المكتوب اعلاه هو العنوان لحملة رقم مئة او اكثر التي يطلقها الشباب الحالمون بدولة مدنية حديثة تقف في الى جانب المجتمع الدولي وتشاركه همومه وتكون جزءا من قضاياه وهذه الحملة الفيس بوكية وغيرها من الحملات لم تات كبراءة اختراع عراقي وانما هي محاولة لاستنساخ حملات مشابهة في مصر او تونس او اي دولة اخرى لديها راي عام او اتفاق جمعي تحركه قيادات مثقفة ونخب مجتمعية لديها القدرة على توجيه لك الراي العام .
وهذا هو اساس نجاح المبادرات او الحملات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي في دول اخرى وتحديدا دول الربيع العربي ومثال على ذلك حركة تمرد في مصر التي انهت حكم الاخوان والتي اطلقها ستة شباب وساندتها القوى السياسية المصرية ثم ساندتها الفضائيات العلمانية ثم استجاب لها الجيش فنتهى مرسي والاخوان بظرف 48 ساعة تظاهرات .
الحال في العراق غير الحال في تونس ومصر وحتى اليمن كيف ؟
بداية لنعلم من هم قادة الراي في العراق ؟
اولا . المرجعية الدينية وهذه القيادة لاتحشر نفسها في السياسية واذا ارادت ان تتحدث في السياسة فكلامها سيكون بالمثاقيل ولن يكون دعم الحملات او تغيير مكان في هذا الحديث وانما سيكون عبارة عن رموز وشفرات وطلاسم .
ثانيا . العشيرة وهذه منظمة غير منظمة لا هي حزب ولاهي تجمع وانما علاقة وهمية مبنية على صلة القرابة وما فيها من التزامات اخلاقية بحيث تجد فيها الشيوعي والاسلامي والجاهل والمتعلم في ان واحد وبمعنى ادق هي مفهوم فضفاض لا يمكن ان يحتكم اليه وزعاماتها يتمسكون بالعرف اكثر من القانون والمدنية لاتعني شي في عرفهم المعتمد .
ثالثا . الاحزاب السياسية وهي ليست احزاب بالمفهوم المتداول في العالم وانما هي دكاكين تفتح ابوابها في المواسم الانتخابية تعمل على ربح المناصب والوزارات التي فيها اكبر حجم من المغانم التي تدرها المناقصات والمشاريع او تنتظر التمويل من الخارج وهذا اساس تشكيلها وبالنتيجة هي ليست نبض للشارع او على احتكاك بالشارع او تحمل ايدلوجية تترجم ما تحتاجه البلاد , وقياداتها شخصيات نفعية بعضها لايفقه من السياسة شي والتقرب الى القوي سمة سائدة في الاوساط الحزبية العراقية حيث ما زال مفهوم المعرضة لم يجد رواجا في بورصة العملية السياسية .
رابعا . منظمات المجتمع المدني وهذه لاتختلف كثيرا عن الاحزاب وانما اشد سوءا اذا سجلت الاحصائيات وجود 6000 معظمها واجهات للنصب والاحتيال وسرقة المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية .
خامسا . الاعلام وهو صدى للاحزاب السياسية فان لم يكن ممول منها فانه يبتزها ويكسب المال من خلال وجودها وهو في الغالب اعلام ركيك ليس له القدرة على تحريك الراي العام كما انه لم يطرح نجوم مجتمع مؤثرين مثل خيري رمضان او باسم يوسف في مصر ويسود برامجه الضجيج والصياح والاستعراض الخالي من الفن او الرسالة التي يقدمها الفن.
سادسا . النخب المثقفة وهي تجمعات لاشخاص ينظرون لانفسهم مجموعة انبياء ينطقون بما لاينطق به غيرهم تجمعهم موائد الشراب وتفرقهم ساعات الليل المتاخرة ينتظرون رضا المسؤول عنهم ليقربهم منه عسى ان يحصلوا على منصب او سفر او غيره وانا اكاد ان اكون متيقنا بانهم لايعلمون ماذا يريدون .
