7 أبريل، 2024 9:50 م
Search
Close this search box.

لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات فكيف ننتخبكم ثانية !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ أن أصبح العراق دولة وهو يعاني من فترات الظلم والحيف والقهر تارة من قبل الغزاة والطامعين والمحتلين وتارةً أخرى يُظلم على أيدي حكامه !! ولو راجعنا التاريخ جيدًا لوجدنا ان لكل حاكم حاشية ومستشارين وفقهاء يقومون بتبرير كل أفعاله القبيحة وإخراجها بمظهر حَسِن ومطابقٍ للشريعة !! ، وهذا ما نَتَجَ عنه انحرافات عقائدية وفقهية تسببت في ابتعاد الفرد المسلم عن جادة الطريق وعدم الامتثال للإمام والقائد الحقيقي الممثل لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ونتيجةً لهذا الابتعاد العشوائي ظهرت الفئات والأحزاب والطوائف والمذاهب وكثرت الخطوط الحمراء وتيجان الرأس وعَبَدَةِ الأشخاص ، فخرج بذلك المجتمع عن مساره الذي رسمه له الصالحون وأصبح مجبرًا لان يسير خلف الأشخاص الذين بلغوا درجة الهٌ ونصف اله فانتقل الإنسان من طور التخيير الى طور التسيير والتبعية واللا تفكير!! , وللأسف هذه الأمراض منتشرةٌ الآن في مجتمعنا رغم التطور الحاصل في العلوم ونماء العقل البشري لكن الفرد أبى إلا أن يُجَرِدَ العقل ويسيرُ خلف العاطفةِ والشهوةِ والواجهاتِ بعيدا عن المبادئ والقيم المحمدية الأصيلة ، فانتشر الظلم والجهل والفقر والمرض والبلاء وسوء الخدمات !! ورب سائل يسأل هل ما حصل ويحصل لنا الآن من الله أم من أنفسنا؟؟ , أكيدًا من أنفسنا وبسبب تصرفاتنا اللامسؤولة وابتعادنا عن خط الإنسانية والإسلام الحقيقي فقال تعالى (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) ، وقال أيضا سبحانه (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) . فنأتي إلى عالمنا الحالي وخصوصًا فترة ما بعد سقوط النظام البعثي فقد استبشرنا خيرًا أن تخلصنا من كابوس الظلم المستمر متأملينَ أن يحكمنا نظامٌ ديمقراطيٌ بعيدٌ عن الطائفية والحزبية والمذهبية فتربع الاحتلال الأمريكي على العرش وجرى ما جرى على العراقيين من ظلم واغتصاب للحرائر واعتقال للشباب المقاوم وتشريد الطبقات المثقفة من خلال تأجيج الطائفية ! ، فأٌجبرنا آنذاك على انتخاب أشخاص لا نعرفهم !! نعرف عنهم فقط أنهم معارضون للنظام السابق ولهم طابع ديني متميز فانتخبناهم وبدعمٍ من جميع المؤسسات الدينية والحزبية !! فبدأت تخرج النتانة والعمالة من خلال الاتفاقيات التي أٌبرمت مع المحتلين وقسمت المناصب بين الأقارب والأحباب وأصبح المظلوم ظالما !! وهذا ما يثير العجب وأتت الأنتخابات الثانية ونحن نتوعد بتغييرهم لكن عندما نصل إلى صندوق الانتخاب نُبقي عليهم كما هم بحجة أنهم أبناء المذهب وينادون ياعلي حتى وان كان كذبًا وزورا , وأتت انتخابات أخرى وأخرى والفاسدين متربعين في عروشهم وقد أُتخمت عوائلهم وحواشيهم وازداد الفساد وجفت الأرزاق وشحت النعم حتى السماء قطعت أمطارها وخربت البلاد وبيعت المدن وزرعت الطائفية المقيتة وبالمقابل هناك من يدافع عنهم ويشرعن أفعالهم ويبوبها بباب شرعي !!! . فاعتاد الشعب العراقي على الخروج عليهم بتظاهرات واحتجاجات منذ أكثر من عشرة أعوام للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير الكهرباء والماء وتقليل البطالة وتوفير الأمن ، لكن في كل مرة تُفل عقدة الوعاظ والحواشي ويتهمون من يطالب بحقه بأزلام النظام السابق والمندسين والمخربين والمشكلة يصدقهم الناس !! يصدقون بالإعلام الذي يموله الفاسدين !! وكأنما لا يوجد أي نقص بالخدمات في هذا البلد والمبررات قائمة على قدم وساق سقطت الموصل فهب من كان يتظاهر وأبناء العوائل الفقيرة في الوسط والجنوب لتلبية نداء الوطن فحققوا إنجاز يحسب لهم شخصيا وليس للسياسيين الذين بخلوا على الوطن بان يقدموا أبناءهم قرابين وفداء له . ولا ادري بعد تحقيق النصر العظيم في الموصل ألا يستحق هذا الشعب المجاهد أن يخرج المسؤول ويحقق كل مطالب ورغبات هذا الشعب المغلوب على أمره؟؟؟!!! , هل سيستحي السياسيون كونهم لم يقدموا أصبعًا واحدًا فداءا للوطن ؟؟! فهل يقدمون استقالتهم واستغناءهم عن كل ما يملكون لأنهم فشلوا في توحيد الصف العراقي والحفاظ على أرضه ؟ نحن العراقيون هل سنبقى هكذا على مر العصور والأزمنة ؟ تعلمون أن التعليم في العراق قد انهار وأصبح خارج التصنيف العالمي؟!! وهذا معناه انتشار الجهل والتخلف وبالتالي مزيدًا من الفساد والإفساد . ألا يستحق العراقيون ممن حرروا البلاد أبسط مقومات العيش الكريم؟؟!! . ألا يستحق الجندي العراقي أن ينعم بالكهرباء والراحة والأمان أيام إجازته ؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ياحكومة البرلمان ؟!! آمل إن يفكر السياسيين مليا في أمر رعيتهم ويحققوا لهم المطالب مادامت مشروعة ومن ضمن الدستور العراقي . وهنا أجد من الضرورة التنبيه إلى أن هذه الانتهازية والمكر والخديعة الكبرى لم يكن من جانب واحد من الخط المؤسسي الانتهازي بل أنا وأنت وكل المجتمع لنا الدور في التأسيس والتنظير لهذه الخديعة الكبرى والمكر الفاسد الضال فنتحمل المسؤولية و التبعة …

فالمسؤولية مشتركة بين الطرفين ، المؤسسات الانتهازية الفاسدة والمجتمع الذي رضي بالخديعة بل وأسس لها و أوجد مقدماتها و شروطها . فلابد لنا من تصحيح المسار بالطرق العقلية بعيدا عن العاطفة.

ملاحظة : ليس لي عداء مع شخص أو جهة معينة , نقدي بناء لا هدام . ولا يزكي الأنفس الا الله سبحانه (جل وعلا).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب