموية الارهاب والانفلات والعصابات .. واشروا لي على الخارطة لاية منطقة او مدينة او محافظة او منطقة لاوجود فيها للارهاب او التسليب او الخطف او السرقة القتل غدرا ..فتشوا لي عن انجاز واحد حققته القوات الامنية او الاستخبارية او المخابراتية منعت فيه مزيداً من التنكيل او القتل المجاني على الهوية او غيرها وحمت فيه ارواح المواطنين او ممتلكاتهم ..سموا لي مسؤولاً واحداً في الدولة او الحكومة او الطبقة السياسية الحاكمة يشار اليه على انه من النزيهين المخلصين الذين رفضوا امتيازات المناصب او ارسل اولاده لقتال دواعش الاجرام والارهاب .. اورفض تسلم راتبه المليوني ؛ او تنازل عن حماياته وسياراته المظللة والمصفحة وقصور المنطقة الخضراء وكشف ذمته المالية البيضاء اما قضاء عادل ونزيه وشفاف .   افيدوني باسم اي مسؤول في الوزارات او الهيئات المستقلة جمّد عضويته الحزبية او اخفى انتمائه الطائفي او اسم منطقته عندما تسلق الى المنصب استناداً الى  حصة حزبه او طائفته ..واخيرا : من يعطيني اسم سياسي او مسؤول واحد في الدولة والبرلمان والوزارات والهيئات المستقلة ومجالس المحافظات وسفارات البلد في الخارج وغيرها وغيرها من منظومات الدولة واجهزتها .. واحد فقط رضي العراقيون عن ادائه منذ ثلاثة عشر عاما حتى الان ؛ وجاء الى الحكم دون محاصصة ولا توافق ولا محسوبية ولا رشوة ولا صفقة .. وانكر ذاته ؛ وعمل مخلصاً من اجل اسعاد شعبه او التخفيف عن كاهله على الاقل .اتحدى من يعطيني مثالا واحدا فقط لما سبق .. وبالضرورة فالقاعدة الرياضية تقول انه اذا كان : كل ما سبق = صفرا .. فان الصفر هو اقل قيمة وهو العدم ..فهل سياتينا احد ليقول لنا انه يطالب بالاصلاح ؟ وما جدوى الاصلاح اذا كان البناء مائلاً والاسس منخورة وبنيت برمل وملح ؟وما فائدة الاصلاح اذا كانت نتائج ثلاثة عشر عاما من البناء والتجريب الاخرق براس الشعب هي : الخراب والافلاس والنزوح والفقر والبطالة واليتم والترمل والهجرة والتهجير وفقد الاحساس بالكرامة والانسانية .. بل فقدان الامن والامان وضياع الامل والمستقبل ؟ ..لا تعوّلوا على الله سبحانه وتعالى في حل مشاكلنا ؛ الا لحكمة هو ادرى بوقتها لان قانون الله لا يتغير : ( لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .اذن : انا لا اؤومن بان الاصلاح ذو جدوى .. بل اؤومن ايماناً قاطعاً – واعتقد ؛ وبتواضع ان الكثير من ابناء الشعب ونخبه تؤيدني في الراي ان التغيير والتغير الجذري هو الحل واعتقد ان الفرصة مازالت في اليد قبل نفاد الوقت وان مبادرة السيد مقتدى الصدر وضعت في ذلك الطريق قدماً .. كل ذلك عن طريق حوار لمدة قصيرة يناقش كل شيء ويضع اسساً سليمة وعملية وعلمية  لكل ما هو مائل وسيء ؛ واولها قانون الانتخابات ومفوضيتها الفاشلة المنحازة المسيسة وقانون الاحزاب وهيئة نزاهة مستقلة تماما نوفر لها مستلزمات القوة والبقاء وكل ذلك يحتاج الى ارادات حديدية وتنازلات حقيقية وهمة لا تفتر ونوايا صادقة وقبل هذا وذاك تحجيم وابعاد ومحاسبة ومحاكمة كل من كان السبب في ما وصلنا اليه من وضع يرقى الى الماساة .. بل انه النكبة الوطنية الكبرى .   واقر ؛ وبواقعية مطلقة ان ذلك لا ياتي بيوم ولا ليلة ولا شهر ولا سنة .. ولكنه اذا تم على اسس صحيحة وعلمية فانه قد يرسم خارطة طريق بتوقيتات زمنية تفضي الى امال قابلة للتحقيق ؛ ولو بعد حين .     

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب