9 مارس، 2024 10:14 ص
Search
Close this search box.

لا قداسة ولا مقدس…

Facebook
Twitter
LinkedIn

قانون “حرية التعبير” وجد لحماية من؟
السلطة؟ رموز الحكم؟ رجل الدين؟ أم المقدس عموما؟!
وما اكثر هذه المقدسات في ارض العراق, رغم انك لم تجد وطنا يكتظ بالمقدس الا وكان حاضره كأعشاش خربة لا خير حتى في نعيق غربانها.
فانا سأترفع هنا عن اي اتجاه واقف أمام كل مقدس في هذه الارض, سياسيا, دينيا, او قبليا, وحتى ان لم يكن بشريا.
فنحن لن نتخلى عن معاناة اعادة هيكلة وطن بأكمله فقط لكي يرتاح بعض الممتعضين من منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي, فحرية التعبير هي آخر ما تبقى لنا من بعد 2003, رغم اني اعرف مقدار الخوف على الانسان البسيط, فاذا كان العبادي يخشى ذكر العصائب بالاسم لأنها قويه عسكريا فالآن سيخشى المواطن الكلام حتى على الحكومة لأنها اقوى قانونيا فقط, وهنا يكون الموضوع بأكمله مرتكز على القوه, فلا داعي ان يسمعنا عباس البياتي أغنية “انتهى زمن القوة.” في جوابه عن استفتاء اقليم كردستان.
العهر السياسي يبحث دوما عن تشريعات تحمي تصرفاته, وسيقال ان هذه قوانين لحماية اعراف وتقاليد المجتمع, ولكني ورغم معرفتي بسلبية المجتمع العراقي الا اني ادرك بوجود الملايين من المغيبين عن التعبير ممن يقفون ضد كل سياسي في العراق, ولكن حتى هؤلاء, فكثير منهم سيتردد عند التحدث عن المقدس الاجتماعي والديني والعادات او التقاليد, وخصوصا المرأة التي حطمها وضع العراق والشرق طوال الخمسين سنه الأخيرة, حتى اضاعت هويتها الإنسانية المعاصرة.
سياسيين و رجال دين منافقين, عربا وكردا, سنة وشيعه, عاشوا عقودا في اميركا و اوربا, يتظاهرون ويتجمعون بحرية في ندوات و مؤتمرات, يشتكون من ظلم واضطهاد صدام حسين و منعهم من التعبير والمطالبة بحقوقهم, ليعودوا الينا برجعية تفضح انهم لم يتعلموا شيئا ولم تتغير من نفوسهم حتى شعرة واحده الا انهم ازدادوا مكرا.
لا حل الا ان يستمر الصراع بوجه كل تابو يراد له ان يشهر سيف جلاديه على اعناقنا, ففي زمن تطبع الكتب التي تناقش حتى الإله و الديانات الإبراهيمية وفلسفة الايمان بالقوة الخفية التي يعتقد الكثير انها اوجدت هذا الوجود, في زمن لم يتبقى فيه اي مقدس تسن في العراق قوانين لحماية سياسيين من النقد الاجتماعي عبر السيطرة على حرية التعبير او التظاهر, و بعد كل الذي تحمله العراقيين, ها هم الان يجبرون الى الخضوع والرجوع الى مربع الصمت , فماذا تبقى من وطن بات بئراً مظلمه تضيق يوما بعد آخر وتكتم الصوت كالتابوت.
علينا هدم المقدس يا سادة, فلا مقدس ولا قداسة, ربوا أبنائكم على “لا عيب” “لا ممنوع” “لا تابو”
فها نحن نصل الى نقطه نجد فيها انفسنا في المطارات ممنوعين من السفر او معرضين الى الحبس فور وصولنا ارض العراق لوجود اوامر اعتقال بحقنا مع احكام تعد جرما بحق الإنسانية بالسجن لسنوات طويله وتعويضات ماليه قاسيه طبقا للقانون الجديد, لا لكوننا ارهابيين نقوم بقتل الناس او نقود مليشيات مسلحه غير قانونيه, احرارا في شوارع بغداد, ولكن يتم حبسنا ومحاكمتنا فقط لأننا نكتب او نتكلم او نتظاهر.
خلصوا انفسكم من هذا الطاعون الذي لن يبقي شيء من هذه الارض, فحتى الحلم سينتهي امام هجوم الحمقى, لا قداسة لأي رمز ديني او سياسي او حتى ثقافي و اجتماعي.
علينا ان نهدم من الاعلى بدل الاستمرار في المحاولات البائسة في ضرب الاسفل دون جدوى. فهذه ارض لم تحترق يوما الا بنار مقدساتها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب