23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

لا… لحقوق الانسان

لا… لحقوق الانسان

كثيراً ما يحدونا الأمل والطموح نحن العاملون في ميدان حقوق الانسان ، في رؤية مجتمعنا وهو يرفل بثقافة حقوق الانسان على المستويين النظري والتطبيقي لا لأنها مفردة جميلة آلفناها بعد عام 2003، بل لكونها تمثل جوهر وجود الانسان من خلال حفظ كرامتهِ وصونها من عبث العابثين ، فلطالما أبرع النظام البائد وبإمتياز غير مسبوق في سرقة أحلى سني العمر من أبناء شعبنا ما بين  أتون الحروب الطائشة و غياهب السجون والظلمات ، لكن وبرغم هذا التغييب والسرقة المعلنة لسنين العمر فقد أستبقى لنا الاحلام والتي لا يستطيع أعتى الجبابرة ان يسرقها منا كونها تنبع من صميم الروح لتسبح في فضاءات الخيال الساحر بحرية مطلقة دون قيود . إن أثمن ما يملكه الانسان في ظروف كالتي عاشها مجتمعنا هو بقية الأحلام المكبوتة في صدره منتظرة أمل الانطلاق الى ميدان الحقيقة وهذا ما أستشعرناه للوهلة الأولى عقب الاعلان عن سقوط الصنم في ساحة الفردوس فيا لها من لحظات مليئة بالامل وبإشراقات صفحات التغيير في كتيب حياتنا المظلمة .
ونحن نعيش دوامة الفرح بهذا الأمل نسينا للأسف أن هنالك من يتربص بأحلامنا ، إنها نفس الأيادي التي دفعت بشبابنا ورجالنا الى المهالك ، هي من يسرق أحلامنا اليوم. والسؤال المهم في هذه المرحلة الحرجة ونحن نواجه فكراً ارهابياً متطرفاً هو… كيف نتعامل مع من يحاول قتل أحلامنا وتسفيهها وسط دعوات العمل على نشر ثقافة حقوق الانسان في المجتمع ؟  كيف لنا التعامل وفق أليات ومعايير حقوق الانسان مع من لا يتوانى عن قتل المئات من الأبرياء في لحظة عمياء ؟  كيف لنا الاستجابة لبعض الأصوات التي تحاول تضليل الرأي في المطالبة بتطبيق معايير و أليات حقوق الانسان أزاء المجازر الناجمة عن الهجمات الارهابية التي تستهدف وبشكل أعمى أرواح الأبرياء من أبناء شعبنا كل يوم دون أي وازع من الضمير الانساني الذي جُبلت عليه الطينة الأدمية ، أعتقد ان الاجابة على هذه التساؤلات يشاطرني فيها رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون أذ يقول ” عندما يتعلق الأمر بأمن المواطنين والوطن ، فلا أحد يحدثني عن حقوق الانسان”.
أذن … لا لحقوق الإنسان لمن لا يمت بأية صلة للإنسانية ، فمن المبادئ الاساسية لحقوق الانسان العدل وهو ان تعطي كل ذي حق حقه ، فليس من الحق ان يمارس الجريمة بأبشع أشكالها ثم يلوذ بمبادئ حقوق الانسان التي هي في الأساس لا تحمي المجرمين والقتلة ، فهذا ظلم واضح للضحايا الذي يأملون ان يأخذ العدل مجراه الطبيعي وفق القانون . أذن ما مطلوب منا في هذه المرحلة هو الشد على يد قواتنا الأمنية ودعمها في مواجهة هذه الأفة الخطرة موحدين صفوفنا  ومتحملين مسؤولياتنا ، كي نستطيع  ترجمة أحلامنا الى واقع حي نرى من خلاله عراقاً ملؤه المحبة والخير والسلام ينعم بخيره الجميع دون إقصاء أو إستثناء.