كل ما مر ذكره هو معطيات تتكفل بفشل اي مبادرة تقودها مجموعة معينة لاحداث تغيير معين خصوصا اذا جائت هذه المبادرة او الحملة عن طريق الفيس بوك حيث ينظر البعض الى شباب الفيس بوك نظرة دونية او انهم يبحثون عن العلاقات غير الشرعية او غيرها كما ان ما يطرح في الفيس بوك من قبل المشتركيين العراقيين هو قضايا رخيصة او كمالية او لا معنى لها ( اليوم شطابخين / شنو برجك / اليحب يدوس لايك / وغيرها الكثير ) اما القضايا الفكرية فلا يتبادل التعليقات او الاهتمام بها غير النخبة ذاتها التي تطرحها وكاننا ندور في حلقة مفرغة .
بالامس الدكتور علي العنبوري وهو احد اهم ناشطي الفيس بوك اعلن اعتذاره عن الاستمرار في التواصل مع الاصدقاء لان المجتمع لا يتقبل محاولات التغيير واليكم ما نشره بالنص .
(( أشعر بخيبة أمل كبيرة من شعب فقد هويته وبوصلته وكرامته … مجتمع لا يحسن صناعة الحياة ويسخر من كل محاولة للإصلاح أو التغيير لا يكون فيها قائدا … مجتمع قادر على تهشيم أي مبادرة والتخلي عن أي مسؤولية جماعية تجاه مساحة جغرافية تدعى “عراق” … فرد يتمتع بإحساس عالي بالعدمية والفردية وقدرة هائلة على سحق الآخر وتسفيهه والتشكيك به وتسقيطه ))
انا اتخوف من ان يكون مصيرنا نحن دعاة الدولة المدنية وحملات التغيير مصير دكتور علي العنبور ( اليأس ) او الخوف من ان لا يتحقق شيء لهذا المجتمع وتعاد مأساة الدكتاتورية من جديد وهذه المرة بعباءة اسلامية وعلى ذكر الخوف فانه السبب الرئيس وراء اجهاض اي حملة فيسبوكية او توترية او حملة شعبية تدعو الى احداث تغيير في العراق وتخليص شعبه من هذا الواقع الذي يعيشه رغم ما ينعم به من خيرات فهذا الشعب اعتاد القمع والقتل والتنكيل سواء جاء من محتل او دكتاتور او ميليشيا او قاعدة او قمع جاء من دين او عادات او تقاليد او اب عنيف او اخ سادي او غيرها من ادوات الخوف , الخوف الذي تسلل حتى الى صفحات الفيس بوك فانا اشاهد دائما ما ينشر الشباب بوستات على موقع الفيس بوك تحمل صور لستة سياسيين او خمسة او اكثر او اقل ويدعون الى ان يصوت المشتركون بالفيس للمفضل بينهم واختياره كرئيس وزراء واكيد من بين هذه الصور صورة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ودائما ما ياخذ حصة الاسد بالتصويت والتاييد .
المشتركون الذين يصوتون للسيد المالكي وعلى كثرتهم لكن اغلبهم يبرر اختياره للمالكي بجمل تظهر خوفه من المجهول خوفه من بديل المالكي او الخوف من التغيير بحد ذاته انا هنا لا اريد للناس ان لا تختار المالكي او اي شخص اخر وانما اريدهم ان يختاروا بثقة وشجاعة وايً اح كان من المنشورة صورهم .
هذا الموقف يذكرني بعادة ورثناها من اهلنا ربما تكون سيئة وسيئة للغاية فعندما نجتمع بين افراد العائلة ايام الطفولة ونتبادل الاحاديث عن ذكريات او مواقف مضحكة مررنا بها يقفز صوت صادر من اكبرنا سنا يمزق ضحكاتنا ويرعبنا عندما تقول امي او اختي الكبرى يارب ( ضحك خير ) ومن ثم تجد نفسها تامرنا بالسكوت وتبرر ذلك بان الضحك مو خوش فال … وكوننا اطفال فان امي اواختي الكبيرة تعدان من الثقات بالنسبة لي لانني حينها لم اعرف من هو اثقف او اعلم منهما يفسر لي الخرافات ومعانيها او انواعها لذلك كان الخوف يتسلل الى داخلي حتى اني اشعر بان الضحك هو الطنطل لو ابن عمه او اخوه وما زلت حتى اليوم اخاف من الضحك بل عندما اضحك اليوم كثيرا اذهب الى اقرب فقير لاتصدق خوفا من شر الضحك .
فاذا كان الضحك يخيفنا ونتصدق لدفع ما قد يحل بنا من بلاء بسببه فبالتاكيد تغيير اي رئيس وزراء سيشعرنا بالرعب ولن تكفينا موازنة سنة كاملة لنتصدق بها خوفا من شر تغيير رئيس الوزراء .